مبان قديمة مهددة بالسقوط في وهران

خوف دائم من الموت تحت الأنقاض

خوف دائم من الموت تحت الأنقاض
  • القراءات: 721
رضوان. ق   رضوان. ق  

عادت ظاهرة الانهيارات الجزئية للمباني القديمة والمباني الشاغرة، بعدة مناطق من مدينة وهران، لتنذر بوقوع كوارث، بالتزامن مع موسم الأمطار، وقِدم المباني التي تم هدم أجزاء منها، وترك أجزاء أخرى على وشك الانهيار، في ظل عدم إصدار قرارات بالهدم، وتدخل المختصين التقنيين لحل معضلة المباني المجاورة، التي يبقى بعضها آهلا بالسكان، والتي تعد السبب الأول في تأخر عمليات الهدم.

يواجه عشرات المواطنين والعائلات، ومستعملي بعض الطرقات والشوارع في عدة أحياء شعبية كبرى بمدينة وهران، خطر الموت أو الإصابة، في ظل تواصل مسلسل الرعب، خوفا من الموت تحت أنقاض المباني القديمة، التي تركت دون هدم، بعد إخلائها من السكان، ضمن برامج ترحيل قاطني المباني الهشة، إلى جانب السكنات القديمة التي لا يزال سكناها في انتظار ترحيلهم لشقق جديدة.

يعد حي سيدي الهواري ببلدية وهران، نموذجا مفتوحا على الهواء، لخطر انهيار المباني القديمة الشاغرة، التي هدم جزء منها، وتركت باقي المباني قائمة في تهديد واضح لحياة العائلات القاطنة بالمنطقة، حيث يؤكد سكان حي سيدي الهواري، أن عددا من المباني رحل قاطنوها منذ سنوات، غير أنها تركت على وضعيتها، فيما قامت السلطات المختصة بهدم السلالم والنوافذ وبعض الشرفات لمنع اقتحامها، في المقابل، تركت المباني التي تتعرض دوريا لانهيارات جزئية لجدرانها وأسقفها، مع تساقط الحجارة على الطريق وفوق رؤوس المارة.

كما يضم حي سيدي الهواري، عدة مباني قديمة مهددة بالانهيار، لا تزال تقطنها عدة عائلات، رغم عمليات الترحيل المتكررة داخل الحي، والتي انطلقت سنة 2006 ولا زالت مستمرة دون التمكن من وضع حد نهائي لهذا المشكل، وهو نفس الانشغال المطروح على مستوى حي الدرب القديم، الذي لا تزال فيه عدة عائلات تقطن المباني القديمة دون ترحيلها، غير أن ما يميز حي سيدي الهواري، وجود بنايات شاهقة وبمواقع هامة في الحي، لا تزال هياكل شاغرة ومهددة بالانهيار، على غرار بناية من 6 طوابق التي تمتد من شارع الحدائق إلى غاية شارع مركز البريد بحي سيدي الهواري، والتي تم إخلاؤها منذ سنوات، لتبقى تهدد السكان، وهو نفس الأمر بالنسبة لـ3 بنايات تقع بشارع خديم مصطفى، تتعرض دوريا لانهيارات جزئية وتساقط للحجارة بالطريق الرئيسي للحي، دون إيجاد حل سريع لهدمها.

كما تشهد بنايتين أخريين تقعان في الطريق المقابل، انهيارات جزئية، أدت بمصالح البلدية إلى غلق الرصيف جزئيا، باستخدام متاريس حديدية، في محاولة لإبعاد المارة عن الخطر. ويوضح المواطنون، أن الأمطار المتساقطة في كل مرة، تساهم كثيرا في انهيار ما تبقى من البنايات، خاصة أنها ذات نوعية بناء خاصة وبطريقة تجعلها عرضة لانهيارات، لاسيما أن البنايات القديمة بالحي متلاصقة، مما يؤدي إلى وقوع انهيارات متسلسلة في حالة انهيار بناية واحدة، كما تنتشر ظاهرة البناية القديمة الشاغرة والمعرضة للانهيار عبر عدة مواقع من مدينة وهران، والتي تم ترحيل سكانها، والأخطر من ذلك، الإبقاء على عدة محلات تجارية ناشطة تقع أسفل هذه البنايات القديمة المعرضة للانهيار، والتي تستقطب الزبائن يوميا، على غرار محلات شارع معطى محمد الحبيب، وشارع معسكر بالمدينة الجديدة، ودعا المواطنون في هذا الصدد، إلى تدخل عاجل للسلطات المحلية، والعمل على تجنيبهم خطر الموت تحت الأنقاض.

سبق وأن كشف مصدر تقني من بلدية وهران، في تصريح لـ"المساء"، على أن عمليات هدم المباني القديمة بعد ترحيل سكانها تواجه مشاكل تقنية معقدة، وعلى رأسها تواجد البنايات بمناطق آهلة بالسكان، وبجوار بنايات قديمة أخرى، وبالقرب من أحياء سكنية، فضلا عن مشكل تلاصق البنايات القديمة، والتي تربطها أعمدة حديدية طويلة تضمن الاستقرار للمباني القديمة، حيث ستؤدي أية عملية هدم لبناية واحد إلى انهيار البنايات المجاورة.

كما تقع بعض المباني، أسفل طرقات حيوية، على غرار شارع الحدائق الذي تقع فيه بناية قديمة، تمتد من الشارع إلى أسفل منطقة سيدي الهواري، حيث توفر البناية دعامة تقنية للطريق الذي سبق وأن تعرض لانهيار، لتبقى الأوضاع على حالها، في انتظار تشكيل لجنة تقنية من خبراء لإيجاد حلول تقنية من أجل الحفاظ على حياة المواطنين.