بعد إنهاء مشكل التزويد بالمياه

سكان تيارت يتنفسون الصعداء

سكان تيارت يتنفسون الصعداء
  • 139
خيالي خيالي

عرفت أغلب مناطق ولاية تيارت خاصة أحياء عاصمة الولاية، انفراجا كبيرا في أزمة التزويد بالماء التي شهدتها المنطقة السنة الماضية، حيث وصلت مياه حوض عجر ماية من بلدية سرقين الى تيارت على مسافة 140 كلم، بعد الجهود الكبيرة من السلطات المركزية والولائية، التي سجلت هذا المشروع الاستراتيجي، ورصدت له غلافا ماليا معتبرا، وإمكانيات مادية وبشرية ضخمة؛ لإنهائه في وقته المحدد لوضعه في الخدمة.

استفاد سكان بلديات ولاية تيارت في المدة الأخيرة، من المياه الصالحة للشرب بالكمية والنوعية المطلوبتين، حيث تابع الوالي عملية سير المشروع بصفة متواصلة مع مصالح مديرية الري و"الجزائر للمياه"، إذ أصبح سكان مدينة تيارت و11 بلدية تقع بالجهة الشرقية للولاية، يتزودون بصفة منتظمة، بالمياه، حسب البرنامج المعد مسبقا، والذي دخل حيز التنفيذ منذ أسبوعين. وأصبح مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب، شيئا من الماضي، في وقت ينصب الاهتمام حول تعزيز قدرات إنتاج المياه، وتوجيهها، والقضاء على معضلة التسربات عبر الشبكة بالمحيط العمراني للمدينة، تفاديا لضياع كميات معتبرة من مياه الشرب، واستغلالها في تزويد أغلب مناطق المدينة والبلديات الأخرى، التي استفادت من التزود بالمياه من حوض عجر ماية.

وفي مقابل الانفراج الكبير الذي عرفته تيارت بعد القضاء النهائي على مشكل التزود بالمياه، فإن الأمور تراوح مكانها بخصوص الوضع البيئي، جراء وضع النظافة بعدة أحياء؛ ما خلّف تناميا كبيرا للبعوض، خاصة بالجهة الجنوبية للمدينة.  وساهم ذلك في انتشار الأعشاب الضارة، وظهور بعض المستنقعات، إضافة الى تراكم المياه القذرة في أقبية بعض العمارات، التي يجب أن تحظى ببرنامج خاص بتنظيفها وتطهيرها، والقضاء على الحشرات الطائرة التي أصبحت مصدر قلق للعديد من سكان تلك الأحياء، ما يتطلب برنامجا خاصا، سواء من قبل مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري، أو مختلف المصالح الأخرى، للتدخل، وتوفير المبيدات الخاصة بتطهير تلك الأماكن، والقضاء على البعوض والجرذان.

برنامج واسع للقضاء على البعوض والجرذان والأعشاب الضارة

وفي سياق ذي صلة، تقوم مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية تيارت، بتجسيد برنامج واسع لتنظيف أحياء الحظيرة السكنية للديوان. وستمس العملية التي انطلقت مؤخرا، 28 حيا بعاصمة الولاية تيارت بالتنسيق مع مصالح المكتب البلدي للنظافة، الذي وفر المبيدات، وكل مواد التنظيف.

وسيشمل هذا البرنامج أقبية العمارات من خلال تنظيفها، وإزالة المياه الراكدة بها، ورشها بالمواد المبيدة، ومختلف المواد الكيميائية، للقضاء على البعوض، الذي أصبح هاجسا حقيقيا لسكان تلك الأحياء، خاصة في فترة الحرارة التي يتكاثر فيها كثيرا، ناهيك عن الجرذان التي وجدت الجو ملائما للتكاثر، وما أصبح يشكله ذلك من خطر حقيقي على صحة وسلامة السكان. وقد سخّرت نفس المصالح إمكانيات مادية وبشرية هائلة لإنجاح العملية، التي يراهن عليها مسؤولو ديوان الترقية والتسيير العقاري، لتنظيف تلك الأحياء من البعوض والجرذان. 

كما تقوم البلديات، من جهتها، بنفس المسعى عبر العمارات والمجمعات السكنية، مع تخصيص حيز كبير لعملية القضاء على الأعشاب الضارة، والنباتات، والأشواك بداخل النسيج العمراني للبلديات، وبحواف الطرقات، حيث انطلقت العملية  في الأيام القليلة الماضية، والتي تتواصل مع توفير الإمكانيات البشرية والمادية الضرورية، بهدف تزيين المحيط، والقضاء على كل المظاهر السلبية، والاعتناء أكثر بالنظافة، التي أكد الوالي بشأنها من خلال خرجاته الميدانية المتواصلة عبر كل بلديات الولاية، على ضرورة أخذها بعين الاعتبار؛ من خلال برامج النظافة، والحملات التطوعية لتنظيف المحيط وتجميله، حتى يتسنى للمواطن العيش وسط بيئة نظيفة.