"سوق العاصر" بقسنطينة

قبلة "الڤليل" رغم المنافسة الشرسة

قبلة "الڤليل" رغم المنافسة الشرسة
  • القراءات: 877
زبير. ز     زبير. ز

يحتفظ عدد كبير من القسنطينيين، خاصة من سكان المدينة القديمة وما جاورها من أحياء، بعادة التسوق إلى سوق العاصر، الذي يعد من أقدم الأسواق بشرق البلاد، إن لم نقل في الجزائر، حيث عهد أهل المدينة على قضاء كل أمورهم فيما يخص الخضر والفواكه وحتى السمك من هذا التجمع التجاري، الذي يعرض السلع بأسعار مقبولة، وبات يصارع البقاء في ظل المنافسة الشرسة وانتشار عدد كبير من الأسواق الأخرى.

"سوق العاصر بقسنطينة، أو كما يطلق عليه قبلة القليل والمساكين، يشهد انتعاشا ملحوظا في شهر رمضان، خاصة أن المتسوقين، وحتى ربات البيوت، يفضلن التسوق من هذا التجمع التجاري على الطريقة التقليدية، حيث يكثر الصياح من طرف الباعة الذين يشهرون لسلعهم عن طريق رفع الصوت مع ذكر الأسعار المغرية، جلبا للزبائن.

يحظى سوق العاصر الذي يقع على بعد أمتار من جسر سيدي مسيد، داخل المدينة القديمة، بقيمة كبيرة عند القسنطينيين الذين يحرسون على استنشاق عبق المدينة القديمة من هذا المكان، الذي كان مكانا للتسوق، وحتى مكانا للدراسة في وقت سابق، كونه يضم جامع الكتانية الذي يحوي عددا من قبور القادة والمسؤولين العثمانيين الذين حكموا المدينة، ودرس به عدد كبير من طلبة جمعية العلماء المسلمين، وأبرزهم الرئيس الراحل هواري بومدين.

المتجول في المدينة القديمة لقسنطينة، يعيش أجواء خاصة لرمضان، حيث تنتشر روائح الأكلات التقليدية والحلويات التي تشتهر بها المدينة، على غرار السامصة و"الزلابية التي تزين مختلف الأزقة وشوارع السويقة، رحبة الصوف، البطحة وسوق العاصر، ويجد المتسوق متعة في اقتناء حوائجه، انطلاقا من شراء اللحوم الحمراء من محلات الجزارة بالسويقة، أو الجزارين على مقربة من سوق العاصر الذي يكون محطة إلزامية، كونه يضم مختلف طاولات بيع الخضر والفواكه، وغير بعيد عنه، يجد أي متسوق ضالته في اقتناء خطفة البوراك من رحبة الصوف، وكذا بعض العجائن التي تستعمل في أطباق الإفطار.

سوق العاصر بقسنطينة، الذي فقد بريقه في السنوات الأخيرة، بسبب إهمال السلطات البلدية في ترميم ما يمكن ترميمه من جهة، ومن جهة أخرى ترحيل عدد كبير من سكان المدينة القديمة، مع توقف المصعد الهوائي عن العمل، حيث كان يساهم في نقل عدد كبير من سكان المنطقة الشمالية لقسنطينة، على غرار جبل الوحش، الزيادية والأمير عبد القادر، يشهد حركية كبيرة خلال شهر رمضان، حيث يقصده المتسوقون حتى من المدينة الجديدة علي منجلي، من السكان السابقين للمدينة القديمة، الذين تم ترحيلهم في إطار القضاء على السكن الهش، حيث يحرص هؤلاء الزبائن على زيارة السوق ولو مرة في الأسبوع، من أجل التبضع من جهة، و استرجاع الذكريات الجملية، من جهة أخرى.

رغم رحيل أكثر من ثلثي التجار من هذا السوق الشعبي الذي يقع بساحة بوهالي السعيد، إلا أن سوق العاصر بقسنطينة الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، يصارع البقاء ويستقطب عددا كبيرا من الزوار، خاصة في المناسبات، على غرار شهر رمضان الكريم، فمنهم من يقصده لشراء الخضر والفواكه وحتى الأقمشة والأفرشة، ومنهم من يزوره فقط ليشم رائحة الماضي الجميل، لهذا المكان الذي يتوسط عددا من الأحياء القديمة، وجاء ذكره في العديد من الأغاني، خاصة المالوف.

زبير. ز   

 


 

التهافت على مادتي السميد والزيت يعود للواجهة.. الشارع القسنطيني ساخط عشية رمضان

شهدت العديد من المحلات التجارية والأسواق بقسنطينة منذ أول أمس، تهافتا كبيرا للمواطنين على اقتناء بعض المواد الغذائية، بحجة ندرتها في السوق وارتفاع أسعارها على مستوى الوحدات الإنتاجية، وتسبب هذا التهافت على اقتناء مادة السميد وزيت المائدة، في ندرة حادة على مستوى محلات التجزئة وبعض محلات الجملة.

في الوقت الذي قام بعض التجار برفع الأسعار، بحجة ندرة هذه المواد، حيث عرفت هذه المحلات طيلة اليومين الفارطين إقبالا قياسيا للمواطنين منذ الساعات الأولى من الصباح، حتى قبل فتح المحلات، والذين شكلوا طوابير طويلة على اقتناء العديد من المواد الغذائية، وفي مقدمتها مادة السميد والزيت وحتى الحليب الذي أضحى مفقودا في المحلات، ويأتي الإقبال بعد أن تناقلت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، معطيات حول ندرة مادة السميد خلال رمضان، وارتفاع سعر الزيت، مع احتمال ارتفاع بعض أسعار المواد الغذائية الأخرى، الأمر الذي جعل المواطنين يتهافتون على اقتناء كميات معتبرة من هذه المواد، تفاديا لحدوث أزمة، حسبهم، حيث عادت صور التهافت على المواد الغذائية مثلما كان عليه الحال السنة الفارطة، مع بداية الجائحة وانتشار فيروس "كورونا".

