بلدية غسيرة بباتنة
دعوة للمساهمة في بعث التنمية المحلية

- 361

تُعرف بلدية غسيرة التابعة لدائرة تكوت بولاية باتنة، بأنها واحدة من المناطق المشكّلة للأوراس الأشم. وحسب المؤرخ اليوناني بروكوب، فإن هذه المنطقة عرفت في القرن الرابع والخامس بعد الميلاد تحت اسم "أوغاسيون"، حركية دؤوبة خلال الدخول الاجتماعي؛ إذ عكفت على تنفيذ مخطط جديد، يولي أهمية بالغة لانشغالات الفئات الهشة، والمعوزة، والمعاقين.
دعا النائب عبد الحق وزاني الذي يرأس لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية والصحة والنظافة والشباب ببلدية غسيرة، للانضمام لمسعى بعث التنمية بالمنطقة، مثنيا على جهود مسؤولي البلدية، وموظفيها. وعدَّ نشاط الجمعيات داعما لجهود بعث التنمية بالمنطقة.
وأوضح السيد وزاني في حديثه إلـى "المساء"، أن المساعي والجهود المبذولة لضمان دخول اجتماعي مريح، تُوجت بنتائج مرضية، وفقا لقراءة أولية لحصيلة النشاط منذ بداية سنة 2025 الى غاية اليوم، مؤكدا التحاق التلاميذ بأقسام الدراسة في أحسن الظروف، فضلا عن تخصيص إعانات أخرى قُدمت بمناسبة الدخول الاجتماعي، وتوزيع 285 محفظة مدرسية على مستوى مدارس البلدية. كما تمت متابعة ملفات المنحة المدرسية بنجاح دون أي طعن مسجل.
200 منحة جزافية لمعاقين
وذكر المتحدث أن أهمية هذه الحصيلة تكمن في ما تناوله الجانب الاجتماعي في النشاط، الذي شمل تقديم حصة من 209 منحة جزافية للتضامن لذوي الاحتياجات الخاصة، مخصصة من قبل مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية، مست 4 من المعاقين بأقل من مائة بالمائة، و13 معاقا بأكثر من 18 سنة، إضافة الى 77 حالة أمراض مزمنة، و19 حالة للأمهات الكافلات لأطفال قصّر، و77 لمسنين، وأرباب عائلات، ومعزولين، و6 حالات مكفوفين، و8 حالات كافلات أطفال معاقين.
وحسب نفس المسؤول، فقد تم خلال الفترة المذكورة، تسليم 208 بطاقة منحة جزافية للتضامن، و6 وصولات.
وأوضح المنتخب أن عمليات تطهير القوائم تجرى شهريا بالتنسيق مع مصالح الحماية الاجتماعية والحالة المدنية، مشيرا إلى تسجيل ارتياح كبير للجهود المبذولة، التي أبانت عن صور التضامن الاجتماعي.
ووفقا لنفس الغرض، أوضح وزاني أن الجهود منكبّة على بعث روح التضامن، وفقا لتوصيات رئيس المجلس الشعبي البلدي محمد يحي.
وقد تم تحديد أولويات في البرنامج، في مقدمتها ما يقوم به مكتب الأمراض المزمنة للتكفل بالمرضى إداريا واجتماعيا، في إطار الجهود التي تبذلها اللجنة المختلطة، بخرجات ميدانية لمعاينة ونقل المرضى بالتنسيق مع الهيئات المختصة للمستشفيات.
تسوية ملفات المعاقين بنسبة مائة بالمائة
كما تم تسوية ملفات المعوقين بنسبة مائة بالمائة. وتحصّل 35 معاقا بين الإعاقة الحركية والذهنية، على المنحة. كما تم إعداد ملفات تتعلق بالأمراض المزمنة، حُولت إلى مديرية النشاط الاجتماعي، فيما تم إخضاع 6 ملفات للتحقيق.
وفي إطار النشاط التضامني الخاص بالشهر الفضيل، أكد المتحدث أن العملية جرت في ظروف جيدة وسط ارتياح للمواطنين، حيث تم الإعلان عن قائمة المستفيدين من حصة قفة رمضان. وبلغ عدد المستفيدين منها 235 معوز تم إحصاؤهم. وقد تم التركيز على الحالات حسب الأولويات؛ اعتمادا على التحقيقات الإدارية والاجتماعية؛ حيث نسقت اللجنة في العملية مع الجمعيات وبعض النشطاء؛ لإنجاح مائدة الإفطار لعابري السبيل.
دور بارز للجمعيات المحلية
وفي المجال الثقافي، نوّه المتحدث بجهود الجمعيات التي أدخلت الفرحة في نفوس المواطن الغسيري والأطفال، مضيفا أن نشاط رمضان المنقضي شمل مسابقات لحفظ كتاب الله، ومسابقات مختلفة وترفيهية، علما أن الجانب الثقافي حظي بعناية كبيرة. وتم تنفيذه بامتياز طوال السنة التي عرفت تنشيط ليالي الصيف، والمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال على درب تجربة التظاهرات التي أقيمت بمناسبة الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية الجديدة.
وذكر المتحدث أنه تم التركيز على الجانب العلمي؛ خدمة للعلم والتلميذ، وذلك بالرقابة الدورية لتغطية كل النقائص؛ من أجل توفير الجو المناسب للدراسة، وتسهيل المهام للقطاع. وركز على الإطعام والوجبة الساخنة. كما قامت اللجنة بعدة مبادرات، تتضمن أياما تحسيسية وتوعوية في المدارس، وبرمجة المعارض الهادفة إلى التنمية الفكرية بمرافقة السلطات الأمنية، وأفراد الحماية المدنية، وإدارة إقليم الغابات؛ إذ يعود الفضل إلى المساهمة في تقديم مواضيع مفيدة جدا للتلاميذ، إضافة الى القيام بتكريم المتفوقين في الأطوار الثلاثة.
كما تم في المجال الرياضي بالتنسيق مع النادي الرياضي، تنظيم دورات رياضية في إقليم البلدية وخارجها؛ إحياء لعدة مناسبات وطنية.
دعوة للانخراط في مسعى التنمية
ختم النائب حديثه بدعوة شباب المنطقة للانخراط في مسعى التنمية، والتأكيد على ضرورة تفعيل الأنشطة لتكوين جمهور متذوق متميز، مضيفا أن النشاط التضامني أولوية، والبرامج الثقافية الرياضية؛ تأكيدا على الاستمرارية دون إهمال المجال السياحي، لما تزخر به غسيرة من مناطق سياحية كفيلة بجلب السياح، لتصبح البلدية مهرجانا ثقافيا؛ باعتبار المنطقة سياحية، وثقافية، وتاريخية تزخر بمعالم سياحية على غرار شرفات غوفي.
واستطرد يقول: "سنعمل على إرضاء الرغبات بنسب كبيرة"، مشيدا بدور العديد من الجمعيات الثقافية التي تنشط ببلدية غسيرة، والمقدر عددها بـ 20 جمعية، فضلا عن 5 جمعيات ذات طابع اجتماعي، وجمعيات لجان الأحياء، ناهيك عن جمعيات أولياء التلاميذ، و2025 جمعية مسجد بالبلدية التي أنجبت علماء دين بارزين، منهم الشيخ المجاهد صالح بن مدور، الذي كان من رجال الحركة الإصلاحية بالأوراس، والشيخ محمد يكن الغسيري، أول سفير للجزائر في سوريا بعد الاستقلال، وغيرهما من العلماء.