إمكانيات كبيرة مسخّرة لفك العزلة عن المناطق المحاصَرة
قرى معزولة ودراسة معطَّلة وأولياء في حيرة

- 1372

تَسبب استمرار التساقط الكثيف للثلوج على العديد من المناطق الشمالية للوطن، في إغلاق العديد من المحاور والطرقات الرئيسة منها والفرعية، حسب ما أفادت بذلك حصيلة مصالح الحماية المدنية لولاية سكيكدة؛ بوجود صعوبات في فتح العديد من الطرق التي غطتها الثلوج جراء التقلبات الجوية المستمرة. وقد سُجل في هذا السياق، بولاية سكيكدة وخصوصا بالمناطق المتواجدة بالمصيف القلي غرب عاصمة الولاية أو بمنطقة أولاد أحبابة وزردازة، تعطل حركة المرور بسبب كثافة الثلوج، على غرار ما سُجل بالطريق الولائي رقم 07 الرابط بين عين لمسيد وقنواع، ورقم 132 الرابط بين الزيتونة ولعوينات، ورقم 07 بإقليم بلدية عين قشرة، خاصة المقطع الرابط بين منطقة الملعب ومنطقة بوسحابة، ورقم 21 بإقليم بلدية أولاد أحبابة أقصى جنوب الولاية، خاصة المقطع الرابط بين أولاد حبابة وعين سلامات.
الرداء الأبيض يحاصر قرى سكيكدة
سجلت الحماية المدنية صعوبة في السير على الطريق الوطني رقم 43 بمنطقة سطيحة ببلدية بوشطاطة، وكذا الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين سكيكدة وقسنطينة عند منطقة الزيبوش محمد؛ بسبب تراكم الثلوج، بينما تظل بعض الطرق مغلقة بفعل ارتفاع سمك الثلوج التي فاقت في بعضها 35 سنتمترا؛ كالطريق الولائي رقم 07 الرابط بين منطقة البطحة وقرية عين لمسيد بإقليم أولاد أعطية أقصى غرب عاصمة الولاية بالمصيف القلي، والطريق الولائي الرابط بين بلديتي عين قشرة وبني زيد، والطريق الولائي رقم 39 الرابط بين بلديتي بني زيد وعين قشرة على مستوى قرية الطهرة، والطريق الولائي رقم 132 الرابط بين بلديتي بواد زهور وخناق مايون على مستوى قرية الطهرة، والطريق الثانوي الرابط بين برك الناقة وزردازة، والطريق الاجتنابي الرابط بين منطقة الزيبوش محمد ومنطقة بوالزيتون، والطريق الولائي رقم 33 الرابط بين ولايتي سكيكدة وقالمة على مستوى بلدية اولاد حبابة، في حين تم فتح الطريق الولائي رقم 33 الرابط بين بلدية اولاد احبابة ومنطقة واد زناتي بولاية قالمة، في وجه حركة المرور. وأبدى سكان قرى كل من مرج بوشبل ودار عيسى وتاغزولت في حديثهم إلـى "المساء"، تذمرهم من الوضعية الصعبة بعد أن عزلت الأمطار الغزيرة قراهم بسبب صعوبة المسالك، التي تحولت إلى برك مائية، وأوحال؛ مما يصعّب على السكان التزود من قارورات غاز البوتان.
إمكانيات كبيرة لفك عزلة المناطق المعزولة
تم تسخير إمكانيات كبيرة لفك العزلة عن الطرقات والقرى والمداشر، التي مايزال بعضها لليوم الثاني على التوالي، يعيش شبه عزلة؛ من خلال تسخير وسائل بشرية ومادية معتبرة؛ كتوفير آليات للأشغال العمومية لإزالة الثلوج عن شبكة الطرق، لا سيما عن المناطق التي تعرف تساقطا كثيفا للثلوج؛ سواء بالجهة الغربية من الولاية، أو على مستوى منطقة أولاد أحبابة، وزردازة، مع توفير كميات من الملح لإذابة الثلوج، بمشاركة البلديات المعنية، ومصالح الحماية المدنية، ومديرية الأشغال العمومية، وكذا أفراد الجيش والدرك، وبعض المقاولين الذين وضعوا عتادهم تحت تصرف رؤساء البلديات.
