متنزّه "صابلات" يجمع عشاق الطبخ والأكل معاً

سفر "مجاني" إلى أربع قارات بمهرجان "أكل الشوارع"

سفر "مجاني" إلى أربع قارات بمهرجان "أكل الشوارع"
  • 183
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

جمع متنزه الضفة الشرقية لمصب وادي الحراش لمتنزه "صابلات" بالعاصمة، ثقافات مختلفة في مكان واحد، من خلال تنظيم مهرجان دولي " أكل الشوارع" في طبعته الثانية على التوالي، عرف مشاركة واسعة من الطهاة المحليين والدوليين، الذين قدّموا فيه مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تجمع بين النكهات التقليدية والإبداعات العالمية، التي نالت استحسان عشاق الأكل الذين توافدوا بكثافة، حسبما لاحظت "المساء" في زيارتها الميدانية، ما أدى إلى خلق أجواء مميزة وسط حشود كبيرة.

ولم تفت زائرَ "الصابلات" ، أيام المهرجان (من 19 الى 23 جوان الجاري)، ملاحظةُ العديد من الأكشاك التي تقدم تشكيلة متنوعة من الأطباق والحلويات من المنتجات المحلية، ومن أندونيسيا، واليابان، والمكسيك وغيرها، حيث نال الحدث تغطية واسعة عبر مختلف الوسائل الإعلامية الوطنية والعالمية، وعبر منصات التواصل الاجتماعي، ما عزّز من شعبيته بين الشباب والزوار من مختلف الأعمار، الذين أشادوا بالتنظيم، وأعربوا عن إعجابهم بهذه المبادرة، معتبرين إياها خطوة مهمة نحو تحسين جودة أطعمة الشوارع في الجزائر، وجعل البلاد وجهة سياحية مميزة. 

إقبال على الأكل الأندونيسي والمكسيكي والياباني

جولة "المساء" بين أجنحة العرض بمهرجان "أكل الشوارع"، جعلتها تلاحظ الكثافة الكبيرة للزوار، الذين اغتنموا فرصة العطلة للاستمتاع بالأكل المحلي والدولي مجانا، حيث سجلت إقبالا كبيرا على تذوُّق الأكل "الاندونيسي" بلحوم حلال، خاصة الدجاج المقلي الشبيه بـ "الكنتاكي"، الذي أثار انتباه الزوار، خصوصا الأطفال، وعشاق اللحوم البيضاء.

كما توجه عشاق سندويشات "تاكو" المكسيكي، لاقتنائها بكثرة، وهو طبق مكسيكي تقليدي اشتهر في دول العالم. ويتكون من خبز "التورتيلا" المطوي أو الملفوف، أو خبز الفينو، بداخله الحشوات المختلفة؛ منها اللحم، أو الدجاج، أو حتى الأسماك، مع الصلصة، والفلفل الحار، والطماطم، والبصل، والخس، والجبن، ومكونات أخرى، حسب ما لاحظنا.

وأكد أحد باعة "التاكو" أنه من بين أكثر الأطعمة السريعة المحبوبة في المكسيك؛ فهو جيد للإفطار، والغداء، والعشاء، أو وجبة خفيفة في وقت متأخر من الليل، موضحا أن تاريخ سندويتشات "التاكو" يعود إلى المكسيك. وكان السبب الأساس في اختراعه هو النقص الحاد الذي عانت منه المكسيك وقتها، من أواني الطهو، والأطباق، ومواد صنع أدوات الطهو.

وكلمة "التاكو" مشتقة من كلمة "الناهيوتل تلاكو"، والتي تعني النصف أو في المنتصف، حيث إن الطعام داخل "التاكو" يوضع في منتصف خبز "التورتيلا".

كما إن أكلة "سوشي" اليابانية نالت استقطاب الزوار، الذين يعدّونه "أكلة الأثرياء" ، وتوافدوا على تذوّقه بكثرة،. 

