الحملة تستمر إلى غاية انقضاء العطلة الصيفية
غذاء المواطن تحت مجهر مصالح التجارة

- 193

❊ خرجات تفتيشية لاتحاد التجار ومديريات التجارة وحماية المستهلك
❊ الأكل "الفاسد" خطر على المستهلك وتسجيل عدة تسممات
❊ الرقابة على المطاعم ومحلات الأكل السريع مطلوبة
كشف مصدر من اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين لـ"المساء"، عن تسطير برنامج مشترك مع مديريات التجارة وجمعيات حماية المستهلك، للقيام بحملات تحسيسية، تهدف إلى الحد من خطر التسممات الغذائية، من خلال تنظيم خرجات ميدانية رفقة أعوان التجارة وأفراد الدرك الوطني والشرطة، مشيرا إلى أن هذه الحملة شرع فيها في الفاتح جوان الماضي، لتستمر إلى غاية سبتمبر المقبل، مؤكدا أن خطر التسممات الغذائية يتضاعف مع ارتفاع درجات الحرارة، بسبب سرعة تلف المواد الغذائية، فيما أشار إلى أن المستشفيات تستقبل العديد من الضحايا في كل مرة، بما فيها التسممات الجماعية.
أكد اتحاد التجار، أن العمل جار، بالتنسيق مع المصالح الأمنية المشتركة وجمعيات حماية المستهلك، للتحسيس بخطورة التسممات الغذائية في فصل الصيف، وتفادي وقوع حالات تسمم وسط المواطنين، قد تنتهي بخسائر في الأرواح، مشيرا إلى أن هذه الحملة الوطنية، التي انطلقت يوم 1 جوان المنقضي، تدخل في سياق حماية المستهلكين وتحسيس التجار وردع المخالفين منهم، وحجز مختلف المواد الاستهلاكية الخطيرة على الصحة العمومية للمواطنين.
ورغم الدور الهام لعملية الحفظ والتخزين والتبريد، في ضمان سلامة الغذاء، إلا أن المختصين يحمّلون المستهلك جزءا من المسؤولية، ويدعون إلى التحلي بالوعي وبثقافة استهلاكية حسنة خلال فصل الصيف.
خرجات ميدانية للمحلات والأسواق
دعا اتحاد التجار، كافة الباعة والمواطنين، إلى ضرورة الالتزام بقواعد نظافة المواد الغذائية، لتفادي الوقوع في حالات التسمم خلال هذا الموسم، مشددا على ضرورة تحلي المستهلك بالاستهلاك الرشيد في عملية اقتنائه للمواد الغذائية، خاصة المواد سريعة التلف، كمشتقات الحليب والجبن والمنتوجات المجمدة، حسبما اكده محدث "المساء"، في حين دعا نفس التنظيم المستهلكين إلى التأكد أيضا من التاريخ المحدد لانتهاء صلاحية تلك المواد.
وعن الحالات التي تجعل المستهلك عرضة للتسممات الغذائية، قال نفس المصدر، إن التسمم الغذائي يعود غالبا إلى بعض السلوكيات التي يسلكها البائع كارتدائه لبذلة "غير نظيفة"، مع غياب معايير النظافة الشخصية ونظافة المحل، وعدم غسل الأيدي قبل الطهي، إلى جانب تخزين بعض المنتوجات سريعة التلف، ناهيك عن المكونات الكيميائية التي تحتويها بعض المنتجات الغذائية، وقد تسبب الحساسية لبعض المستهلكين، ما يعرضهم لتسممات غذائية، إلى جانب بعض السلوكيات التجارية الفوضوية "الخطيرة" على صحية المستهلك، كبيع الأسماك واللحوم والأجبان، وغيرها من المواد سريعة التلف تحت أشعة الشمس، دون مراعاة تدابير الحفظ والتخزين.
ودعا محدث "المساء"، إلى ضرورة تضافر جهود الجميع للمشاركة في إرساء ثقافة التبليغ، مؤكدا أنها الطريقة الأنجع لتحقيق الوعي الغذائي، وترشيد السلوك الاستهلاكي، خصوصا في ظل الوسائط الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبح المستهلك أكثر وعيا، جراء المنشورات والحملات التحسيسية والتوعية، التي تنظمها وتنشرها منظمات المجتمع المدني الخاصة بحماية المستهلك، هذا الأخير الذي أصبح يشارك في التوعية وليس فقط في التبليغ.
وفاة شخص وتسمم 6 أشخاص بسبب دجاج فاسد
في حين أكد مصدر من جمعية حماية المستهلك لـ"المساء"، تسجيل حالة وفاة بسيدي ببلعباس، إثر تعرض أب وستة من أفراد عائلته إلى تسمم غذائي، بعد تناول دجاج مشوي فاسد مع بداية فصل الصيف، ما استعجل مواصلة عمليات التحسيس من خطر الأكل العشوائي بالشوارع، حيث تهدف الحملة إلى ضرورة اتخاذ مختلف الإجراءات والتدابير الصحية للوقاية والسلامة من التسممات الغذائية، من احترام شروط النظافة والحفظ والتخزين والتبريد، لتجنب الإصابة بالتسمم الغذائي، لاسيما في فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة والرطوبة.