الدراسة متوقفة والأولياء في حيرة
فرض تراكم الثلوج بالطرقات الرئيسة والفرعية، شبه عزلة على سكان القرى والمشاتي، خاصة بالمصيف القلي، ومنطقة زردازة، وأولاد أحبابة، وهي المناطق التي لم تتمكن كاسحات الثلوج من الوصول إليها؛ بسبب صعوبة المسالك. ويؤكد مواطنو هذه المناطق المنكوبة الذين لم يشهدوا تساقطا للثلوج بهذه الكمية من قبل منذ سنوات، أنهم ظلوا محاصَرين بالثلوج، مما أدى إلى توقف الدراسة عن العديد من المؤسسات التربوية، خاصة في الطورين الابتدائي والمتوسط، وحتى الثانوي، بينما رفض العديد من الأولياء ترك أبنائهم يلتحقون بمقاعد الدراسة؛ بسبب برودة الطقس، وانعدام التدفئة المدرسية، والإطعام.
ومن بين هذه المناطق أولاد أعطية، وقنواع، وأفنسو، وسيدي مزغيش، ولعوينات التابعة لبلدية أولاد أعطية، وكذا ثانوية 18 فبراير بأولاد أعطية، ومتوسطة محمد بولكراه بخناق مايون، بما فيها مدرسة العالية القديمة ببلدية فلفلة. وقد عبّر العديد من المواطنين الذين اتصلوا بـ "المساء"، عن قلقهم إزاء بعض المدارس؛ حيث عرّت رداءة الأحوال الجوية حقيقة وضعيتها بسبب غياب التدفئة، وتهشم زجاج النوافذ مع حدوث تسربات من السقف والرطوبة، مما حوّل الحجرات الدراسية إلى شبه ثلاجات، مطالبين بفتح تحقيقات للكشف عن الواقع الذي تعيشه جل تلك المدارس، التي تحتاج إلى صيانة حقيقية، لا ترقيعات.
ومن جهة أخرى، نظم، أول أمس، أساتذة ملحقة المرسى في أقصى شرق الولاية، وقفة احتجاجية،عبّروا من خلالها، عن معاناتهم منظروف العمل الصعبة، خاصة في مثل هذا الوقت؛ بسبب انعدام التدفئة والإنارة منذ سنوات على الرغم من الشكاوى العديدة التي رفعوها إلى الجهة الوصية. وأكد لنا بعض الأساتذة استحالة العمل في مثل تلك الظروف، أمام برودة الطقس؛ سواء للتلاميذ أو الأساتذة. وفي سياق ذي صلة، عززت المصالح الأمنية من شرطة ودرك وجيش، من تواجدهم الميداني على مستوى كل المناطق، التي تشهد تساقطا للثلوج؛ بغية مرافقة المواطنين، وتحسيسهم بضرورة توخي الحيطة والحذر، وتجنب السرعة، إلى جانب فك العزلة عن الطرق باستعمال الكاسحات، ضاربين في ذلك أروع الأمثلة في تلاحم الجيش مع المواطنين.
انقطاعات للتيار الكهربائي بالمنطقة الغربية
توقفت، منذ أول أمس، عملية الضخ بمحطة تحلية مياه البحر، حيث أوضحت وحدة الجزائرية للمياه بالولاية، أن السبب يعود إلى شدة هيجان البحر، ومن ثم تعكر المياه؛ إذ يستحيل تشغيل المحطة بكامل طاقتها، وهي تشغَّل حاليا بأقل من 20 ٪، على أن يتم تشغيل هذه الأخيرة بكامل طاقتها، مباشرة عند تحسن الأحوال الجوية، وهدوء البحر. وعبّر سكان منطقة خناق مايون ولمقاتل وكل مناطق أولاد أعطية المتضررة، عن تذمرهم من استمرار انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من يومين رغم التدخلات المستمرة لشركة سونلغاز لإصلاح الأعطاب، مطالبين بإنجاز محولات كهربائية، تساهم في وضع حد لظاهرة الانقطاعات المتتالية للتيار الكهربائي صيفا وشتاء، خاصة أمام ضعف الشبكة حسبهم، مؤكدين أنهم قضوا ليلتهم على ضوء الشموع. كما توقفت بعض المخابز عن نشاطها بسبب انقطاع الكهرباء؛ مما خلق أزمة في التزويد بالخبز، وأجبر العائلات على طهي الكسرة في منازلهم.
