يستقطب أعدادا متزايدة من المصطافين كل عام
شاطئ "سيدي سالم" تحفة طبيعية تنبض بالحياة

- 191

يستقطب شاطئ "سيدي سالم"، بعنابة، منذ حلول موسم الاصطياف، أعدادًا متزايدة من الزوار والسياح، ليصبح قبلة مميزة للراحة، الترفيه، والاستمتاع بجمال الطبيعة، وسط فعاليات ثقافية ليلية تنبض بالحيوية.
فقد شهد هذا الشاطئ، تحولًا جذريًا في شكله وبنيته التحتية، ما جعله وجهة سياحية فريدة تجمع بين الطبيعة الساحرة والتنوع البيولوجي الغني، إلى جانب الفعاليات والمهرجانات التي تضفي عليه روحًا ثقافية خاصة.
يرجع تاريخ شاطئ "سيدي سالم" إلى عدة قرون، حيث كان منذ القدم، محطة صيد صغيرة يعتمد عليها السكان المحليون في رزقهم، حيث ارتبط الشاطئ بحكايات الصيادين وقصص البحر التي تناقلتها الأجيال، كما شهد مراحل مختلفة من التطور والازدهار والركود، حسب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. ومع مرور الوقت، تحول الشاطئ، من مجرد مكان لصيد الأسماك، إلى موقع يعكس التراث البحري والتاريخي للمنطقة، محافظًا على طابعه الطبيعي، وسط تحولات كثيرة شهدها الساحل.
يقع شاطئ "سيدي سالم" على الساحل، ويتميز بشريطه الساحلي الممتد، الذي يحوي تنوعًا بيولوجيًا غنيًا، حيث تنتشر النباتات البحرية النادرة، والأسماك المتنوعة، والكائنات البحرية الصغيرة التي تعكس صحة البيئة البحرية وجودتها. وقد أظهرت الدراسات البيئية، أن حماية هذا الشريط الساحلي، ساهمت في الحفاظ على النظام البيئي، مما جعل الشاطئ مكانًا مثاليًا لمحبي الطبيعة والغوص والبحوث البيئية.
في السنوات الأخيرة، قامت السلطات المحلية، بجهود تطويرية شاملة، شملت إعادة تأهيل مرافق الشاطئ، وتركيب مسارات للمشي، وتهيئة مناطق استراحة مظللة، ومتنزهات صغيرة تحيط بها المساحات الخضراء، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية الخاصة بالنظافة والخدمات. وأضفى هذا التطور على الشاطئ، طابعًا عصريًا مع الحفاظ على طبيعته الهادئة. كما تحول شاطئ "سيدي سالم"، إلى مركز للفعاليات الثقافية والمسائية، حيث تقام حفلات موسيقية، عروض فنية، ومهرجانات تراثية تسلط الضوء على التراث المحلي والثقافة البحرية. هذه الأنشطة تجذب الشباب والعائلات على حد سواء، وتعمل على تعزيز السياحة المستدامة وتحفيز الاقتصاد المحلي.
ولا يمكن الحديث عن الشاطئ، دون التطرق إلى التنوع البيولوجي الهائل، الذي يميز شريطه الساحلي. إذ يوفر بيئة مثالية للعديد من الطيور المهاجرة، التي تستخدمه كمحطة توقف خلال رحلاتها، كما تنتشر في المياه القريبة، أنواع من الأسماك والقشريات، التي تشكل جزءًا مهمًا من النظام الغذائي للسكان المحليين.