ارتفاع غير مسبوق في أسعار السميد

وصل سعر كيس 10 كيلوغرام من السميد إلى 650 دج، في حين أن سعره المقنن لا يتجاوز الـ400 دج، وثمن الـ5 كيلوغرامات من السميد ارتفع إلى 400 دج، فيما بلغ ثمن الكيس الواحد ذو حجم 25 كيلوغرام الـ1500 دج.

من جهتها مصالح مديرية التجارة، أكدت على وفرة المنتوجات الغذائية وعدم وجود أية ندرة، وأشارت خلية الإعلام بالمديرية إلى أنها ستعمل مع الجهات المعنية على محاربة المضاربة بأسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع، من أجل الحفاظ على تموين السوق بمختلف المواد الاستهلاكية الأساسية، واستقرار الأسعار، خاصة المدعمة والمقننة منها. من جهة أخرى وعشية شهر رمضان، لاتزال أسواق الولاية تشهد ارتفاعا في أسعار الخضر والفواكه، وهو تقليد اعتاد عليه المواطن القسنطيني مع كل مناسبة، حيث عرفت أسعار الخضر والفواكه خلال الأيام الأخيرة ارتفاعا قياسيا، فبعد أن شهدنا قبل أيام، ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية واسعة الاستهلاك، على غرار المعجنات والمياه المعدنية والزيت، جاء الدور اليوم على الخضر والفواكه التي زادت أسعارها وقفزت بين ليلة وضحاها من دون أي سابق إنذار، أو أي تفسير من قبل السلطات في ظرف أسبوع فقط.

أسواق الدقسي وبومزو وغيرها لم تسلم من لهيب الأسعار

خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى بعض الأسواق الشعبية، التي يقصدها المواطن البسيط، على غرار سوق الدقسي عبد السلام وسوق بومزو وبطو عبد الله، لاحظنا ارتفاعا في أسعار البطاطا، التي قال بشأنها المواطنون أنها لا غنى عنها سواء في الأيام العادية، أو حتى في رمضان، إذ تراوح سعرها بين 65 و75 دينارا للكيلوغرام بحسب النوعية، بينما يتراوح سعر الطماطم بين 130 و160 دينار، والجزر بين 80 و100 دينار، وهو الحال مع سعر الخس الذي تراوح بين 100 و120 دينار، وغير بعيد عن سعر الفاصولياء الخضراء أو البزلاء التي تراوح سعرها بين 120 و140 دينار، حالها حال الفلفل الحار الذي لا يقل سعره عن 150 دج، فيما وصل سعر الخرشوف الشوكي إلى 120 دينار للكيلوغرام.

أما البصل فتراوح سعره بين 60 و70 دينارا، فيما تراوح سعر الجريوات أو الكوسة 70 و120 دينار للكيلوغرام، وهو الحال بالنسبة للبروكلي الذي يبلغ سعره 120 دينار، أما سعر "الزاليقو" فقد تجاوز 150 دينار للكيلوغرام الواحد في جل الأسواق، وبلغ سعر الليمون 250 دج، أما التمر فتراوح سعره بحكم استهلاكه الواسع في رمضان بين 260 و320 دج، وهو الحال بالنسبة للبرقوق والمشمش المجففان المستعملان في أول أيام رمضان، حيث وصل سعر الأول إلى 800 دج، أما الثاني 1200 دج للكيلوغرام الواحد، شأنه شأن الزبيب.

خلال جولتنا في الأسواق الشعبية وحتى أسواق المقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، بالمراكز التجارية الكبرى، على غرار "الرتاج مول" وغيرها، لاحظنا تباينا في أسعار نفس الخضر، أرجعها التجارة إلى الاختلاف في النوعية وفي طريقة العرض، معترفين بالارتفاع الكبير في الأسعار الذي ارجعه أغلبهم إلى ارتفاعها في أسواق الجملة، وقيام الوسطاء بين الفلاحين وتجار التجزئة برفع الأسعار، بخلاف المواطنين الذين قالوا إن ارتفاع الأسعار تقليد متعارف عليه مع كل رمضان، حيث اتهموا التجار باستغلال الأيام الأخيرة قبيل شهر رمضان من أجل رفع الأسعار، خصوصا أن الأسواق تعرف إقبالا كبيرا خلال هذه الفترة وتهافتا على اقتناء المواد الغذائية الضرورية.

أضاف المواطنون ممن التقينا بهم، أن أسعار الخضر والفواكه ليست فقط من تعرف ارتفاعا كبيرا، بل سبقتها أسعار اللحوم البيضاء والحمراء، فرغم القطيعة التي قام بها مواطنون بسبب ارتفاع سعر الدجاج، غير أن  سعر الكيلوغرام من الدجاج يتراوح بين 340 و36.5 دينارا، فيما وصل سعر شرائح صدر الدجاج إلى 600 و700 دينار، فضلا عن ارتفاع سعر الكيلوغرام من أجنحة الدجاج إلى 220 دينار، وبلغ سعر أفخاذ الدجاج بين 290 و230 دينار للكيلوغرام، أما سعر اللحم فتراوح بين 1700 و1900 دينار للكيلوغرام الواحد.

شبيلة. ح