اقترح مدير جامعة قسنطينة 1 الإخوة منتوري، خلال اجتماع تنسيقي جمعه بنخبة من أساتذة كلية علوم التكنولوجيا، نهاية الأسبوع الماضي، إطلاق حزمة من المشاريع المبتكرة، الرامية إلى تجسيد مفهوم الجامعة 4.0، وتعزيز الانتقال نحو نموذج الجامعة الذكية، القائم على الرقمنة، والابتكار، وتطوير الممارسات البيداغوجية.

وخُصص الاجتماع، حسب مسؤولين من الجامعة، لعرض ومناقشة تصورات عملية، من شأنها تحديث البيئة الجامعية، وتحسين نوعية التكوين، في سياق سعيها لمواكبة التحولات الرقمية التي يشهدها قطاع التعليم العالي، حيث تمحورت المشاريع المقترحة حول القسم الذكي؛ باعتباره ركيزة أساسية لتطوير أساليب التدريس التفاعلي، وكذا الحرم الجامعي الذكي الذي يعتمد على توظيف التكنولوجيات الحديثة في تسيير المرافق والخدمات الجامعية. 

كما شملت المقترحات الأعمال التطبيقية عن بعد؛ كحل بيداغوجي يهدف إلى توسيع آفاق التكوين التطبيقي، خاصة في التخصصات التقنية، إلى جانب رقمنة المكتبة الجامعية لتسهيل الوصول إلى المراجع العلمية، وتعزيز البحث الأكاديمي، فضلا عن مشاريع التحكم، والآلية التي تندرج ضمن دعم الابتكار الهندسي، والبحث التطبيقي.

ويأتي هذا التوجه، حسب ذات المصادر، في إطار رؤية استراتيجية، تسعى من خلالها جامعة قسنطينة 1 إلى الارتقاء بجودة التعليم، وربط التكوين بالحلول التكنولوجية الحديثة بما يسمح بتحويل الجامعة إلى فضاء ذكي منتج للمعرفة، ومواكب لاحتياجات الطلبة وسوق العمل. حيث تَقرر تكريم أفضل ثلاثة مشاريع من خلال جوائز قيّمة، مع الشروع في تجسيد النماذج الأولية للمشاريع المختارة ميدانيا، في خطوة تهدف إلى الانتقال من الطرح النظري إلى التطبيق العملي داخل الحرم الجامعي.

وأكدت إدارة الجامعة أن تفاصيل وشروط وكيفيات المشاركة سيتم الإعلان عنها لاحقا عبر القنوات الرسمية، ضمن مقاربة تشاركية، تشجع الأساتذة والباحثين على الانخراط في مسار التحول الرقمي، والمساهمة في بناء منظومة جامعية أكثر ابتكارا وفعالية، معتبرة أن هذه المبادرة تجسد حرص الجامعة على تعزيز مكانتها كمؤسسة جامعية رائدة؛ من خلال تبنّي الحلول الذكية، وتثمين الكفاءات الأكاديمية، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية، الرامية إلى عصرنة التعليم العالي، ومجابهة تحديات العصر الرقمي.