فضّلوا التشبث بأرضهم خلال العشرية السوداء

سكان الكحايلية وأولاد شعيب بغليزان في عزلة

سكان الكحايلية وأولاد شعيب بغليزان في عزلة
  • القراءات: 835
❊نور الدين واضح ❊نور الدين واضح

طالبت أكثر من 20 عائلة تقطن بدواري الكحايلية وأولاد الشريف ببلدية عمي موسى، أقصى الجنوب الشرقي من غليزان، السلطات الولائية بالتدخل لرفع مظاهر الغبن عنها بعدما لم تفلح جميع محاولاتهم تجاه المسؤولين المحليين المتعاقبين على البلدية، لإصلاح الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بمختلف شرايين البلدية والذي عرف تضررا كبير، مما أصبح يعيق الحركة والتنقل، بل أصبح، حسب السكان، يتسبّب، بالدرجة الأولى، في تعطّل سياراتهم، وهو ما دفع أصحاب سيارات الكلونديستان إلى الامتناع عن الوصول إليهم.

أكّد أصحاب الشكوى الموجهة إلى السيدة الوالي نصيرة براهيمي والتي تحوز "المساء" نسخة منها، أنّ ما حزّ في أنفسهم أنهم آثروا البقاء في مداشرهم أيام الأزمة الأمنية،وتحمّلوا مسؤولياتهم في الذود عن أرضهم وحماية رموز الجمهورية التي كانوا يمثلون جزءا منها، ليجدوا أنفسهم اليوم بعد عودة الأمن، محرومين من أبسط ضروريات الحياة الكريمة رغم الوعود التي تلقّوها من طرف نفس السلطات المحلية في العهدات المتتالية، وأكّدوا أن أملهم مازال قائما في تخصيص مشاريع إنمائية لصالح منطقتهم لفك العزلة عنهم، وذلك بإصلاح الطريق الوحيد على مسافة كيلومترين فقط، الذي تدهور كثيرا وأصبح غير صالح للسير عليه، لكثرة الحفر التي تتحوّل إلى مستنقعات مع أي نزول للغيث، فيحرم السكان من الخروج، ويلزمون بيوتهم حتى تجف الأرض، مثلهم مثل أبنائهم المتمدرسين المرغمين على مقاطعة الدراسة، لعجزهم عن قطع وسط الأوحال، مسافة 2 كلم للالتحاق بحافلة النقل التي لا تصل إليهم بسبب وضعية هذا الطريق الذي لم تتم تهيئته منذ سنة 1985.

الوضع أرغم الكثيرين على توقيف بناتهم عن الدراسة خوفا عليهن، بل العديد من الصبية أصبحوا عاجزين عن قطع المسافة لثقل المحافظ وضعف بنية أجسادهم. أما المرضى وفي الحالات الاستعجالية  فيُحملون في العديد من المرات على ظهور الدواب للوصول إلى الطريق المعبد؛ علّهم يجدون من يوصلهم إلى العيادة متعدّدة الخدمات بعمي موسى، وأملهم اليوم، حسبما ورد في الشكوى، في السيدة الوالي، للتدخل وفك العزلة عنهم، ومساعدتهم على البقاء في مداشرهم. وأهم مطالبهم يتمثل في تهيئة الطريق الذي يربطهم ببلديتهم، حيث لا مكان لهم سوى أرضهم التي يخدمونها لتوفير رغيف أطفالهم، وتجنيبهم التسول ومد أيديهم للغير.