بعد سنوات من الجفاف

محطة الضخ بميلة تنهي معاناة سكان ابن زياد

محطة الضخ بميلة تنهي معاناة سكان ابن زياد
  • 539
شبيلة. ح شبيلة. ح

 أشرف والي قسنطينة، السيد عبد الخالق صيودة، رفقة والي ميلة، السيد مصطفى قريش، نهاية الأسبوع، على وضع حيز الخدمة محطة الضخ بالمنطقة الحدودية بين بلدية ابن زياد بقسنطينة، وبلدية عين التين بولاية ميلة، في إطار مشروع تزويد وتدعيم سكان بلديتي ابن زياد ومسعود بوجريو بالمياه الصالحة للشرب.

مشروع المحطة المشتركة، الذي دخل نهاية الأسبوع الماضي، حيز الخدمة، بعد سنوات من معاناة السكان، بسبب غياب المياه الشروب عن حنفياتهم وتذبذب التوزيع، سيسمح حسب صيودة بتزويد بلديتي مسعود بوجريو وابن زياد والمشاتي التابعة لها، على غرار كل من مشتة الفروج، المالحة، ربيعي عيسى، عين كبيرة بصفة دائمة بالمياه الصالحة للشرب، ضمن المشروع الذي خصص له غلاف مالي قدره 1.5 مليار دينار، حيث ستزود المحطة السكان بمعدل حصة صخ 80 لترا في الثانية، ما من شأنه تغطية العجز المسجل في تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب.

تراجع منسوب الأنقاب زاد الأزمة تعقيدا

وقد برزت مشكلة مياه الشرب منذ السنة الماضية، بشكل أكبر، مقارنة بالأعوام الماضية، خصوصا على مستوى المناطق التي تعتمد على الأنقاب، حيث سجل انخفاض في منسوب المياه الجوفية في العديد منها، نتيجة نقص تساقط الأمطار، ما أجبر مصالح بلديتي مسعود بوجريو وحتى ابن زياد، على اللجوء إلى الصهاريج، بالتنسيق مع شركة "سياكو"، من أجل تزويد قراهم ومداشرهم، خاصة قريتي مسيدة العليا ومسيدة السفلى، بعد تراجع منسوب النقبين اللذين كانا مخصصين لتزويد المواطنين، كما قامت "سياكو" بأشغال لتعميق مضخاتها، التي تستخرج المياه من أنقاب محطة الزواوي بحامة بوزيان، بعد تسجيل انخفاض في منسوبها.

يعد مشروع تزويد دائرة ابن زياد من النقب الواقع بالحيز الجغرافي لولاية ميلة، والذي كان مدرجا ضمن عملية تعزيز بلديات ولاية قسنطينة، وتأمينها بالمياه الصالحة للشرب، طبقا لتوصيات وزير الموارد المائية المقدمة في الزيارة التي قام بها إلى قسنطينة في جانفي من عام 2021، حيث أعطى فيها موافقة مبدئية على تزويد بلدية ابن زياد بمياه الشرب، انطلاقا من نقب عين التين، لتباشر بعد ذلك مصالح الوزارة الدراسات، من أجل تزويد مناطق باب الطروش والقرية والفروج والمالحة، إلى جانب بلدية مسعود بوجريو، من أهم المشاريع التي استفادت منها الولاية، للحد من الأزمة الخانقة في التزود بالمياه الشروب. 

السكان يستبشرون ومسؤولون يبررون التأخر

غير أن المشروع عرف تأخرا كبيرا في الإنجاز، بسبب مشاكل واعتراضات كانت تتم في كل مرة تسويتها، حيث كانت مديرة الموارد المائية، آمنة بوقفة، قد أكدت سابقا لـ«المساء"، أن المشكلة الوحيدة التي تصادف مشروع نقب عين التين، هي إنجاز أول محطة ضخ للمياه، وقد صادفت مؤسسة الإنجاز "كوسيدار" عراقيل تتمثل في انزلاقات، فضلا على صعوبة المسالك المؤدية إلى هذه المناطق ذات الطابع الجبلي، من جهة أخرى، واعتراضات الفلاحين وأصحاب الأراضي، الأمر الذي أدى إلى تمديد آجال مشروع إنجاز نقب بمنطقة "عين التين"، لحل مشكلة المياه في بلديتي ابن زياد ومسعود بوجريو بقسنطينة.

من جهتهم، استبشر سكان قرى ومداشر ابن زياد ومسعود بوجريو خيرا، بعد دخول محطة الضخ بميلة حيز الخدمة، حيث أكدوا أنهم عانوا لسنوات، من أزمة خانقة في التزود بالمياه الصالحة للشرب، بعد أن تراجع منسوب وقوة ضخ مياه النقب الغربي بمنطقة حمزاوي، بشكل كبير، متأثرا بالجفاف، خاصة خلال هذا الفصل، حيث يكثر الطلب على هذه المادة الحيوية، وأكد المشتكون لـ«المساء"، أن بلديتهم مصنفة ضمن أكبر المناطق المتضررة بالولاية، بعد أن أصبحت المياه لا تصل الحنفيات إلا نادرا، ولوقت قليل جدا، فالكميات الموزعة لا تكفي لتلبية الحاجات اليومية العادية، مشيرين إلى أنهم يضطرون إلى التزود بالصهاريج أو التوجه نحو المنابع الطبيعية للتزود بالمياه.

أفاد مواطنون من البلدية، أن المياه لا تجري بالحنفيات، سوى ساعة واحدة خلال يومين، كما أكد قاطنو قرى ربيعي وعين المالحة، أن المياه تصلهم مرة في كل أربعة أيام، وأحيانا تتأخر عن موعدها الاعتيادي، وهي مشكلة مسجلة بكل من قريتي العناب وعين تراب بأعالي البلدية، وجل قرى الجهة الغربية بابن زياد.