جوهرة الساحل الشرقي للعاصمة
شاطئ "القادوس" مقصد العائلات الفارّة من الحر

- 3214

يشهد الساحل الشرقي للعاصمة خلال هذه الأيام، إقبالا منقطع النظير من العائلات من ربوع العاصمة، ليس فقط خلال عطل نهاية الأسبوع، بل على مدار جميع الأيام، لا سيما مع الارتفاع القياسي في درجات الحرارة التي لم تشهدها العاصمة من قبل؛ حيث تشهد تلك الشواطئ الممتدة على كيلومترات ببلدية برج الكيفان، توافد المواطنين من كل الأعمار؛ من أجل قضاء ساعات جميلة رفقة العائلة، والاستجمام بعيدا عن حرارة الجو غير المحتملة، والتي لم تجد العائلات مفرا منها إلا بالنزول على الشواطئ للسباحة والانتعاش.
يُعد شاطئ القادوس أحد أوسع شواطئ شرق العاصمة، تتوافد عليه العائلات من كل بلدية للاستمتاع بزرقة البحر، حيث تقاسمت "المساء" تفاصيل حلاوة الأجواء مع العائلات منذ الساعات الأولى؛ إذ كانت الحركة دؤوبة نظرا للحرارة الشديدة لذلك اليوم، ولم يجد المتوافدون مجالا للانتعاش إلا بالنزول على الشواطئ، والسباحة، والاستمتاع بنسيم البحر.
وكعادتهم، اصطفّ البعض من الشباب الذين يعرضون كراسي ومظلات للكراء، يستقبلون العائلات بأسئلتهم عن رغبتهم في كراء كراسي أو طاولة أو مظلة بالرغم من منع السلطات تلك الممارسات، إلا أن بعض العائلات لا تتردد في طلبها، خاصة تلك القادمة من مناطق بعيدة وليس لديها مستلزمات قضاء أوقات ممتعة على مستوى الشواطئ.
وعمدت العائلات إلى فتح المظلات والجلوس تحتها حتى تقيهم من لفحات الشمس الحارة، حاملين معهم ما لذّ وطاب من المأكولات التي تحضّرها النساء في البيت؛ من سندويشات، وسلطات، وبعض الحلويات، ومختلف المأكولات التي تؤكل مباشرة بعد السباحة، والتي يبحث عنها أفراد العائلة خاصة الشباب منهم، بفعل الجوع.
شد انتباهنا خلال ذلك اليوم، العدد الكبير من الحافلات بلوحات ترقيم من مختلف ولايات الوطن، والتي جاءت في رحلة سياحية، بعضهم من الكشافة الإسلامية، وأخرى لدُور شباب توافدوا على الشواطئ في جماعات. وبعضها نقلت عائلات كبيرة، قررت التجمع وكراء حافلة كاملة للنزول والاستمتاع بالبحر رفقة الأصدقاء.
كما سجل الأطفال حضورهم الكبير بذلك الشاطئ، بعضهم بدون أي رقيب؛ حيث قرر هؤلاء حمل منشفة فقط بدون حتى ارتداء قميص، والنزول إلى أقرب شاطئ محاذ لبيوتهم، التي يبدو أنها ليست بعيدة، إلى درجة أن عائلاتهم اعتادت على توافد أطفالهم هناك؛ للاستمتاع رفقة أصدقائهم.
ومع ساعات الزوال ترسم العائلات ديكور آخر مميزا في ذلك الشاطئ؛ إذ تستمتع بأول سباحة، كما يرغب البعض في تسميتها. وتقتني وجبتها الغذائية المحمولة في علب حافظة للبرودة، داخل أوان، ومختلف المشروبات، وغيرها من الوجبات لأكلها قبل أن يرغب البعض في الاستمتاع بقيلولة، أو أخذ السمرة تحت أشعة الشمس، أو بناء شواطئ رملية، أو العودة إلى أحضان البحر، والاستمتاع بأجوائه لساعات طويلة.
وتتبادل النسوة هناك أطراف الحديث؛ فالبعض يبني علاقات جديدة هناك، خاصة مع العائلات الجالسة بالقرب من بعضها البعض، يطورها البعض إلى انتقال أفراد من تحت مظلة، إلى مظلة مجاورة. كما يطور الأطفال، بدورهم، صداقات هناك للعب والاستمتاع مع بعض على شاطئ البحر.
ويرسم باعة الشاي والمكسرات المتجولون في ذلك الشاطئ، ديكور آخر؛ حيث لا ينفكّون عن الذهاب والإياب على طول الشاطئ، متقربين من العائلات تحت مظلاتهم للترويج لبضاعتهم. ولا يتردد كثيرون في طلب الشاي الصحراوي للاستمتاع به مع بعض الحلويات التي تحضرها النسوة بالبيوت.
وتبقى الأجواء العائلية الممتعة هناك إلى غاية غروب الشمس، وهو الوقت الذي لا يرغب الكثيرون في تفويته، خصوصا عشاق تلك الأجواء الرومانسية؛ حيث يعشق هؤلاء الاستمتاع بتلك المناظر الخلابة، التي تشكل، أحيانا، لوحة فنية في غاية الجمال.