في ملتقى جهوي بسطيف

قضاة وأطباء ومحامون يناقشون مسؤولية الأخطاء الطبية

قضاة وأطباء ومحامون يناقشون مسؤولية الأخطاء الطبية
  • 1131
منصور حليتيم منصور حليتيم

أجمع المشاركون، في فعاليات اليوم الدراسي حول المسؤولية الطبية الذي احتضنته مدينة سطيف أمس، على أن مجلس أخلاقيات مهنة الطب يُعد محورا أساسيا في قضايا الأخطاء الطبية المطروحة على مستوى العدالة، وبات يلعب دورا محوريا بارزا في تنوير القاضي، لسيرورة الدعوى المتعلقة بتحديد نوع الخطأ الطبي ومسؤولية المرفق العام، وبالتالي تسهيل مهام القاضي في دراسة القضية والفصل فيها.

شكّل موضوع الأخطاء الطبية وتداعياتها محور نقاش يوم دراسي، احتضنه، صبيحة أمس، نادي المحامين بولاية سطيف بمبادرة من مجلس قضاء سطيف، بالتعاون مع منظمة المحامين وعمادة الأطباء لناحية سطيف، بحضور العديد من إطارات قطاعي الصحة والقضاء لولايات سطيف والمسيلة وبرج بوعريريج.

وتطرق المشاركون خلال هذا اليوم بالمناقشة والتحليل، للعديد من المحاور الأساسية ذات صلة بالموضوع، أبرزها المسؤولية الطبية من وجهة نظر القانون، في عرض قدمه السيد شاكر قارة وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف، وعرض للسيد بقاط بركاني محمد رئيس عمادة الأطباء، بعنوان: «المسؤولية الطبية من وجهة نظر الطبيب»، بالإضافة إلى دور مجلس أخلاقيات مهنة الطب في تحديد الأخطاء الطبية.

حسب السيد محمد حدود، رئيس مجلس قضاء سطيف، فإن هذا الملتقى يُعد مناسبة وفرصة سانحة خاصة بالنسبة لسلك القضاة، لتناول بالبحث والتدقيق مختلف الجوانب المتعلقة بالمسؤولية الطبية؛ سواء المتعلقة بعمل ومهام الطبيب، أو المرفق الصحي عموميا كان أو خاصا.

وأضاف السيد محمد حدود أن المناسبة فرصة لحل إشكالية مهمة جدا، هي كيفية التوفيق في معادلة معقدة، وهي الحفاظ على مصلحة المريض بالدرجة الأولى؛ كون الطبيب والمرفق الصحي وُجدا أساسا لخدمته، وتفهم ظروف عمل الطبيب وحدود اختصاصه؛ باعتباره مكلفا ببذل عناية ليس لتحقيق نتيجة، موضحا في نفس السياق، أن قضايا الأخطاء الطبية غالبا ما تأخذ وقتا طويلا داخل أروقة العدالة.

من جهته، النائب العام لدى مجلس قضاء سطيف، أكد على الدور الكبير الذي يلعبه مجلس أخلاقيات مهنة الطب في تنوير ومساعدة القاضي للفصل في القضايا، خصوصا في ظل تزايد عدد القضايا المتعلقة بالأخطاء الطبية العالقة أمام العدالة، ما يجعله عاملا أساسيا في معادلة ليست بالسهلة كما يعتقدها الكثير، مضيفا أن مجلس أخلاقيات مهنة الطب بات يلعب دورا بارزا، ما يطرح إشكالية حياده وأداء المهنة المنوطة به.

رئيس عمادة الأطباء لناحية سطيف الدكتور بقاط بركاني محمد، أكد في مداخلته أن الطبيب الذي لا يطور معلوماته مع التجهيزات الطبية الحديثة، يُعد طبيبا متقاعسا، خاصة في ظل التطور السريع الذي يشهده العالم اليوم في مجال علوم الطب، غير أن ذلك لا يعني أن الطبيب مفروض عليه ضمان الشفاء للمريض بقدر ما تكمن مسؤوليته الأساسية في تقديم العناية اللازمة للمريض والتكفل الأمثل به.

وأضاف الدكتور بقاط أن أغلب الأخطاء الطبية، تحصل نتيجة انعدام الخبرة أو الكفاءة من قبل الطبيب الممارس أو الفئات المساعدة، مؤكدا أن العمل الطبي هو نشاط يتمثل في كيفية وظروف عمل الطبيب.