ولاية الجزائر تدرس المقترحات استعدادا للدخول الاجتماعي

خطة استباقية لتخفيف الاختناق المروري بالعاصمة

خطة استباقية لتخفيف الاختناق المروري بالعاصمة
  • القراءات: 521
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

مازالت ولاية الجزائر تبحث عن حلول ناجعة لفك الاختناق المروري عن العاصمة رغم المخططات التي وضعت خلال السنوات الماضية من طرف مكاتب دراسات مختصة، فيما تواصل دراسة المقترحات التي وردتها في هذا الشأن، من طرف مختلف الهيئات التي لها صلة بالموضوع. وقد رصدت "المساء" آراء ومواقف مستعملي شبكة الطرقات، التي انصبت، في مجملها، حول أهمية إخراج الإدارات والمستشفيات إلى محيط العاصمة بالموازاة مع وضع إجراءات تنظيمية، تقلل من زحمة المرور في المناطق الآهلة بالسكان. باتت الزحمة المرورية بالعاصمة، مشكلا تزداد حدته من سنة إلى أخرى رغم استحداث وسائل النقل الجماعية، على غرار المترو والتراموي، حيث تؤثر هذه الزحمة، حسب المختصين، سلبا على تنقّل الأفراد، وعلى حالتهم النفسية، ومردودهم في العمل. وقد حاولت "المساء" رصد أهم العوامل  والأسباب التي جعلت العاصمة تعيش هذا الاختناق المروري الدائم.

المؤسسات الإدارية بقلب العاصمة مشكل

من أهم العوامل التي تزيد من حدة الاكتظاظ بولاية الجزائر، حسب كثير ممن التقت بهم "المساء"، تمركز جل مقرات المؤسسات الإدارية والتربوية والصحية، في قلب المدينة، مما يجلب إليها عددا كبيرا من الوافدين عليها، مع الإشارة إلى أن أغلبهم يستعملون سياراتهم الخاصة، مع التأكيد على أن الجزائر العاصمة مدينة قديمة ذات شوارع ضيقة، وعرفت توسعا عشوائيا، وهو ما انعكس سلبا على السلامة المرورية وضمان سيولة المركبات، الأمر الذي يزيد من حدة الاختناق المروري بها. كما أن هناك عوامل عديدة تجعل الاكتظاظ يزيد من سنة إلى أخرى، أهمها تمركز كل المؤسسات والأقطاب الاستشفائية والجامعية الهامة ومقرات الشركات والبنوك والإدارات، بها.

السواق يشتكون ويطالبون بحلول

ومن جهة أخرى، اعتبر السائقون أن مخططات المرور لا تساير الزيادة والتطور في حجم حظيرة السيارات، وأنه لا بد من تحديثها لتنظيم حركة المرور بولاية الجزائر. كما إن قلة الحظائر المخصصة لركن المركبات، ساهمت في عرقلة حركة المرور، وبالتالي يضطر صاحب المركبة ليجوب كل الأحياء بغرض ركن سيارته، وإن وجد مكانا فقد يكون على حافة رصيف في طريق ضيق لا يصلح لمرور أكثر من مركبتين، مما يولد الضغط، خصوصا بالمراكز التجارية، والإدارات، والجامعات والمستشفيات، علما أن العاصمة تواجه اختلالا بين المنشآت القاعدية ومتطلبات المرور. كما عرفت زيادة في نسبة التنقلات داخلها. وحسب دراسة ميدانية حديثة، فإن عدد المركبات التي تدخل العاصمة خلال فترة الذروة بين الساعة السابعة والثامنة صباحا، يفوق 30 ألف مركبة، زيادة على عدد المركبات الموجودة وسط نسيجها العمراني.

