تنوع عروض الوكالات السياحية بعنابة هذا الصيف

رحلات للعائلات نحو البحر بأسعار تنافسية

رحلات للعائلات نحو البحر بأسعار تنافسية
  • 139
سميرة عوام سميرة عوام

كثّفت الوكالات السياحية بولاية عنابة هذا الموسم، من جهودها في توفير رحلات منظمة نحو الشواطئ البعيدة، لتمنح العائلاتِ فرصة الاستمتاع بالصيف بعيدا عن روتين الحياة اليومية، وضغط العمل. فمن شاطئ "صابل دور" بشطايبي وكاف عمر إلى شواطئ واد بقرات بسرايدي، امتدت الوجهات لتشمل حتى الشواطئ المجاورة خارج حدود الولاية؛ مثل المرسى بولاية سكيكدة، وشاطئ القالة بولاية الطارف، حيث وجدت العائلات ملاذا مثاليا للسباحة والاستجمام بين زرقة البحر وخضرة الطبيعة.

وتتراوح أسعار هذه الرحلات التي تشمل النقل المريح والمكيَّف، بين 600 دينار للشواطئ القريبة داخل ولاية عنابة، وألف دينار للوجهات البعيدة، وهو ما جعلها خيارا مفضلًا للعديد من الأسر مقارنة بوسائل النقل غير الرسمية "الكلوندستان" ، أو كراء الحافلات الجماعية التي غالبا ما تكون أسعارها مرتفعة، وتُثقل كاهل محدودي الدخل. 

أما مصاريف الأكل والمظلات الشاطئية (الباراصول)، فتبقى على عاتق العائلة، ما يمنحها حرية اختيار ما يناسب ميزانيتها. وتحدثت بعض العائلات عن ارتياحها الكبير لهذه المبادرات التي وفرت عليها عناء التنقل بمفردها، حيث أشاروا إلى أن الرحلات المنظمة أكثر أمانا وتنظيما. وتتيح للعائلات قضاء يوم كامل على الشاطئ دون التفكير في مشاكل الركوب، أو توقيت العودة. 

كما إن أجواء الرحلة التي تجمع بين العائلات من مختلف الأحياء، أضفت طابعا اجتماعيا خاصا، إذ أصبحت فرصة للتعارف، وتبادل الأحاديث، وحتى تنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال على الشاطئ. من جانب آخر، لم تقتصر هذه الأنشطة على العائلات فحسب، بل شملت أيضا، المخيمات الصيفية للأطفال، والجمعيات الثقافية والرياضية التي استفادت من خدمات هذه الوكالات، لتنظيم خرجات جماعية بأسعار مخفضة. 

كما حرصت بعض الوكالات على توفير برامج خاصة، مثل تنظيم رحلات بحرية قصيرة، أو جولات إلى المعالم الطبيعية القريبة من الشواطئ، لإضفاء لمسة مميزة على التجربة السياحية. ويؤكد أصحاب الوكالات أن هدفهم هذا الموسم ليس الربح فقط، بل المساهمة في إنعاش السياحة المحلية، وتشجيع سكان عنابة وضواحيها على استكشاف الشواطئ الجميلة التي قد لا تتاح لهم زيارتها في الظروف العادية في ظل ارتفاع تكاليف النقل الفردي، وازدحام الطرقات خلال فصل الصيف. 

كما دعوا العائلات إلى الحجز المسبق نظرا للإقبال الكبير على هذه الرحلات، خصوصا في عطلة نهاية الأسبوع؛ حيث تكون المقاعد محدودة. هذه الديناميكية السياحية ساهمت في تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة، إذ استفاد منها أصحاب المطاعم والمقاهي ومحلات بيع المأكولات السريعة، إضافة إلى الباعة المتجولين على الشواطئ، ما جعل من موسم الصيف فرصة حقيقية لتحريك عجلة النشاط التجاري. كما إن التعاون بين الوكالات والبلديات ساعد على ضمان تنظيم محكم للرحلات، مع احترام قواعد السلامة والنظافة.

ومع اقتراب نهاية موسم الاصطياف يرى كثير من المتتبعين أن هذا النموذج من الرحلات المنظمة بأسعار معقولة، يمكن أن يصبح نشاطا سياحيا مستداما، ليس في فصل الصيف فحسب، بل على مدار العام، خاصة مع وجود شواطئ ومواقع طبيعية يمكن استغلالها سياحيا حتى في الفصول الأخرى، ما يعزز مكانة عنابة كوجهة سياحية محلية وإقليمية.

للإشارة، فإن هذه المبادرات نجحت في خلق حركة سياحية مميزة بعنابة. وجعلت البحر أقرب إلى الجميع، في تجربة تمزج بين المتعة والاقتصاد. وتؤكد أن السياحة الداخلية قادرة على أن تكون بديلاً حقيقيا للسفر البعيد إذا ما توافرت لها التنظيم والأسعار المناسبة.