بعد استفحال الظاهرة بتبسة
مسجد ”عثمان” وعيادة ”منتوري” مكبان للنفايات

- 1666

عبّر المصلون بمسجد ”عثمان بن عفان”، ومرضى العيادة متعدّدة الخدمات ”منتوري” بتبسة، عن استيائهم الكبير من تحوّل المساحة الخارجية لهذين المرفقين، إلى فضاء للرمي العشوائي للنفايات ومخلفات الخضر والفواكه المترتبة عن الأسواق الفوضوية.
أمام هذا الوضع، تسعى السلطات المحلية بتبسة، إلى إعادة تأهيل أسواق قانونية بغية القضاء على الأسواق الفوضوية التي أصبحت منتشرة بالعديد من الساحات والأماكن العامة بالمدينة، خاصة مع النشاط التجاري الفوضوي لبائعي الخضر والفواكه وما يتركونه من فضلات في أماكن البيع من دون جمعها أو إزالتها، والتي ساهمت إلى حدّ كبير في تشويه المحيط العمراني لمدينة تبسة، فحتى المساجد والمؤسّسات الطبية لم تسلم من هذه الظواهر المشينة، كما هو الحال بمسجد ”عثمان بن عفان” وبجوار العيادة الطبية متعدّدة الخدمات ”بشير منتوري” بحي ”لاروكاد” نحو مطار تبسة، فالزائر أو المريض المتّجه إلى العيادة، يواجه صعوبات كبيرة للدخول إليها بعد أن تحوّلت ساحتها الأمامية إلى سوق للخضر والفواكه، فالفوضى وبقايا الخضر والفواكه والأوساخ التي يخلفها الباعة يوميا جعلت من الساحة الأمامية للعيادة مشهدا مشينا، ناهيك عن الروائح الكريهة المنتشرة على بعد أمتار من العيادة، إضافة إلى تسبّب السوق في إعاقة حركة المارة سواء الراجلين أو أصحاب المركبات الذين كانوا يتسبّبون في تعقيد حركة السير. وما زاد من صعوبة الأمر، انتشار عشرات الطاولات التي يعرض أصحابها السلع والمنتوجات والمواد الغذائية في العراء دون مراعاتهم لأدنى شروط السلامة ونظافة السلع، إضافة إلى عرضهم لسلع مغشوشة أو فاسدة ومنها حتى منتهية الصلاحية، حيث تسبّبت هذه المواد الغذائية المعروضة في إصابة المستهلكين المقتنين لها بتسمّم غذائي بسبب نهاية صلاحية المنتوج أو فساده، وهنا يتساءل المواطن ”أين دور الجهات الرقابية؟”.
كما لا تتوقّف المظاهر السلبية عند هذا الحد، بل تتعداه إلى أبعاد خطيرة، فقد كانت هذه الأسواق على مدار سنوات ولا زالت، مسرحا لارتكاب الجرائم والسرقة امتهنها باعة ومنحرفون للسطو على الوافدين إلى السوق، إذ لا تتوقّف الشكاوى المرفوعة إلى السلطات الأمنية من قبل مواطنين ضحايا سرقات طالت أموالهم وهواتفهم أو حتى سياراتهم التي تكون مركونة بالقرب من السوق، زيادة على هذا، تعرف هذه الأسواق نشوب شجارات بين الباعة والمواطنين أو بين الباعة فيما بينهم، تتعدى الحدود ويتطوّر الأمر إلى التفوه بكلام فاحش بالمدخل الرئيسي للمسجد، وأصبحت هذه المظاهر تتكرّر يوميا أمام مسجد ”عثمان بن عفان” وعقب كلّ صلاة، دون الحديث عن يوم الجمعة، إذ تتحوّل ساحة المسجد إلى ما يشبه ”السوق الأسبوعي”، حيث تعجّ بالسلع المعروضة والزبائن القادمين لتأدية الصلاة من الأحياء والمناطق المجاورة.
وأمام هذه الوضعية الكارثية، يناشد مرضى العيادة الطبية متعدّدة الخدمات ”بشير منتوري” ومصلو مسجد ”عثمان بن عفان” بحي ”لاروكاد” السلطات المحلية وعلى رأسها والي تبسة لإيجاد حلول جذرية للقضاء نهائيا على هذه الظواهر السلبية التي باتت تشكّل نقاط سوداء بتبسة، وتشوّه المظهر الجمالي لها، خاصة وأنّ هذا الطريق يعد قبلة للزوار الوافدين من الولايات الأخرى المجاورة.