انعدام محطات الربط بمداخل العاصمة

يرى المتدخلون في هذا الموضوع، أن زيادة الاختناق المروري بالعاصمة تعود إلى عدة عوامل، منها قلة حظائر المكوث، وكثرة التقاطعات، وقلة الملتقيات الدائرية، وقلة الأطوار والمحاور، ناهيك عن نقص المسالك والممرات المحمية المخصصة للمشاة، ونقص تنظيم المرور. ولعل أهم الأسباب الحقيقية انعدام محطات الربط، والعجز عن توفير النقل الجماعي، وعدم وجود محطات الربط في مداخل العاصمة جنوبا وشرقا وغربا، حيث تضطر وسائل النقل الآتية من الضواحي وغيرها من القرى والمدن، لا سيما السيارات الخاصة، للدخول إلى مراكز المدينة، فتسبب ازدحاما، بل شبه انسداد في حركة المرور، خاصة في أوقات الذروة، وبالتالي لا بد من توفر هذه المحطات التي تحتوي على حظائر لركن السيارات، حيث تتسع لحجم المركبات التي تعتزم دخول العاصمة، لتكون مؤمّنة، وتتوفر على مرافق خدماتية سريعة. كما يجب أن تكون هذه المحطات موصولة بوسائل نقل تؤدي إلى العاصمة، مثل سيارات الأجرة، والمترو، والتراموي، والحافلات بأسعار معقولة.

 الطرق السريعة لم تسلم من الاختناق

الملاحظ في الآونة الاخيرة، أن حركة المرور تتوقف في أوقات الذروة على مستوى الطرق السريعة والاجتنابية، حيث إن توافد المواطنين في ساعة معينة عبر الطرق السريعة، يساهم في عرقلة الحركة المرورية. كما إن لا مبالاة مستعملي الطرق بإعطاء الأولوية لأصحاب المركبات الكبرى، تضاعف من حجم المشكل، فتصبح حركة المرور صعبة حتى على مستوى الطرق السريعة، وعادة ما يكون الازدحام في الطرق الاجتنابية، لأن القادم من المدينة يكون قد استغرق وقتا كبيرا للخروج من زحمتها، لذا يقوم بتجاوزات خطيرة في الطرق السريعة لاستدراك الوقت الضائع.

كما يساهم عدم احترام إشارات المرور خصوصا على مستوى مفترق الطرق بمداخل ومخارج الطرق السريعة، في زيادة الضغط، إضافة إلى عدم احترام الإشارات الضوئية، إلى جانب قيامهم بتجاوزات خطيرة على اليمين، حيث يقوم السائقون بخلق رواق رابع وخامس بالموازاة مع الأروقة المخصصة للسير، مما يؤدي إلى وقوع حوادث مرور خطيرة، الأمر الذي يجعل فرق الدرك الوطني تتدخل بسرعة، إذ تسهر فرق الدراجات النارية على تنظيم وضمان سيولة الحركة المرورية واستمراريتها بدون توقف، من خلال الذهاب والإياب، مع تفادي الاصطدام من اليمين.

اقتراحات قيد الدراسة

اقترحت ولاية الجزائر إنشاء محطات الربط بمداخل العاصمة، وتحيين مخططات المرور، والتقليل من التقاطعات الموجودة، وإنشاء الملتقيات الدائرية، إلى جانب الجسور والمحولات للتخفيف من الضغط، ومنع مرور الشاحنات الكبرى التي تنقل البضاعة من وإلى موانئ العاصمة، والتي تساهم في عرقلة حركة المرور، إلى جانب الإسراع في استكمال مركز ضبط المرور الذي انطلقت السلطات المعنية في إنجازه، والذي يتحكم في حركة المرور بالعاصمة، وبإمكانه ضبط المخالفين لاحتوائه على أجهزة وكاميرات لمراقبة الحركة المرورية داخل المدينة، بالموازاة مع وقف إنجاز المستشفيات والأقطاب الجامعية داخل المدينة، حيث يفترض أن تنجز هذه المنشآت خارج العاصمة للتقليل من كثافة المرور.