الثلوج تنعش السياحة الجبلية
شهدت العديد من المناطق الجبلية التي غطتها الثلوج خاصة تلك المتواجدة غرب عاصمة الولاية؛ كمرتفعات أولاد أعطية، وسيوان، وقنواع، وأفنسو، وبني ولبان ولعوينات، إنزالا من قبل العائلات منذ صبيحة أول أمس السبت، للاستمتاع بمظاهر الثلوج، مما أنعش بعض الشيء السياحة الشتوية الجبلية. ووجد الأطفال الذين اكتشف بعضهم الثلوج لأول مرة، فرصة سانحة للعب، وأخذ صور وسط مشهد جميل ورائع، حيث عبّر العديد من الأسر، منهم من قدِم من بلدية عاصمة الولاية، عن فرحتهم بالاستمتاع بمثل تلك المشاهد، التي حسب بعضهم، قد لا تتكرر.
تقلبات جوية تشهدها سطيف.. حوادث مرور واختناقات بالغاز
أحصت مصالح الحماية المدنية بولاية سطيف، خلال اليومين الأخيرين، 9 حوادث مرور عبر مختلف شبكات الطرقات جراء التقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة، تمثلت في انحراف واصطدام تسلسلي لعدة مركبات، لا سيما بمحور الطريق السيار شرق - غرب، والطريق الوطني رقم 5 بين عاصمة الولاية سطيف والعلمة، والطريق الولائي رقم 14 بعين آرنات. وسجلت المصالح خلال نفس الفترة، 3 حوادث تتعلق باختناق أفراد عائلات داخل شقتين ومنزل فردي بكل من سطيف، وعين الكبيرة، وبني ورثيلان، حيث تم إنقاذ 8 أفراد من خطر التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون القاتل المنبعث من سخاني الماء والمدفأة، بدون تسجل وفيات.
وحسب المكلف بالإعلام والاتصال بالمديرية الولائية للحماية المدنية، النقيب أحمد لعمامرة، فإن مصالح الحماية المدنية جنّدت جميع الوسائل المادية والبشرية بمختلف وحداتها العملية؛ تحسبا لأي طارئ، مع وضع فرق متقدمة للتدخل عبر سبع نقاط، على أهم محاور الطرق؛ لضمان سرعة وفعالية في الاستجابة، ومساعدة مستعملي الطرق على الطريق السيار، والطريق الوطني رقم 75، والطريق الوطني رقم 09، والطريق الاجتنابي الشمالي لمدينة سطيف. ودعت مصالح الحماية المدنية عبر أمواج إذاعة سطيف، جميع المواطنين إلى اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر؛ تفاديا لمخلّفات الاضطراب الجوي الذي تشهده المنطقة؛ بعدم الخروج من البيوت بدون ضرورة، لا سيما بالنسبة للمسنين، والمرضى والأطفال، خصوصا خلال الفترة المسائية، وفي الليل الذي تنخفض خلاله درجات الحرارة.
* منصور. ح
بجاية.. الثلوج تشلّ المؤسسات التعليمية
تسببت التقلبات الجوية التي ميزت ولاية بجاية خلال الساعات الأخيرة، في اضطرابات على مستوى المؤسسات التعليمية في بعض البلديات، بسبب تراكم الثلوج التي أغلقت الحركة المرورية، وعدم تمكن حافلات النقل المدرسي من ضمان نقل التلاميذ نحو مدارسهم، خاصة بالطور الابتدائي. بلدية بن جليل من بين البلديات التي تضررت جراء هذه التقلبات؛ من خلال إغلاق بعض الطرق البلدية، التي تم إعادة فتحها بالاستعانة بالوسائل المادية والبشرية للبلدية، ومديرية الأشغال العمومية؛ حيث اضطر التلاميذ للبقاء في منازلهم، بسبب تراكم الثلوج، وعدم توفر وسائل النقل، وهي الوضعية نفسها التي عرفتها بلدية تاسكريوت، التي سجلت غياب التلاميذ عن المؤسسات التعليمية بسبب نقص وسائل النقل، وصعوبة حركة التنقل بفعل تساقط الثلوج بكميات معتبرة.
