مسؤولو مقاطعة ذراع الريش بعنابة تحت الضغط
ديناميكية متسارعة لتسليم المرافق العمومية والتربوية

- 149

تسارعت وتيرة أشغال إنجاز المرافق العمومية والتربوية على مستوى المدينة الجديدة بن مصطفى بن عودة بالمقاطعة الإدارية ذراع الريش، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز البنية التحتية وتحسين مستوى الخدمات الموجهة للمواطنين، لا سيما مع اقتراب الدخولين الاجتماعي والمدرسي، حيث تم تنظيم زيارة ميدانية قادها عبد القادر جلاوي، والي عنابة، مرفوقًا بالوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية ذراع الريش ورئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية وادي العنب، خصصت لمعاينة عدد من الورشات المفتوحة، وتقييم تقدم الأشغال ميدانيا.
استهل الوفد الولائي، أول أمس، زيارته بتفقد ورشات إنجاز العيادات متعددة الخدمات بحيي "2500" و"288" مسكن، حيث شدد والي عنابة، على ضرورة تسريع وتيرة الإنجاز واحترام الآجال التعاقدية، من أجل استلام هذه الهياكل الصحية الحيوية في أقرب الآجال، بالنظر إلى دورها المنتظر في تحسين ظروف الرعاية الصحية لسكان المدينة الجديدة. كما عاين مشروع مقر الأمن الحضري الثالث، الذي سجل تقدما ملحوظا في الإنجاز، وأُكد على استكمال إجراءات التجهيز في أقرب وقت، لتمكينه من الدخول حيز الخدمة، بما يضمن تعزيز التغطية الأمنية بالمنطقة.
وفي ذات السياق، شملت المعاينة الميدانية ما تبقى من أشغال التهيئة الحضرية، لاسيما الطرقات الرئيسية والثانوية وقنوات صرف مياه الأمطار، حيث وجه الوالي تعليمات صارمة بمضاعفة الجهود، لتسريع وتيرة الأشغال، مع إيلاء أهمية خاصة للتهيئة الخارجية والإنارة العمومية، خصوصا على مستوى الطريق الذي يربط الطريق الولائي رقم "20"، ويشكل محورا هاما في ربط أحياء المدينة الجديدة بالمحاور الرئيسية.
وعلى صعيد المرافق التربوية، تفقد الوفد الولائي ورشات إنجاز مدرستين ابتدائيتين بحيي "1380" و"712" مسكن، حيث نوه الوالي بسرعة وتيرة الإنجاز بالأولى، والتي تم إنجازها في ظرف وجيز، لم يتعد ستة أشهر، مؤكدا على ضرورة استلام المدرسة الثانية، قبل نهاية السنة الجارية، بهدف ضمان جاهزيتها للدخول المدرسي. كما وقف الوالي على انطلاق مشروع إنجاز ثانوية جديدة بحي "2000" مسكن (أوزكا)، وهو مشروع مبرمج ضمن المخطط التنموي لسنة 2025، ويُرتقب أن يشكل إضافة نوعية للمنشآت التربوية بالمدينة الجديدة.
واستكمالا للزيارة، تنقل الوالي إلى بلدية سرايدي، أين عاين ورشة توسعة مدرسة جميلي إبراهيم بمنطقة سيدي تمام، والتي تشمل إنجاز أربعة أقسام إضافية، حيث أكد على ضرورة تكثيف اليد العاملة والالتزام بالرزنامة الزمنية المحددة، مع الحرص على نظافة الورشة وإزالة مخلفات الأشغال.
تندرج هذه الزيارات التفقدية، في إطار المتابعة الميدانية المستمرة لمختلف المشاريع التنموية عبر إقليم الولاية، إذ ترمي إلى ضمان جاهزية المنشآت العمومية في آجالها المحددة، وتحسين ظروف المعيشة والخدمات لفائدة المواطنين.
سُياح بولنديون يحلون ضيوفا على معالم عنابة
استقبلت ولاية عنابة، في إطار جهودها المتواصلة للترويج السياحي، هذا الأسبوع، وفدا من السُياح القادمين من جمهورية بولندا، في زيارة ميدانية شملت أبرز المعالم التاريخية والسياحية التي تزخر بها المدينة، وعلى رأسها متحف وموقع "هيبون" الأثري، أحد أهم رموز الذاكرة الحضارية بالمنطقة.
عبر الزوار البولنديون عن إعجابهم الشديد بما شاهدوه من بقايا أثرية فريدة، تعود إلى عصور مختلفة، خصوصا الفترة الرومانية، حيث وقفوا على غنى الموروث التاريخي لمدينة عنابة، التي لا تزال تحافظ على معالمها، كأنها تسرد حكاية الزمن لكل من مر بها.
الجولة لم تقتصر على الموقع الأثري فقط، بل تنقل الوفد عبر وسط المدينة القديمة، حيث استمتعوا بأجواء التراث العمراني العربي الأندلسي، وتذوقوا نبض الحياة اليومية للعنابيين، الذين استقبلوهم بحفاوة وكرم أصيل، جعلهم يشعرون وكأنهم بين أهلهم وناسهم.
