سجلت مصالح التشغيل بولاية بومرداس، خلال السداسي الأول من العام الجاري، أزيد من 17 ألف طلب شغل، بينما لم تتجاوز العروض حدود 7 آلاف منصب، مما جعل الهوة بين الطلبين كبيرة بالنظر إلى عدة عوامل، من بينها رفض عرض العمل من طرف الكثير من الشباب، بحجة بعد المسافة أو رفض العمل في القطاع الخاص.

بلغ عدد رافضي الشغل ببومرداس، خلال السداسي الأول من العام الجاري، 276 حالة، حسبما كشف عنه لـ«المساء"، مدير التشغيل مالك عطايلية، الذي أوضح أن أهم أسباب الرفض تتلخص في بعد مسافة العمل عن مكان الإقامة، وعدم قبول المناصب التي يقدمها القطاع الخاص والرغبة في العمل بالإدارة، في الوقت الذي بلغ هذا القطاع مرحلة التشبع. كما تظهر كذلك الرغبة في الظفر بمنصب عون أمن ليلي لدى بعض الشباب، سببا آخر في عدم قبول منصب عمل مخالف لرغبتهم، من بين أسباب رفض العمل الأخرى أيضا، الأجرة الزهيد بالنسبة للمبتدئين.

بالموازاة، نجحت أجهزة التشغيل في تنصيب 7565 طالب عمل خلال نفس الفترة من مجموع يصل إلى 17190 طلبا، وهو ما يبين أن الفرق شاسع بين الكفتين، لاسيما أن عروض العمل من جهتها وصلت في نفس الفترة الزمنية إلى 7087 عرضا. في حين أن جل العروض توفرها الجهة الغربية للولاية التي تسجل نسيجا صناعيا هاما، بالنظر إلى مناطق النشاطات المتوفرة بها، والحظيرة الصناعية التي توشك على استلامها بالأربعطاش، عكس ما يسجل بالجهة الشرقية التي تكاد تنعدم فيها المرافق الاقتصادية، بالتالي فإن شباب هذه الجهة "مجبرون" على التنقل إلى بلديات، كحمادي وخميس الخشنة وأولاد موسى وغيرها، وهو أحد أسباب رفض مناصب الشغل المطروحة.

في هذا الإطار، قال المدير، إن أحد أهم الاقتراحات المطروحة على السلطات الولائية في سياق عمل اللجنة الولائية للتشغيل، أن تكون عروض العمل جهوية، أي عند فتح عرض عمل بمناصب محددة يكون لكل الولاية، مثلا، عرض عمل بـ20 منصبا في مؤسسة وطنية يوجد مقرها في بلدية بومرداس أو خميس الخشنة، فإن العرض يكون مفتوحا لكامل شباب الولاية وليس فقط ببلدية بومرداس وما جاورها، أو بلدية خميس الخشنة وما جاورها، حسب الوكالات المحلية. إضافة إلى الإسراع في بعث الاستثمار، كونه العامل المحفز في إنشاء مناصب شغل وخلق القيمة المضافة، وتقوية الاقتصاد المحلي والوطني.

تحدث المسؤول في هذا السياق، عن اللجنة الولائية المستحدثة مؤخرا، لمتابعة التجربة النموذجية للاقتصاد الأزرق، مطالبا من كل القطاعات التنسيق وتقديم المساعدة، دفعا للاستثمار في هذا القطاع الخلاق للشغل، بوضع ميكانيزمات لتطوير هذا الاقتصاد المدر للثروة.

كما يطرح المسؤول أهمية الحاجة للاستثمار في العامل البشري، ملفتا إلى تكثيف الدورات التكوينية لتشجيع الشباب على الاستثمار في مجال معين، ومنه إنشاء مؤسسات مصغرة، وقال في هذا الصدد "لاحظنا ترددا كبيرا في هذا المجال، لذلك فإننا بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في آليات جذب الشباب نحو المقاولاتية"، مؤكدا أن مصالحه باشرت، بالتنسيق مع مختلف أجهزة الشغل، دراسة حول حاجة كل بلدية لأنشطة معينة، حيث سبق لنفس الجهة، مراسلة مصالح البلديات لموافاتها بحاجتها من المؤسسات المصغرة، عملا على تقويتها دون الحاجة إلى رفض هذا النشاط أو ذاك،  بإحدى البلديات التي قد تسجل تشبعا في تلك الأنشطة.

للإشارة، تم خلال سنة 2018، تسجيل 406 مناصب عمل دائمة في إطار جهاز المساعدة على الإدماج، مع تنصيب 14 معاقا بمختلف الإعاقات، بينما سجل السداسي الأول لـ2019 قرابة 130 منصبا في نفس الجهاز، مع تنصيب 17 معاقا، لاسيما على مستوى الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء وغير الأجراء.

ابتدائية "مختار فرطاس" ... نقابة المؤسسة تحتل 3 حجرات تدريس

دعا أولياء تلاميذ ابتدائية "مختار فرطاس" الكائنة بحي 1200 مسكن في بلدية بومرداس، من السلطات الولائية، القضاء على نظام الدوامين، كون الابتدائية تعاني اكتظاظا كبيرا، في وقت يتواجد مقر إحدى نقابات التربية بالمؤسسة، ويمكن استعماله كحجرات دراسة.

يسعى أولياء تلاميذ الابتدائية إلى استمالة السلطات الولائية لبومرداس، والنظر بعين الاعتبار لمطالبهم الرامية إلى تحسين ظروف تمدرس أبنائهم، وأكد ولي تلميذ في اتصال بـ«المساء"، أن المؤسسة التربوية تعمل بنظام الدوامين منذ مدة، في الوقت الذي يوجد مقر إحدى نقابات عمال التربية داخل المؤسسة التربوية، ويمكن استرجاعه واستعماله كحجرات دراسة، ومنه القضاء على نظام الدوامين الذي أرهق، حسب محدثنا، الأولياء والتلاميذ الذين ينهون دراستهم على الخامسة مساء، لاسيما تلاميذ السنتي الأولى والثانية ابتدائي.

أفاد المتصل، أن أولياء التلاميذ لا يعارضون وجود مقر نقابة تربوية بالمؤسسة، إنما يريدون كأولياء أن تتدخل مديرية التربية لاسترجاع الشاليهات غير المستعملة من طرف النقابة، وتحويلها إلى حجرات دراسة، حيث كشف عن أن النقابة تملك ثلاثة بيوت جاهزة تستعملها كمقر لها، في الوقت الذي تستعمل بيتا جاهزا واحدا للاجتماعات، وهو ما جعله يدعو الجهة الوصية إلى العمل على استرجاع البيتين الفارغين، أو أن تسعى إلى وضع بيتين جاهزين آخرين بالابتدائية للقضاء على الاكتظاظ، بالتالي على نظام الدوامين. وأكد أن الأولياء سينظمون وقفة احتجاجية في غضون هذا الأسبوع، للضغط على السلطات ولفت انتباهها من أجل حل الإشكال في أقرب الآجال.