أشار المصدر، إلى أن الأشخاص يتعرضون إلى التسمم الغذائي، نتيجة الإقبال الكبير على المواد الغذائية بكل أنواعها، دون الاهتمام بتاريخ صلاحيتها، وبالمدة التي تقضيها تحت أشعة الشمس والأكل السريع، دون مراعاة شروط الحفظ والنظافة، وفي ظل غياب الثقافة الاستهلاكية، وسط بعض فئات المجتمع، وهو ما يؤدى إلى تسجيل ضحايا، خصوصا في فصل الصيف.
تتضمن هذه الحملة التحسيسية التي نُظمت لهذا الموسم بعنوان "صيف بدون تسمم"، شقين، الأول الشق ردعي، من خلال التبليغات التي يقدمها المستهلكون عن التجار المخالفين لمعايير الصحة الغذائية، مؤكدا، في هذا الصدد، على ضرورة تضافر جهود الجميع، المستهلكين ومنظمات المجتمع المدني ومختلف الهيئات التي لها علاقة بالمستهلك، من أجل إرشاد السلوك الاستهلاكي لدى المواطن.
أما الشق الثاني، فيهدف إلى تغيير سلوك وذهنية المستهلك، من شخص يتلقى المعلومات التحسيسية، إلى شخص يعمل بها ويجسدها، ويساهم بدوره في التبليغ عنها، خاصة وأن أغلب حالات التسمم يعود سببها إلى المحلات "غير النظامية"، التي ليس لها سجلات تجارية، وغير مؤطرة من قبل مديرية التجارة.
تعزيز الرقابة على المطاعم ومحلات "الفاست فود"
في نفس السياق، قدمت جمعيات حماية المستهلك، مجموعة من النصائح لتجنب التسمم الغذائي، أبرزها، تعزيز الرقابة الصحية على المطاعم ومحلات بيع اللحوم والحلويات والألبان... وغيرها من الأطعمة الطازجة، ومحلات الأكل السريع "فاست فود"، لضمان استيفائها المعايير الصحية اللازمة، إلى جانب تجنب تناول الأطعمة المكشوفة، وحفظ الأغذية في درجات حرارة مناسبة، وقراءة البطاقة الغذائية بشكل دقيق، ومعرفة تاريخ الصلاحية والمكونات.
وقفت "المساء" في هذا الاستطلاع، على عينة من محلات الإطعام بمختلف بلديات العاصمة، ورصدت جانبا من التجاوزات التي تتطلب تدخل المصالح المعنية، والتي أطلقت خلال هذه الصائفة، حملة للوقاية من التسممات التي تعد المطاعم مرتعاً لها.
وبالرغم من الخدمات الجيدة التي تقدمها مختلف المطاعم، بالأماكن المعروفة والمشهورة بشتى الأطباق الفاخرة، مثلما هو الحال بمطاعم ميناء "سيدي فرج"، الذي عادت فيه الحيوية والنشاط، وأصبح الزبائن يأتون من كل مكان لتناول وجبات الغداء والعشاء، لكن في المقابل، يشكو الزبائن من غلاء الأسعار، حيث يتناول المواطن شريحة "بيتزا" عادية بمبلغ 80 دينارا، أما الأطباق فتتراوح بين 1800 و3000 دينار، ولا يمكن لأصحاب الدخل المحدود الاستمتاع أو ارتياد هذه المطاعم.
تقول إحدى السيدات، وجدناها بميناء سيدي فرج، تستمتع بزرقة مياه البحر، إنها تضطر إلى جلب الأكل من المنزل، لأن إمكانياتها المادية لا تسمح لها بتناوله في المطعم، وهو ما لاحظناه أيضا في محلات اسطاوالي المشهورة ببيع الدجاج المشوي، حيث تتوجه أغلب الأسر الجزائرية ذات الدخل المحدود، إلى أماكن توفر خدمات متوسطة بأسعار مقبولة، لأن سعر اللحم الأحمر المشوي باهظ.
وإذا كانت بعض المطاعم، تلتزم بقواعد النظافة للحفاظ على سلامة المستهلك، فإن هناك بعض محلات الإطعام تبقى بعيدة كل البعد عن الشروط الصحية، لاسيما محلات الأكل السريع التي عاينتها "المساء" بالعاصمة، حيث يلاحظ انتشار الحشرات، خاصة الصراصير (الكافار)، فقد تتناول وجبتك وتلاحظ الحشرات "تتجول" على الجدران والأسقف، مما يُفقد الزبون شهيته، وتكثر مثل هذه الحشرات بالمطاعم التي يوجد فيها تجهيزات قديمة أو محلات عتيقة.
ويؤكد بعض من اِلتقيناهم، أنه صار من الصعب إيجاد محل نظيف بالعاصمة، حيث ذكر لنا بعض الزبائن من العاملين بالإدارات والمؤسسات، أنهم يجدون صعوبات كبيرة في تناول وجبة غداء لائقة، حيث يضطرون في بعض الأحياء إلى شراء الخبز والجبن لسد الجوع، بدل التسمم بأكل لا يتوفر على شروط النظافة..