صرحت مديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية عنابة، أن هذه الزيارة تأتي ضمن برنامج مدروس للترويج للسياحة الثقافية والدينية، باعتبارها ركيزة أساسية في استراتيجية التنمية المحلية المستدامة، مشيرة إلى أن استقبال الوفود الأجنبية، يساهم في إبراز الوجه الحقيقي للجزائر كوجهة آمنة وغنية بالمعالم الجاذبة.
كما تم تنظيم مسارات سياحية متنوعة للوفد الزائر، شملت معالم دينية، ككنيسة القديس أوغسطين، وأخرى ثقافية وتاريخية، ما منح السياح فرصة للغوص في عمق الهوية المحلية واكتشاف تنوعها. السُياح البولنديون أعربوا عن إعجابهم الكبير بخصائص المدينة، خاصة مزيجها المتناغم بين البحر والجبل، وبين الأصالة والمعاصرة، مؤكدين أن زيارتهم لعنابة ستبقى محفورة في ذاكرتهم، وأنهم سيعودون مرة أخرى، وربما رفقة سُياح آخرين.
تعد هذه المبادرة حلقة ضمن سلسلة من الجهود المتواصلة، التي تقوم بها ولاية عنابة ومختلف الفاعلين في القطاع السياحي، من أجل تعزيز مكانة المدينة على الخريطة السياحية الدولية، خاصة في ظل المؤهلات الكبيرة التي تجعل منها وجهة فريدة وواعدة.
تحضيرات مكثفة لإنجاح الدخول المدرسي
مشاريع تربوية جديدة تحت المراقبة
حظيت المرافق التربوية بولاية عنابة، خصوصا الجديدة منها، مؤخرا، بمعاينات ميدانية، بهدف الوقوف على جاهزيتها، تحضيرًا للدخول المدرسي 2025/ 2026، حيث شملت زيارات تفقدية لعدة ورشات بناء مؤسسات تربوية على مستوى بلديات سيدي عمار ووادي العنب والعلمة.
تابع والي عنابة، عبد القادر جلاوي، خلال هذه الخرجات الميدانية، تقدم الأشغال وضمان جاهزية المؤسسات قبل موعد الدخول المدرسي. ففي بلدية سيدي عمار، وبالقطب الحضري عميرات الباهي، عاين عدة مشاريع حيوية، من بينها مجمعين مدرسيين من نوع "د"، ومتوسطتين بقاعدة ستة، على مستوى موقعي "ألفي مسكن" و"ألف وسبعة وسبعين مسكن". وقد بلغت بعض هذه المشاريع مراحل متقدمة، خصوصًا المجمع المدرسي المصمم بأسلوب عصري، ولمسة فنية زادت من جمالية الفضاء التربوي الجديد.
وخلال زيارته، أسدى الوالي تعليمات صارمة للمقاولات، من أجل تسريع وتيرة الإنجاز واستدراك التأخر المسجل، مع التأكيد على ضرورة إعداد رزنامة دقيقة، لمتابعة الأشغال من طرف مديرية التجهيزات العمومية، مبرزًا أهمية احترام الآجال المحددة. كما شملت المعاينة مشروع إنجاز ثانوية من نوع ألف مقعد في نفس الموقع، حيث أشاد الوالي بجودة الأشغال والطابع المعماري الحديث للمؤسسة، مؤكدًا على أهمية المحافظة على هذا المكسب التربوي الجديد.
في بلدية وادي العنب، عاين الوفد مشروع إنجاز مجمع مدرسي من نوع "اثنين" ومتوسطة من نوع "ستة" بحي وادي الزياد، حيث ستنهي هذه المرافق الجديدة معاناة التلاميذ الذين كانوا يتنقلون إلى بلدية برحال لمزاولة دراستهم. وقد رافقت هذه المشاريع أشغال تهيئة خارجية وجهر لوادي الزياد، ما يمنح المنطقة طابعًا حضريًا متجددًا. أكد جلاوي خلال زيارته، على ضرورة تنظيف المحيطات الخارجية للمؤسسات، واستكمال التهيئة الداخلية، وتجهيز المطاعم المدرسية والملاعب الرياضية، فضلًا عن تزيين الفضاءات، بغرس الشجيرات، استعدادًا لاستقبال التلاميذ في أفضل الظروف.
أما في المحطة الأخيرة، فقد توجه الوفد إلى بلدية العلمة، وتحديدًا إلى موقع الحصحاصية، لمعاينة مشروع إنجاز متوسطة قاعدة خمسة، التي شارفت أشغالها على الانتهاء، رغم أنها لم تكن مبرمجة في الدخول المدرسي المقبل. غير أن وتيرة الأشغال سمحت بإدراجها ضمن المؤسسات الجاهزة، ما سيخفف الضغط والاكتظاظ بالمتوسطة الوحيدة في المنطقة. وقد وجه الوالي تعليمات بإعداد دراسة تكميلية لتهيئة المحيط الخارجي، وتنقيته من مخلفات الأشغال، بما يضمن بيئة مدرسية لائقة.