أكد والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، على هامش إعطائه إشارة انطلاق حملة الحرث والبذر للموسم  الفلاحي 2023 /2024، خلال الأسبوع الجاري، على مراهنة السلطات العليا في البلاد على هذا القطاع الحيوي، كونه فاعلا أساسيا في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.

أوضح المسؤول، خلال إعطائه إشارة انطلاق حملة الحرث والبذر، على مستوى المستثمرة الفلاحية الخاصة "بن الشيخ لفقون محمود" بمنطقة بولحديد بلدية مسعود بوجريو، أن ولاية قسنطينة، التي تعتبر حاليا من ضمن المناطق الأكثر إنتاجية للحبوب، حققت إنجازات معتبرة في هذه الشعبة الاستراتيجية، بفضل الجهود المبذولة من قبل  الفلاحين، مشددا على أهمية الدعم التقني والمالي والمعنوي لمختلف الناشطين في المجال الفلاحي والزراعي، مشيرا في نفس السياق، إلى أن الانخفاض الطفيف في إنتاج الحبوب، المسجل خلال الحملة الفلاحية الماضية، يعود أساسا إلى ضعف تساقط الأمطار، وحالة الجفاف التي أصابت العديد من الأراضي الفلاحية بإقليم بلديات الولاية.

تنويع ورفع الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي

أمر ذات المسؤول، في سياق ذي صلة، بتطهير الأراضي الفلاحية التابعة للدولة غير المستغلة من قبل المستفيدين منها، وتحويلها لمستثمرين فعليين وجادين، متحدثا عن أهمية تحسيس أصحاب المستثمرات الفلاحية بتنويع الإنتاج، لتنويع مصادر الدخل، وتخطي أي عجز محتمل، من خلال إدخال الطرق العصرية والوسائل الحديثة التي تضمن تنويع ورفع الإنتاج، داعيا إلى ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بالتالي ضمان الأمن الغذائي، لاسيما فيما يتعلق بإنتاج الحبوب الشتوية، وهي الخصوصية التي تتميز بها ولاية قسنطينة. ذكر المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بقسنطينة، أن مصالحه اتخذت كل الإجراءات من أجل إنجاح الموسم الفلاحي، خاصة أن السلطات العليا للبلاد أعطت أهمية قصوى للقطاع، بعد أن وفرت العديد من التسهيلات لمرافقة الفلاحين، مضيفا، أنه تم إعطاء تسهيلات في هذا الإطار، على غرار منح رخص حفر الآبار خلال أسبوع، من طلب الرخصة، فضلا على متابعة ومرافقة الفلاحين، والعمل على توسيع المساحة المخصصة للحبوب، وتوفير البذور بالكمية الكافية لتحقيق الأهداف، مشيرا إلى توزيع 40 بالمائة من البذور على الفلاحين حتى الآن.

تخصيص 91 ألف هكتار للحبوب و10 آلاف للبقول الجافة

من جهتها، أكدت المصالح الفلاحية بقسنطينة، من خلال الشروحات التي قدمها مدير القطاع، أن المساحة الإجمالية للأراضي الفلاحية بلغت 222910 هكتار، منها 175939 هكتار أراضي فلاحية بامتياز، فيما قدرت المساحة الزراعية المستغلة منها 126747 هكتار، وتقدر مساحة الغطاء الغابي بالولاية 28 ألفا و47 هكتارا.

وحسب إحصائيات مديرية الفلاحة، فإن الأهداف المسطرة لهذا الموسم الفلاحي، ترمي إلى تغطية 11 ألف هكتار بالأعلاف، و10 آلاف هكتار بقول جافة، و91  ألف هكتار من الحبوب، والتي منها 63500 هكتار قمح صلب، و18700 هكتار قمح لين، و7200 هكتار شعير، و1600 هكتار "تريتيكال". وبالنسبة للسقي، وللتقليل من نتائج شح الأمطار، وتأثيرها على المحاصيل الزراعية، تم استحداث تصريح السقي للفلاحين، من الوديان التي تثبت التحاليل صلاحية مياهها، بناء على دفتر شروط بين الفلاحين والغرفة الفلاحية، شرط أن يكون السقي موجها للحبوب، والأشجار المثمرة والبطاطا فقط.