فيما تزاحم مركبات "الفرود" سيارات الأجرة

"زحف" على محطة الخروبة عشية عيد الأضحى

"زحف" على محطة الخروبة عشية عيد الأضحى
  • 618
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تعرف محطة النقل البري الخروبة، هذه الأيام، وعشية حلول عيد الأضحى المبارك، تدفقا كبيرا للمسافرين، الذين اختاروا قضاء هذه المناسبة الدينية مع أهاليهم وعائلاتهم، حيث أدت السيول البشرية إلى حالة من الازدحام الخانق عبر الطرق المؤدية إليها، خاصة وأن عطلة العيد ستكون هذه المرة استثنائية، لتوسطها عطلة نهاية الأسبوع، مما دفع بالشركة العامة للنقل البري "سوقرال"، إلى وضع برنامج خاص شمل مضاعفة عدد الشبابيك والرحلات، لتغطية الطلب المتزايد في مثل هذه المناسبات.

في جولة ميدانية لـ"المساء"، إلى محطة النقل البري للحافلات بالخروبة، وبداية من محطة سيارات الأجرة، تم رصد تجمع عشرات المسافرين من شباب وكهول ونساء، في أماكن توقف سيارات الأجرة الخاصة بولاياتهم، في انتظار قدوم "الطاكسي"، مستعدين في أية لحظة للظفر بمقعد وسط تزاحم يريد فيه كل واحد ضمان سفره إلى عائلة في انتظاره، حيث عاش بعض المسافرين المتوجهين إلى ولايات قليلة الحركية، عشية العيد، على الأعصاب، بسبب تأخر سيارات الأجرة القادمة من هذه المناطق، فيما يبقى سائقو "الطاكسي"، لساعات في انتظار مسافرين، من أجل نقلهم نحو العاصمة.

وقد عبر الكثير من المسافرين، عن استيائهم من نقص سيارات الأجرة الجماعية ما بين الولايات، حيث قال أحدهم، كان متوجها إلى ولاية المدية، إنه انتظر منذ الحادية العاشر صباحا إلى الثانية زوالا، ولم يتمكن من الحصول على مقعد، نظرا للتدافع الرهيب بين المسافرين، وأكد رجل متوجه إلى ولاية وهران، أن تأخر قدوم سيارات الأجرة جعله يضيع وقته ويعيش حالة تيهان، في ظل تدافع المسافرين والفوضى.

السيارات "غير الشرعية" تستغل المناسبة

لاحظت "المساء"، اصطفاف سائقي سيارات الأجرة غير الشرعيين "كلونديستان"، أو ما يعرف أيضا بـ"الفرود"، أمام محطة سيارات الأجرة ما بين الولايات بالخروبة، والذين وجدوا مناخا مناسبا للربح واستغلال حاجة بعض المسافرين، باللجوء إلى فرض نظام "الكورسة"، الذي يعني دفع تكلفة الرحلة كاملة حتى ولو كان الزبون بمفرده، بالتالي رفع التسعيرة المطبقة من طرف سيارات الأجرة إلى أضعاف. وأكد أحد منظمي المحطة لـ«المساء"، أن سائقي "كلونديستان" أصبحوا يدخلون المحطة دون أي رقابة، وهم، حسبه، يتكاثرون يوما بعد يوم، إلى درجة منافسة سائقي السيارات النظاميين، والتشويش عليهم، وأخذ حصصهم من رحلات السفر.

وأضاف "إن بعض المسافرين الذين يقعون في ضيق، يصطادهم هؤلاء الناقلون غير الشرعيين، ويضاعفون لهم ثمن السفر المحددة لدى سيارات الأجرة الشرعية"، حيث تصل، حسبه، رحلة مثلا إلى وهران إلى 17 ألف دينار، وتقل عن ذلك، حسب وعي الزبون.

"سوقرال" في الموعد

وإن كان السفر بسيارات الأجرة، يعرف تذبذبا نحو بعض المناطق، فإن للنقل بالحافلات برنامج استثنائي، سطرته شركة استغلال وتسيير المحطات البرية "سوقرال"، بمناسبة عيد الأضحى ويستمر لأسبوع بعد العيد..

وفي هذا الصدد، أكد المكلف بالاتصال لدى الشركة العامة "سوقرال"، إسماعيل سعدوني لـ«المساء"، أن محطة الخروبة للنقل البري، بصفتها محطة مركزية، رفعت عدد رحلاتها إلى 2650 رحلة يوميا، موضحا أن كل الرحلات تمر عبر المحطات الكبرى للنقل البري، حيث كثفت جهودها، بالتنسيق مع مدراء النقل الولائيين، لإضافة رحلات إضافية على الخطوط. 

وقال المتحدث، إن المخطط الاستثنائي الاستعجالي لمواجهة إنزال المسافرين على الخروبة، عشية العيد وبعده، شمل تجنيد كل العاملين في هذه المحطة، وقد وجهت "سوقرال"، حسبه، مراسلات لجميع الناقلين، دعتهم إلى ضمان النقل خلال فترة التدفق الكبير للمسافرين، المصادف لعطلة عيد الأضحى. 

وأفاد محدث "المساء"، بأن شركة "سوقرال"، وضعت مخطط عمل استباقي مع مختلف أسلاك الأمن، للحفاظ على النظام داخل المحطة وحماية المسافرين من أي تجاوزات، أو ضمان التدخل السريع والاستعجالي، خاصة مع تزايد عدد المسافرين.

"محطتي".. تخفف الضغط على الشبابيك

أكد السيد سعدوني، أن خدمة "محطتي"، وهو تطبيق إلكتروني، يمكن تحميله على الهاتف النقال، لمعرفة مواعيد الرحلات عبر جميع المحطات التابعة للشركة، حيث ساعدت هذه الخدمة، على تخفيف الضغط على شبابيك المحطة. علما أن مؤسسته فتحت شبابيك إضافية موجهة لبيع التذاكر نقداـ وأخرى موجهة لاقتناء التذاكر باستخدام البطاقات البريدية والبنكية. وقد سجلت الشركة، مليون ومائة وعشرون ألف تحميل لتطبيق "محطتي"، منذ إطلاقه، وتم تسجيل 1677 تبليغ "أس أو أس"، وجه إلى الجهات الرقابية المعنية عن طريق خلية الاستماع، التي نصبتها مؤسسة "سوقرال".