الأمطار الأخيرة كشفت مجددا استعجالية التدخل

عجز بـ40 ألف قناة تصريف المياه

عجز بـ40 ألف قناة تصريف المياه
  • القراءات: 803
❊رضوان.ق  ❊رضوان.ق

عادت شوارع مدينة وهران والبلديات المجاورة، على غرار بلديات المجمع الحضري لولاية وهران مجددا إلى الغرق في السيول، بعد الأمطار الأخيرة التي شهدتها الولاية والتي تنذر، حسب متتبعين، بمخاطر الفيضانات التي سبق أن سجلت لعدة سنوات، بمناطق متفرقة من الولاية، التي تكبد جراءها مستعملو الطرق خسائر فادحة، في وقت تبقى الدراسة الخاصة بإنجاز 40 ألف قناة لتصريف المياه تنتظر التجسيد على أرض الواقع.

غرقت عدة شوارع بمدينة وهران خلال اليومين الماضيين في السيول، التي تحولت إلى هاجس يقلق مستعملي الطرق ويتسبب في عرقلة حركة المرور، خاصة مع توسع السيول الجارفة نحو عدة أحياء لم تكن معنية في السابق، وامتدت إلى غاية مدخل سيدي الهواري ووسط المدينة، فيما لا زالت عدة بلديات تعاني من المشكل، خاصة بلديات السانيا، بئر الجير، سيدي الشحمي، الكرمة وحاسي بونيف، التي تغرق مع كل تساقط أمطار في السيول والمستنقعات، فيما تغطي الأوحال معظم شوارع بلدية بئر الجير، التي تحتضن حاليا عدة مشاريع كبرى، وعلى رأسها مشروع إنجاز الملعب الأولمبي والقرية الأولمبية التي تبقى هي الأخرى مهددة بالسيول.

خلال جولة ميدانية قادت "المساء" إلى شوارع مدينة وهران، سجلت امتداد السيول إلى عدة مناطق لم يسبق أن سجلت مثل هذه الحوادث، خاصة عبر طريق رأس العين نحو منطقة سيدي الهواري، باتجاه الميناء وطريق الكورنيش، حيث شلت الحركة بالكامل، في وقت تشكل الحفر المنتشرة عبر الطرق مشاكل أخرى تتسبب مع كل تساقط أمطار في طوابير كبيرة، حيث يتجنب مستعملو الطرق الأماكن التي تتجمع فيها المياه، والتي تكون في الغالب عبارة عن حفر وتهيئات للأرضية غير مكتملة، مما دفع مستعملي الطرق إلى مطالبة الجهات المختصة بالتدخل وحل المشكل، من خلال تنفيذ مشروع التزفيت المتوقف منذ سنوات عبر شوارع مدينة وهران.

في المقابل، لا زالت الدراسة التقنية الخاصة بإنجاز 40 ألف قناة تصريف للمياه، حبيسة الأدراج منذ السنة الماضية، وهي الدراسة التي سبق للمدير العام لشركة توزيع وتطهير المياه "سيور" أن أعلن عنها، مطالبا بدعم لإنجاز المشروع الضخم الذي من شأنه أن يساهم في القضاء على النقاط السوداء، وهو الملف الذي تم التطرق إليه مجددا خلال مداخلات منتخبي المجلس الشعبي الولائي، في آخر دورة عقدت منذ أسبوعين.

كشف المدير العام لشركة توزيع المياه والتطهير "سيور"، عن أن الدراسة قامت بها المصالح التقنية للمؤسسة، بالتنسيق مع مكتب دراسات إسباني، وأطلق عليها تسمية "مخطط التدخل لمكافحة الفيضانات". أشار إلى أن ولاية وهران بحاجة إلى 40 ألف قناة تصريف خاصة بمياه الأمطار والمياه المستعملة، لتفادي غرق الشوارع والبلديات في السيول. وأضاف أن مصالحه تمكنت من التوصل إلى تنظيف 20 ألف قناة خاصة بالمياه المستعملة، وتطهير 7200 قناة لتصريف مياه الأمطار و213 كلم من قنوات الصرف الصحي، و420 كلم من شبكات تمرير مياه الأمطار، و92 كلم من الأنفاق الباطنية الموجودة أسفل المدينة. أكد المدير أن البرنامج الخاص بالسنة الحالية، توصل إلى إنجاز 7 آلاف قناة، على أن تنتهي السنة الجارية بالوصول إلى إنجاز 10 آلاف قناة.

أمام مشاكل تأخر إنجاز البالوعات وحاجة الولاية للمزيد من المشاريع، تبقى ظاهرة سرقة الأغطية الحديدية للبالوعات متواصلة في عدة مناطق بالولاية، تقودها شبكات خاصة معروفة بـ«مافيا الحديد"، تستهدف هذه المادة من أجل بيعها في السوق السوداء وبمحلات ومناطق تجميع معروفة في الولاية، حيث لم تتمكن مصالح ولاية وهران من القضاء على الظاهرة، رغم التحقيقات التي تم الإعلان عنها بخصوصها، والتي تتسبب في انسداد المجاري بالأتربة والحجارة التي تجرها سيول الأمطار، مما يتسبب في غرق الشوارع، وهو ما حدث مؤخرا على مستوى طريق رأس العين، حيث تسبب في غرق منطقة سيدي الهواري في السيول.