حي تابريحت بالميلية (جيجل)

غياب التهيئة والمرافق الضرورية

غياب التهيئة والمرافق الضرورية
  • القراءات: 793
نضال بن الشريف نضال بن الشريف

تتواصل معاناة سكان حي تابريحت الواقع على مستوى بلدية الميلية بولاية جيجل، مع جملة النقائص التي عكّرت صفو حياتهم وعقّدت يومياتهم؛ مما أحدث لديهم استياء كبيرا، أجبرهم على رفع جملة من المطالب إلى الجهات المعنية التي تجاهلتها ولم تستجب لها منذ 13 سنة، حسب تأكيد المشتكين.

أوضح السكان أنهم طالما انتظروا التفاتة جادة ومسؤولة من قبل  السلطات المعنية، إلى مطالبهم لتحسين ظروفهم المعيشية؛ حيث تفتقد سكناتهم لشبكة الصرف الصحي، ومياه الشرب، ناهيك عن تدهور الطرقات، وغياب الإنارة العمومية، وانعدام غاز المدينة، فضلا عن انتشار النفايات؛ الأمر الذي انعكس سلبا على صحتهم وصحة أبنائهم.

طرقات في وضعية كارثية

أضحى مشكل تدهور الطرقات يؤرق قاطني الحي كثيرا بالنظر إلى كثرة الحفر، التي تتحول إلى برك مائية ممزوجة بالأوحال كل مرة تتساقط فيها الأمطار؛ ما جعل اجتيازها أمرا صعبا سواء على المارة أو أصحاب السيارات، التي كثيرا ما تتعرض لأعطاب متفاوتة، مع العلم أن هذه الأخيرة لم تعرف أي تهيئة منذ سنوات رغم الشكاوى التي رفعها السكان إلى المنتخبين المحليين المتعاقبين على البلدية، إلا أنهم لم يكلفوا نفسهم عناء تهيئة طرقات الحي؛ الأمر الذي دفع بالمواطنين إلى رفع مطالبهم مجددا إلى السلطات الولائية، لإنهاء معاناتهم مع هذا المشكل.

ومن جهة أخرى، أكد سكان الحي أنهم يواجهون مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، وهي أزمة مياه الشرب. وحسب تصريحهم لــ المساء، فإن هذه المادة الحيوية غائبة عن حنفياتهم منذ سنوات؛ لانعدام شبكة للضخ والتزويد بالحي؛ ما جعلهم في رحلة يومية للبحث عن الماء على مدار فصول السنة، أو الاستنجاد بمياه الصهاريج التي يتم اقتناؤها بأثمان باهظة؛ إذ يصل سعر الصهريج الواحد إلى 120 دينارا؛ ما يؤثر سلبا على أصحاب الدخل الضعيف، وهي الأزمة التي تزداد حدتها، خاصة في فصل الصيف في ظل ازدياد الحاجة إلى استعمال هذه المادة الحيوية، التي تُعد من ضروريات الحياة. ورغم الشكاوى المرفوعة إلى السلطات المعنية من قبل السكان، إلا أنهم لا يجدون آذانا صاغية.

انعدام الإنارة العمومية مشكل آخر يؤرق السكان

ومن جهة أخرى، أبدى قاطنو الحي تذمرهم الشديد من نقص الإنارة العمومية بالمنطقة؛ إذ عبّر بعض السكان عن المعاناة التي يعيشونها جراء انعدام هذه الخدمة العمومية؛ الأمر الذي جعلهم لا يغادرون منازلهم، خاصة في الفترات المسائية بسبب الظلام الدامس الذي يعرفه الحي؛ تخوفا من الاعتداءات والسرقة.

وأمام هذا الوضع يطالب المواطنون السلطات المعنية بالتدخل في أقرب الآجال، لوضع حد لهذا الانشغال؛ إذ غالبا ما يتعرضون للسرقة من قبل منحرفين، والتي باتت تهدد السكان وممتلكاتهم خاصة في الليل، إضافة إلى الاعتداء بالأسلحة البيضاء، وعليه يطالب سكان الحي السلطات المعنية بالتدخل في أقرب الآجال، من أجل ردع هؤلاء المنحرفين.

انتشار النفايات يشوّه الوجه العمراني

يعاني حي تابريحت من نقائص أخرى، باتت تشكل خطرا على صحة السكان، بعد انتشار النفايات التي شوهت المنظر والمحيط الجمالي للمنطقة بالنظر إلى تراكم أكياس القمامة على الأرصفة بمختلف الأزقة، مشوهة بذلك الحي.

وأرجع السكان سبب هذا الوضع المتردي إلى نقص عمال النظافة بالمنطقة؛ ما أدى إلى تراكمها، فأضحت مصدر إزعاج للمارة نتيجة انبعاث الروائح الكريهة، وانتشار الحشرات الضارة. يحدث هذا رغم العديد من الشكاوى التي أطلقها قاطنو الحي، إلا أن مصالح البلدية لم تحرك ساكنا لوضع حد لهذا المشكل، وهو ما دفع بهم إلى المطالبة بوضع برنامج خاص للاعتناء بالحي، ومنع الرمي العشوائي للنفايات الذي يقوم به بعض السكان، غير مبالين بما يترتب عن هذا الإهمال على صحتهم وصحة أطفالهم. كما يواجه السكان معاناة يومية جراء الحفر التقليدية للمياه القذرة في ظل انعدام شبكة للصرف الصحي.

وأكد بعض القاطنين أنه نتيجة طول استعمال حفر الصرف التقليدي، باتت المياه القذرة تتسرب وسط الفضاءات المفتوحة، وهو ما أصبح ينذر بمخاطر صحية، واحتمال الإصابة بمختلف الأمراض والأوبئة؛ إذ كثيرا ما أصيب كبار السن والأطفال بعدة أمراض جراء هذا الأمر.

غاز المدينة والمرافق الرياضية أكثر من ضرورة

وفي سياق آخر، تطرّق قاطنو المنطقة لمشكل غاز المدينة، الذي يبقى الغائب الأكبر؛ حيث يعاني السكان من غياب هذه المادة الطاقوية عن منازلهم؛ الأمر الذي حتّم عليهم الاستعانة بقارورات غاز البوتان من أجل الطهي والتدفئة. وما زاد الطين بلة معاناة الأطفال وكبار السن مع حمل هذه القارورات، خاصة القاطنين بالطوابق العلوية؛ الأمر الذي أثقل كاهل وجيوب المواطنين.

وأعرب السكان خاصة الشباب منهم، عن تذمرهم الشديد من انعدام المرافق الثقافية والرياضية بالمنطقة؛ كالقاعات الرياضية، والملاعب الجوارية، ودور الشباب؛ إذ تُعد هذه المرافق بمثابة متنفس للجميع من الضغوط اليومية، وهو الأمر الذي جعلهم ينغمسون ـ في ظل غياب مثل هذه المرافق ـ في مستنقع الآفات الاجتماعية؛ كاحتراف السرقة، وتعاطي المخدرات، وما زاد من معاناتهم تكبُّدهم عناء التنقل إلى الأحياء المجاورة؛ قصد ممارسة نشاطاتهم الرياضية، التي غالبا ما يتخلون عنها.