بلدية سيدي أحمد بسعيدة
سكان قرية مرغاد يشكون التهميش

- 862

يشكو سكان قرية مرغاد التابعة إداريا لبلدية سيدي أحمد بسعيدة، والتي تبعد عن مقر الولاية بـ47 كلم، من صعوبات ومشاكل نغصت حياتهم اليومية، وأضحى شعارها البؤس والحرمان، حيث طغت عليها مظاهر الحياة البدائية نتيجة إقصائها من مجالات التهيئة على كافة المستويات، لاسيما ما تعلق بالجوانب التي تشجيع سكان القرى على الاستقرار بمناطقهم السكنية.
هذه القرية التي تضم أكثر من 1000 نسمة، يشكو قاطنوها من غياب التهيئة وسط القرية، إضافة إلى غياب النقل من القرية باتجاه مقر البلدية ومقر الولاية، خاصة إذا علمنا أن القرية تربطها بالبلدية حافلة واحدة فقط ولا وجود إلا لسيارات ومركبات «الكلونديستان» المهترئة، التي ترهق كاهل السكان يوميا بسبب مصاريف النقل التي يختلف سعرها من صاحب مركبة إلى أخرى، بسبب اضطرار أهلها إلى التنقل لقضاء حاجاتهم اليومية.
كما لا يختلف حال الطرق عن وضعية النقل، حيث تعاني من الاهتراء، إذ تتحول إلى برك مائية مع انتشار كبير وواسع للأوحال بمجرد تساقط الأمطار، وهو ما يميز القرية خلال هذه الأيام التي تشهد تقلبات جوية، تزيد من تفاقم الوضع نتيجة البرودة الشديدة. إلى جانب النقص الفادح في الإنارة العمومية، مما يصعب من عملية التنقل والسير ليلا بسبب تعرض العديد منهم للاعتداءات والسرقة من طرف اللصوص وقطّاع الطرق. ومن جملة المشاكل الأخرى التي وضعت سكان قرية مرغاد خارج مجال التغطية؛ النقص في التزويد بالغاز الطبيعي واعتماد السكان على قارورات غاز البوتان نظرا لبرودة المنطقة في فصل الشتاء، مع تأخر شاحنة البلدية في نقل القمامة والأوساخ التي زادت في تشويه منظر القرية، مما أدى بسكانها أحيانا إلى الاعتماد على حرقها للتخلص منها، خوفا على صحة أبنائهم الذين يلعبون بجوارها، من تعرضهم للعديد من الأمراض التنفسية، كالحساسية، على حد تعبير سكان القرية.
غياب المرافق هاجس الشباب
يشكو شباب منطقة مرغاد بمختلف شرائحه من العزلة والحصار التام، بسبب غياب المرافق الشبانية، كالقاعات الرياضية والمراكز الثقافية، مما جعلهم يدخلون نفق الفراغ وهواجس القلق والتوتر، لأنها من المرافق التي يلجأ إليها أقرانهم من مختلف البلديات الأخرى قصد الترفيه والتخفيف من مشاكل الفراغ، حيث أعربوا لنا عن امتعاضهم من وضعية الملعب البلدي الذي تحول إلى شبه مفرغة وأضحت أرضيته مليئة بالأشواك والأحجار، أمام أعين الجهات المحلية ومنتخبيهم الذين أرهقوهم بالوعود الكاذبة أثناء حملاتهم الانتخابية، على حد تعبير هؤلاء الشباب الذين استغربوا من غلق القاعة الوحيدة متعددة الخدمات أمامهم، وفتحها خلال المواعد الانتخابية وبعض الاحتفالات الرسمية. وقد عبر التلاميذ من جهتهم، عن استيائهم لانعدام متوسطة في قريتهم، رغم مناشدتهم الجهات المعنية التي لم تلق صدى وتجاوبا ينهي معاناة تنقل هؤلاء نحو مقر البلدية يوميا قصد مزاولة الدراسة، هذا الأمر يصعب عليهم خلال فترات الشتاء بسبب برودة المنطقة وقساوة طبيعيتها، بالإضافة إلى غياب مركز ثقافي وقاعات للتسلية بالقرية ومقهى، مما يعكس حجم معاناة هؤلاء مع مشكل الإقصاء والتهميش، مناشدين الجهات المختصة الالتفات إلى انشغالاتهم في القريب العاجل.