وأوضح أحد الطباخين أن "سوشي" كان يُستخدم كطريقة لحفظ السمك عبر تخميره بالأرز، لكنه تطور بمرور الزمن، ليصبح أحد أكثر الأطباق انتشارا حول العالم، مضيفا أن وصول "السوشي" إلى العالمية لم يكن مجرد صدفة، بل جاء نتيجة تزايد الإقبال عليه من قبل المشاهير، والطهاة المبتكرين، ومحبي الحياة الصحية، إلى جانب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، التي جعلت منه أيقونة عصرية بامتياز، يقول.

الأكل الجزائري "لا يُعلى عليه "ونشاطات كثيفة بالمهرجان

كما لاحظت "المساء" أن أكشاك الأكل المحلي الجزائري، تعرف إقبالا من الزوار، الذين رأوه "أكلا لا يُعلى عليه"، مثل ما قال أحدهم، حيث قُدمت للزوار مختلف الأطباق التي جمعت محترفين في مجال الطبخ، ومشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لهم محتوى يخص الطبخ، وتحضير مختلف الأطباق العالمية، على غرار "الشاف سليمان" الغني عن كل التعريفات بأكله المميز واللذيذ، خصوصا أطباق الأفراح؛ من شربة، ومثوم، واللحم الحلو، الى غير ذلك.

كما تم عرض عدة أكلات تشتهر بها ولايات الوطن، منها "البوراك العنابي"، والأكلة الشعبية المعروفة بـ "كرانتيتا" ، وغيرهما من أطباق الشوارع المعروفة، علما أن المهرجان تخللته حفلات فنية وورشات للأطفال للأشغال اليدوية، تتعلق كلها بمجال الطبخ، وتنظيم مسابقات لعدة شركات وطنية مختصة في صناعة المواد الغذائية، وحملات تحسيسية حول ظاهرة تبذير الأكل، وكذا تقديم نصائح حول الرسكلة، وإعادة تدوير المخلّفات المنزلية.

وقال أحد الزوار لـ"المساء" إن المهرجان فرصة لحضور العائلات الجزائرية من أجل الاستمتاع بالعطلة، وفرصة للتعرف على مختلف الأطباق المحلية والدولية. كما تضمّن حفلات غنائية، ومسابقات، ومفاجآت عديدة، نالت استحسان الزوار الذين قدِموا من مختلف ولايات الجزائر.

عشاق "البيتزا" كانوا في الموعد

أكد بعض زوار متنزه "صابلات" الذين كانوا يتذوقون طعم البيتزا المعروضة على هامش المهرجان الدولي، أن هذه التظاهرة سمحت لهم بالتلذذ بكل أنواع البيتزا (نابوليتان، شيكن، مارينا… الى غير ذلك).

وعبّر المشاركون في هذه المنافسة عن سعادتهم البالغة بتنظيم هذا الحدث، لأنه قرّب المسافات بينهم وبين الثقافات الأجنبية، حيث أكد أحدهم أن هذه المنافسة كانت فرصة لم يحلم بها للاحتكاك المباشر بالطهاة العالميين.

كما اغتنم بعض الزوّار الفرصة للحديث عن المجهودات الكبيرة التي قامت بها مصالح ولاية الجزائر، من أجل إنجاح موسم الاصطياف، من خلال تنظيم مختلف المهرجانات والحفلات، وتوفير الأمن بالمتنزهات والشواطئ، وإطلاق حملات النظافة. وأكد أحدهم قائلا: "شرف عظيم أن نقضي أوقاتا جميلة وممتعة في متنزه صابلات في ظروف جيّدة وآمنة، إضافة إلى نشاطات مختلفة، وسهرات فنية إلى ساعات متأخّرة من الليل".

للإشارة، يستمر توافد العائلات على المتنزه إلى ما بعد منتصف الليل، وهو ما يعطي المكانَ بعدا عائليا بامتياز، بسبب توفر الأمن، ونسمات الهواء العليلة، والكثير من النشاطات الترفيهية، التي تجعل زواره لا يملّون المكان الذي تحوَّل إلى متنفّس عائلي، خاصة للأسر العاصمية، التي تعاني من ضيق السكن، ما يجعلها تبحث عن فضاءات قريبة للاستجمام، والترفيه، ولقاء الجيران والأصدقاء بعيدا عن الجدران الإسمنتية.