من أقدم أحياء بلدية جسر قسنطينة

ردوم "القصدير" تحاصر حي ديار الخدمة

ردوم "القصدير" تحاصر حي ديار الخدمة
  • 178
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

يطالب سكان حي ديار الخدمة بجسر قسنطينة، بتدخل السلطات المحلية العاجل، لرفع الردوم المتبقية من عمليات إعادة الإسكان بالعاصمة. حيث أكد السكان لـ "المساء"، أن حيهم كان يحتوي على بيوت قصديرية هدمتها السلطات الولائية بعد ترحيل العائلات سنة 2023، ليصبح الموقع بعدها مرتعا للفئران والحيوانات الضالة، التي أثرت على الحياة اليومية للمواطنين؛ ما دفعهم إلى رفع نداء استغاثة للقضاء على ما وصفوه بــ"الخطر الذي يهدد السكان والبيئة معاً ".

وأكدت إحدى القاطنات بالحي أن رغم المراسلات المتكررة إلى السلطات المعنية من بلدية ودائرة، إلا أن تحركات السكان لم تغير شيئا، ولم تحرك ساكنا، موضحة في نفس الوقت، أن أبناء الحي يقومون بحملات عبر موقعي التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"تكتوك"، من أجل دفع المعنيين إلى التدخل، ورفع الردوم التي غيرت شكل الحي، الذي أصبح عبارة عن "دمار"، حسب وصفهم. كما أضحت الحشرات والجرذان تتحرك في كل مكان، بل وتصعد إلى العمارات بحثا عن الأكل والشرب، وهو ما يشكل، حسبها، خطرا حقيقيا على القاطنين.

وعبّر السكان عن أسفهم الكبير للصورة التي أصبح عليها حي عريق من أحياء قلب العاصمة، حسبهم. حيث أوضحت محدثة "المساء" أن الصورة الجمالية تغيرت تماما، ليصبح في نظرهم منطقة "ظل" نظرا للمشاكل العديدة التي يعاني منها السكان، الذين طالبوا بالتدخل السريع لرفع الردوم، وتطهير المكان، والقضاء على النفايات لإعادة بريقه من جديد.

وأشار القاطنون الى أنه منذ عملية الترحيل التي تمت يومي 7 و8 نوفمبر 2023، والوضع مازال على حاله دون معالجة نهائية؛ "فالردوم وبقايا البيوت القصديرية مازالت مكدسة، وتشوّه المنظر العام؛ ما أدى إلى انتشار الأوساخ، والحشرات، والجرذان بشكل يهدد راحة وصحة السكان"، يقول أحدهم، مشيرا في نفس الوقت، الى أنه رغم تدخُّل وحدة مكافحة نواقل الأمراض "وحدة وادي قريش" تطوعا من أجل تقليل انتشار الفئران والجرذان، إلا أن المشكل يبقى قائما ما لم يتم رفع الردوم نهائيا.

يُذكر أنه تم سابقا تكليف مقاول لرفع الردوم، غير أن العملية توقفت بعد سرقة بطاريات الرافعة، ليختفي المقاول منذ ذلك اليوم دون عودة؛ لذا يرفع السكان نداء عاجلا إلى ولاية الجزائر، والدائرة الإدارية لبئر مراد رايس، وبلدية جسر قسنطينة، للمطالبة بالتدخل الفوري لإعادة إطلاق عملية رفع الردوم، وتنظيف الموقع بصفة نهائية؛ حفاظاً على صحة المواطنين، وصورة الحي، والعاصمة.

ومن جهة أخرى، أكد سكان حي "ديار الخدمة" أنهم يعانون من نقص المرافق الرياضية، والترفيهية، وحتى الثقافية؛ الأمر الذي جعلهم يعيشون فراغا قاتلا؛ بسبب تخلّيهم عن ممارسة هواياتهم في ظل تفشي ظاهرة البطالة، وانعدام فرص العمل؛ الأمر الذي جعلهم يطالبون بتوفير هذه الهياكل، التي من شانها أن تنهي معاناتهم، مطالبين السلطات المحلية بالتفاتة جدية إليهم، من خلال بعث مشاريع تنموية، تخص إنجاز مرافق ترفيهية، وملاعب جواريه يمارسون فيها مختلف الرياضات والنشاطات.

كما أوضح شباب الحي أن توفير الهياكل والمرافق الرياضية والترفيهية والثقافية، من شأنه أن ينتشلهم من العزلة والفراغ القاتل الذي يعيشونه، حيث يجدون أنفسهم في كل مرة مضطرين للتنقل إلى البلديات المجاورة لممارسة هواياتهم وأنشطتهم الرياضية؛ قصد التخلص من الفراغ القاتل الذي يعيشونه، مؤكدين في نفس الوقت، أن غياب المرافق الترفيهية والرياضية أدى بكثير منهم إلى هجرة الرياضة؛ تجنبا لعناء التنقل في كل مرة، إلى المناطق المجاورة، ناهيك عن المصاريف الزائدة المترتبة عن ذلك في ظل غياب فرص العمل.

وعلى إثر هذه النقائص في المرافق الترفيهية والرياضية، جدد هؤلاء نداءهم إلى السلطات المحلية؛ بغية النظر إلى هذا الوضع، وإيجاد حل  للمشاكل التي يتخبطون فيها. كما أضافوا أنهم قاموا بمراسلة السلطات المحلية، ومطالبتها بإنجاز ملاعب جواريه ومرافق ترفيهية؛ باعتبار أن البلدية لا تتوفر حتى على دار للشباب، ولا فضاءات للعب الأطفال، أو مراكز للتسلية.