وقد قامت المصالح المحلية بفتح الطرقات في وجه حركة المرور، التي تميزت بالصعوبة بعد أن تَواصل تساقط الثلوج منذ أول أمس. وطالب المنتخبون المحليون مصالح الأشغال العمومية، بالتدخل؛ من أجل إعادة فتح الطرق البلدية التي تربط بين مختلف القرى، وتفادي أي طارئ. كما غاب التلاميذ عن المؤسسات التعليمية ببلدية ذراع القايد؛ بسبب الثلوج، وتوقف حركة المرور؛ حيث اضطر المسؤولون المحليون للاستعانة بالوسائل التي تتوفر عليها البلدية، خاصة الملح المذيب للثلوج؛ لفتح الطرقات، فيما عرفت العديد من البلديات الريفية على غرار إغيل علي، وكنديرة، وبرباشة، وبن معوش، وبوحمزة، وصدوق وآيت سماعيل، نفس الوضعية، في وقت سجلت مصالح الدرك الوطني إغلاق بعض الطرق الوطنية؛ على غرار الطريق الوطني رقم 26أ بفج شلاطة، والطريق الولائي رقم 1 الرابط بين أكفادو وتيبان، والطريق الولائي رقم 173 الرابط بين تيبان وشميني، والطريق الولائي الرابط بين تامقرة وأقبو، فيما تجندت مصالح الدرك الوطني ومديرية الأشغال العمومية، لفتح الطرقات في وجه الحركة المرورية.
* الحسن حامة
قالمة.. الثلوج تحيي الحقول وتعيد الأمل للفلاحين
أعادت الأمطار والثلوج المتهاطلة خلال الأيام الأخيرة، الأمل والفرحة إلى نفوس المواطنين والفلاحين، بعد انحباس لأكثر من شهرين متتاليين، نتج عنه تأثر الفلاحة بشكل كبير؛ بسبب شح الموارد المائية؛ سواء السطحية أو الباطنية. وبعدما شعر الفلاحون بالقلق والتوجس إزاء موسم فلاحي صار مهددا بالجفاف، استبشروا خيرا بسقوط الأمطار والثلوج، التي أعادت الحياة إلى الأراضي الفلاحية، التي صارت، منذ أشهر، بحاجة إلى كميات كبيرة من المياه لتقديم أفضل النتائج، وإنجاح الموسم الفلاحي. وقد عبّر معظم المزارعين عن فرحتهم بتحسن المغياثية، داعين الله عز وجل أن يستمر تهاطل الأمطار على فترات متواصلة خلال فصل الشتاء.
ويرى المختصون أن تساقط كميات من الأمطار قد يكون له تأثير إيجابي كبير على مخزون المياه السطحية والباطنية المزودة لأغلب مناطق الولاية بمياه الشرب، التي تأثرت كثيرا بموجة الجفاف الطويلة التي عرفتها المنطقة، على غرار أغلب مناطق الوطن. وقد غطت الثلوج التي تهاطلت بشكل أكبر خلال الليلتين الماضيتين، الجبال والطرق في عدة بلديات بولاية قالمة، حيث تدخلت مديرية الأشغال العمومية بالولاية ليلة السبت وصباح الأحد، لنزع الثلوج، وفتح الطرق على مستوى الطريق الوطني رقم 80 في شقه الرابط بين بلدية بوحشانة التابعة لولاية قالمة، وبلدية سدراتة التابعة لولاية سوق أهراس، وكذا الطريق الولائي رقم 162 نحو جبل "ماونة".
ومن جهتها، قامت وحدات الحماية المدنية لولاية قالمة بالتنسيق مع المسؤولين المحليين، والدرك الوطني ومصالح الأشغال العمومية، بعمليات استطلاعية عبر محاور الطرق صبيحة الأحد، بعد النشرية الجوية الخاصة. وكانت العمليات الاستطلاعية للوحدة الثانوية للحماية المدنية لخزارة من بلدية بوحشانة إلى غاية حدود بلدية سدراتة، للوقوف على حالة الطريق الوطني رقم 80، ووحدة قطاع الحماية المدنية بتاملوكة على مستوى الطريق الولائي رقم 133 الرابط بين بلدية تاملوكة بولاية قالمة، ودائرة عين عبيد بولاية قسنطينة.
* وردة زرقين