تيزي وزو وجهة الباحثين عن الهدوء

طبيعة خلابة ومواقع سياحية تسحر المصطافين

طبيعة خلابة ومواقع سياحية تسحر المصطافين
  • 136
غ. ر غ. ر

تتحول ولاية تيزي وزو، في موسم الاصطياف، إلى قطب سياحي يوفر لزواره مواقع خلابة، تمزج بين سحر الطبيعة، وجبالها العالية، وبين زرقة البحر، وشواطئه النقية، الأمر الذي يغري الزوار الباحثين عن الهدوء والراحة.

وبعيدا عن صخب المدن الكبرى، توفر تيزي وزو بمواقعها الجبلية الخلابة وعلى طول شريطها الساحلي الممتد على 85كلم، والقرى التابعة لها، تجربة فريدة للسياح، حيث تتزاوج بهذه الولاية التقاليد العريقة والسياحة المتنوعة.

وتمثل الشواطئ الثمانية المسموح فيها السياحة والموزعة على دوائر تيقزيرت وأزفون وفرعون وغيرها، وجهة مفضلة للمصطافين، على غرار شاطئ "الجنة الصغيرة" ، و "الخروب" ، و "تاسالاست".

وإلى جانب السياحة والأنشطة البحرية يمكن الزوار اكتشاف ثراء التراث الثقافي والحرفي المحلي؛ من خلال معارض ومهرجانات ينظمها قطاع السياحة والحرف التقليدية في المدن الساحلية، على غرار المعرض الذي يحتضنه ميناء تيقزيرت.

وتسمح هذه المعارض بالتعرف على المهارات الحرفية المحلية، سواء تعلق الأمر بالفخار، أو النسيج، أو صناعة السلال، أو الحلي البربرية، أو الأزياء التقليدية، مقدمة بعدا ثقافيا يثري أيام الاصطياف، ويمنح المصطافين فرصة العودة بتذكار أصيل من المنطقة.

وضمن مساعي ترقية السياحة وجذب السياح أكثر، تجنَّد المجلس الشعبي البلدي لأزفون (بلدية ساحلية تقع شمال تيزي وزو) لترقية قطاع السياحة، وفق ما ذكر رئيس المجلس إسماعيل شعلال، الذي أكد أن هذه الخطوة تهدف إلى تنويع العرض بما يتجاوز السياحة الشاطئية، من خلال استكشاف فرص سياحية جديدة. فعلاوة على الشاطئين اللذين تملكهما البلدية "الشاطئ المركزي" و "الخروبة" والواجهة البحرية التي استفادت من أشغال التطهير والتهيئة والتجميل، تعتزم مصالح البلدية العمل على تثمين المواقع غير الشاطئية، كما هو الأمر بالنسبة لـ"تاقمونت بوذرار" ، الذي يُعد موقعا أثريا للنزهة والمشي، ويوفر إطلالة "بانورامية" على البحر الأبيض المتوسط.

وبالنسبة لعشاق الطبيعة، تُعد مرتفعات جبال جرجرة وجهة لا غنى عنها شرط أن تنظم الرحلات الراجلة من قبل مختصين؛ للمحافظة على تنوعها الحيوي الطبيعي، لا سيما منها الأنواع المحمية.

وبفضل قممها الشامخة ومناظرها الطبيعية الخلابة وبحيراتها الموسمية على غرار تامدة أوقلميم أو حتى شواطئها ومنابعها، تسجل المنطقة تنظيم جولات ورحلات تجذب العديد من محبي الهواء الطلق. كما توفر مرتفعات جرجرة مشاهد خلابة على القرى الواقعة على سفوح الجبال. وهو إرث طبيعي، من الضروري الحفاظ عليه من أي شكل من أشكال التلوث البشري، الذي قد يضر بالنظام البيئي الهش في الحديقة الوطنية لجرجرة، المصنفة كمحمية للمحيط الحيوي.

وتشهد ولاية تيزي وزو خلال موسم الصيف، سلسة من المهرجانات والاحتفاليات التي تنظَّم في قرى الولاية، ومن بينها سجاد آث هشام، وحلي آث يني، وفخار معاتقة وآث الخير، والتين في لمسلا، والجبة القبائلية، والتين الشوكي، ومهرجان الحدادة ببوزقان، وهي أنشطة حرفية ومنتجات من التراث المحلي، تحتفل به القرى التي تستقطب الزوار. وتُعد بلدية "آث بوعدو" الواقعة جنوب غرب تيزي وزو دائرة إيواضين، مثلا لاستغلال التراث المحلي في السياحة؛ إذ قرر مسؤولو هذه البلدية الجبلية استغلال الموارد المحلية، في خلق الثروة؛ لتطوير توجهها السياحي.

وفي هذا الشأن، قال رئيس المجلس الشعبي البلدي سليمان بوعزي، " نعمل على استغلال وتثمين المؤهلات التي نملكها؛ من أجل خلق الثروة، وتطوير الاقتصاد المحلي؛ لهذا اخترنا تنمية السياحة الجبلية". وأشار إلى أن العديد من المشاريع السياحية رأت النور، وأخرى هي حاليا قيد الإنجاز بهذه البلدية، التي تمتلك مواقع جذابة؛ على غرار 

بحيرة "تامدا أوقلميم"، التي تحظى باهتمام كبير من قبل السياح. وذكر السيد بوعزيز أن من بين المشاريع المبرمجة تهيئة موقع "تامدا أوفران"، ومشروع استغلال "مغارة ساحرة"، الذي هو حاليا محل دراسة مع المصالح المعنية. وبالموازاة مع ذلك، تستقطب القرى المتوّجة بجائزة "رابح عيسات" لأحسن القرى النظيفة والمزيَّنة، أعدادا متزايدة من الزوار، إذ تُعد نماذجا حقيقيا في التحضر، والحفاظ على البيئة، حيث تثير فضول السياح الذين يأتون للاستمتاع بثمرة الجهد الجماعي للمجتمع، في سبيل توفير إطار حياة مريح.