زراعة الفطر بتيزي وزو

فرع جديد بحاجة إلى مرافقة

فرع جديد بحاجة إلى مرافقة
  • القراءات: 657

تعتبر زراعة الفطر، لاسيما فطر المحار (الذي ينمو على جذوع الأشجار) وأدخل مؤخرا إلى ولاية تيزي وزو، فرعا يحتاج إلى مرافقة من الجانب التنظيمي والمالي والتكوين لضمان تطوره، حسبما أكده مزارعو الفطر المحليين.

كان السيد مداني غيلاس من بلدية فريحة (تيميزارت)، وهو جامعي، الأول الذي يخوض التجربة في تيزي وزوي، وبالنظر إلى شغفه بهذه الزراعة، فقد أبدى اهتماما كبيرا بإنتاج الفطر، لاسيما فطر المحار، حيث بحث كثيرا على شبكة الأنترنت حول تقنيات زراعته، وفي سنة 2017، ناقش مذكرته لنيل شهادة الماستر في التسيير والمقاولاتية حول موضوع فطر المحار، حسب تأكيده.

قبل الانطلاق في هذه التجربة، قام بتكوين لمدة أسبوع في وحدة لإنتاج هذا النوع من الفطر ببلجيكا، حيث أكد في هذا الصدد، أن الصعوبة الأولى التي واجهتني قبل الانطلاق في الإنتاج، تتمثل في اقتناء الأفطورة (الميسيليوم)، إذ أن زراعة الفطر تعتبر فرعا ناشئا ولم يتم تقنينه بعد في الجزائر، بالتالي يصعب إيجاد منتجين. 

بعد الحصول على هذه الأداة (الأفطورة)، انطلق في الإنتاج على مستوى محلين مهيأين خصيصا لهذه الزراعة خارج التربة، والتي لا تتطلب الحصول على قطعة أرض، بالتالي ملائمة جدا مع منطقة جبلية مثل تيزي وزو، حيث العقار الفلاحي قليل، يضيف المزارع.

علاوة على زراعة الفطر، يقوم مداني غيلاس كذلك، بإنتاج أفطورته الخاصة حتى يتمكن من المحافظة على نشاطه واستمرارية وحدته الإنتاجية شامبي بيو، المتواجدة بفريحة، أما فيما يتعلق بإنتاجه من الفطر، فإنه يباع مباشرة للمطاعم، في انتظار أن يعرف هذا الفرع تطورا أكبر ويعتاد المستهلك على هذا المنتوج الجديد، كما صرح أن زراعة فطر المحار يتطور ببطء على مستوى ولاية تيزي وزوي، وعدد الذين ينتجون هذا الفطر يعدون على أصابع اليد، منهم رجلان أحدهما ينتج الافطورات، وامرأة من عين الحمام تزرع كذلك فطر الملك (كينغ)، انطلقوا في إنتاج هذا الفرع منذ حوالي سنة، حيث ينتج كل واحد منهم من 40 إلى 50 كلغ من الفطر.

أما أهم الصعوبات التي يواجهها هؤلاء المزارعين، فتتمثل في تلك المرتبطة بفرع ناشئ، لاسيما غياب هذه الزراعة في قائمة الفروع الفلاحية، وعزوف آليات المساعدة على التشغيل ونقص المعلومات حول هذه الزراعة خارج التربة لدى بعض الفاعلين المكلفين بمرافقتهم، حسب توضيح المنتجين.

من أجل المساهمة في تطوير هذا الفرع بولاية تيزي وزو، نظم مؤخرا، المعهد التكنولوجي المتخصص ببلدية بوخالفة (الضاحية الغربية لتيزي وزو) دورة تكوينية حول زراعة الفطر المحار لفائدة ثلاثين مزارعا من ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة وبومرداس، فيما سيتم تنظيم دورة أخرى في شهر جانفي المقبل، لفائدة إطارات القطاعي، حسبما أكدته مسؤولة خلية وضع البرامج، السيدة هني نادية.

قدم مداني غيلاس بعض النصائح العملية خلال هذه الدورة التكوينية حول زراعة الفطر، وأعطى في هذا الصدد، توضيحات حول مختلف المراحل منذ الوضع في الحاضنات إلى غاية عملية الجني. وتدوم مرحلة الوضع في الحاضنات بين 15 و20 يوما، وتتطلب قاعة معتمة وحرارة 22 درجة ونسبة رطوبة تناهز 85 ٪.

أما عملية الإثمار، فتتطلب من جانبها شروطا أخرى، منها صدمة حرارية وإضاءة نهارية وتهوية جيدة، وبخصوص قطر الفطر، يجب أن يتراوح بين 10 و15 سم حتى يتم جنيه، وعندما يتعدى 15 سم يصبح ليفيا، حسب السيد مداني، مؤكدا على أهمية التعقيم طوال مسار الإنتاج، وارتداء قناع للحماية من الأبواغ الفطرية.