في الذكرى 61 لسقوطه في ميدان الشرف

سكيكدة تحيي مناقب الشهيد قويسم عبد الحق

سكيكدة تحيي مناقب الشهيد قويسم عبد الحق
  • القراءات: 693
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

أحيت الأسرة الثورية بولاية سكيكدة، نهاية الأسبوع، الذكرى 61 لاستشهاد البطل الشهيد قويسم عبد الحق، الذي يُعدّ آخر طالب شهيد، وذلك بتنظيم وقفة تاريخية بالمعلم التذكاري الذي أقيم ببلدية عين الزويت مكان استشهاده، حضرتها الأسرة الثورية بمختلف تنظيماتها، وأفراد من عائلة الشهيد، ومواطنون، وأفواج الكشافة الإسلامية الجزائرية، إلى جانب رئيس المجلس الشعبي الولائي الدكتور ابن نية. وتم، من خلالها، رفع العلم الوطني، ووضع إكليل من الزهور، وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء.

كما تم بالمناسبة، توزيع نشرية تاريخية تتضمن سيرة الشهيد النضالية.وُلد الشهيد عبد الحق قويسم في 24 ماي 1931 بمدينة القل ولاية سكيكدة، ابن أحمد وخنّات الزهرة. وتحصّل على الشهادة الابتدائية باللغة الفرنسية سنة 1942 بتفوّق، فالتحق بإعدادية "كوليج دومينيك لوتشياني"، ثم بثانوية العربي التبسي حاليا بعد حصوله على شهادة التعليم المتوسط سنة 1948، لينخرط في الكشافة الإسلامية بداية من سنة 1940، إلى جانب نضاله في حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وكان طوال فترة دراسته بسكيكدة على اتصال دائم مع مجموعة من المثقفين بقسنطينة ومناضلين في الحركة الوطنية؛ من أمثال عبد الحفيظ بن نبقوس، وعبد الرزاق بوحارة، ولمين خان، والشهيد عبد الحفيظ عمراني، وخالد زيتوني وغيرهم.

وفي سنة 1952، استُدعي الشهيد قويسم عبد الحق لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش الفرنسي التي أنهاها في سنة 1953، ليعود، بعدها، لمزاولة دراسته. كما التحق بالعمل كمراقب داخلي بالثانوية التقنية بقسنطينة. وفي سنة 1954 تحصّل على الجزء الأول من شهادة البكالوريا، ليلتحق بالثورة وكان طالبا في الثانوي، قبل 19 ماي 1956 بقالمة. وبعد مؤتمر الصومام التاريخي التحق بالمنطقة الرابعة من الولاية التاريخية الثانية، ولعب من خلالها دورا رياديا في التعبئة والتنظيم السياسي والعسكري، ليعيَّن مسؤولا عسكريا بالمنطقة الثانية من الولاية التاريخية الثانية برتبة ضابط أول.

كما أُسندت له، بعدها، قيادة المنطقة الرابعة برتبة ضابط ثان (نقيب).وأشرف الشهيد على عدة عمليات بطولية عسكرية أعطت درسا قاسيا للعدو الفرنسي الغاشم؛ من بينها، معركة "المقطع" سنة 1960، ومعركة بني "مسلم" سنة 1961، ومعركتا "الملعب" و"أولاد عربي" سنة 1961.وفي يوم 16 مارس 1962، كانت مجموعة من المجاهدين بقيادة الشهيد النقيب عبد الحق قويسم متوجهة من المنطقة الرابعة باتجاه مقر الولاية التاريخية الثانية ناحية القل، لحضور الاجتماع العام لإطارات الولاية، وفي صبيحة 16 مارس وبمركز الثورة "الغوط" المتواجد بمنطقة العيفات بوادي قدال قرب بلدية عين الزويت، لاحظ المجاهدون تحركات قوات العدو الذي اكتشف أمرهم. وبعد أن حدد موقعهم بدأت طائرات العدو بقَنبلة المكان، مما أدى إلى استشهاد البطل الشهيد قويسم عبد الحق إثر إصابته برصاصة في الرأس رفقة سبعة شهداء، وهم محمد صالح دهيلي، وشليغم طالب، وزيروات العنابي، وعلي كابوية، ومحمد صالح بومعزة، وأحمد صبوع، وأحمد تيش تيش، مع إصابة خمسة مجاهدين بجروح.