يعد سوق عين العنصر بمنطقة كريشتل في بلدية قديل، شرق مدينة وهران، الوحيد الذي لا يزال يحافظ على طابعه المتميز، بعرض المنتجات الفلاحية بعد جنيها مباشرة أمام الزبائن، وسط ديكور خاص، حيث يخترق السوق مجرى مائيا صغيرا، وسط مناظر جميلة مطلة على البحر.

عاد سوق عين العنصر بمنطقة كريشتل في بلدية قديل بولاية وهران، إلى النشاط مجددا، بعد توقف طويل، خاصة خلال شهر رمضان الجاري، حيث تحول إلى قبلة للمواطنين القادمين من مختلف مناطق الولاية ومن ولايات مجاورة ،لاقتناء منتجات فلاحية طبيعية، يتم عرضها مباشرة بعد جنيها من الأراضي الفلاحية المجاورة المنتشرة بالمنطقة، والتي تطغى عليها بعض أنواع الخضر النادرة، تأتي في مقدمتها أنواع من الخس "السلاطة" كالخس الشوكي وبصل "البورو" والسبانخ والشمندر واللفت ذو اللون الأحمر صغير الحجم، يتم جنيها من البساتين المجاورة وتحمل على ظهور الفلاحين لتباع في السوق.

يكشف بعض سكان المنطقة أن سوق عين العنصر بكريشتل من أقدم أسواق مدينة وهران، يتميز بأنه سوق تباع فيه عدة أنواع من المنتجات الفلاحية للمستهلكين، وكانت تنتشر بالمنطقة مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية الخصبة، وكان السوق يسمى "سوق الرحمة"، لما يتميز به من أسعار معقولة وفي المتناول، ويوضح أحد المواطنين بأن العادة القديمة كانت تفرض عرض المنتجات الفلاحية للبيع دون وزنها، في عملية تراض بين البائع والمشتري، وهي ميزة لا تزال متوارثة إلى اليوم في بعض المنتجات المعروضة، على غرار الخس والشمندر، وحتى بعض المنتجات الأخرى، غير أنه وبسبب تراجع مساحات الغرس وتنامي العمران في المنطقة، تراجعت المنتجات المعروضة وأصبح بعض الباعة يقومون بجلب الخضار من خارج المنطقة لعرضها إلى جانب السمك، فيما بقي السوق تقليديا بامتياز، بوجود المنبع المائي الذي لا تزال تنظف فيه المنتجات الفلاحية إلى غاية اليوم، مع وجود أنواع من السمك النادر.

يؤكد المتحدث أن ما يميز السوق أيضا، أن المنتجات الفلاحية التي تنتجها أراضي المنطقة، ذات لون أخضر خاص، بسبب نوعية المياه العذبة التي تسقى بها المنتجات الفلاحية وخصوبة التربة، وهو ما يمكن مشاهدته داخل السوق، الأمر الذي يدفع زوار السوق إلى أخذ صور للمنتجات الفلاحية الخضراء ولعملية تنظيف الخضار التي تتم عادة صباحا. في المقابل، يطل السوق على أهم منطقة سياحية بولاية وهران، مجاورة لمنطقة التوسع السياحي شرق وهران، ومطلة على ساحل كريشتل الخلاب، المكون من سلسلة جبال تخترقها شواطئ عذراء وأشجار الصنوبر الحلبي، مما يزيد من متعة زيارة السوق التقليدي الذي يبقى بحاجة إلى تثمين وإعادة اعتبار، وإدراجه ضمن معالم السياحة في ولاية وهران.