مختصون يدقون ناقوس الخطر

خرق القواعد الصحية وراء ارتفاع الإصابة بالوباء

خرق القواعد الصحية وراء ارتفاع الإصابة بالوباء
  • القراءات: 701
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

يدق المختصون في الصحة هذه الأيام ناقوس الخطر، بشأن الارتفاع المحسوس في عدد الإصابات بوباء كوفيد 19، مرجعين ذلك إلى عاملين اثنين، يتمثل الأول عدم التزام المواطنين بقواعد الحجر المنزلي والاحتياطات الصحية اللازمة، وثانيا في تحسن عملية التشخيص والتحاليل في مختلف المستشفيات والمصحات، محذرين من حدوث موجة ثانية للوباء، التي ستعيد - عند حدوثها لا قدر الله-  الوضعية الصحية إلى نقطة الصفر.

أكدت الدكتورة كنزة زبوجي من مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى سليم زميرلي بالحراش، أن الوضعية الوبائية لا تبشر بالخير، بالنظر إلى العديد المتزايد من الإصابات، التي تجاوزت عتبة أربعمائة حالة، في يوم واحد، حيث صارت المستشفيات مكتظة بالمصابين، وصارت عملية التكفل والإقامة بالمستشفى فقط للحالات الحرجة، من كبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة.

وتفسر محدثتنا الارتفاع المحسوس للإصابات، بكون المواطنين لم يأخذوا العبرة، رغم أنهم  يرون يوميا الفاتورة الكبيرة من المصابين والوفيات، فهم لا يزالون يتجرؤون على إقامة الولائم والمآتم، ويتعمدون اللقاء في المناسبات وغير المناسبات، دون إعارة أي اهتمام لنصائح المختصين، متسائلة بقولها: كيف تنخفض نسبة الإصابات، وأفراد المجتمع لا يزالون يتمردون على القواعد الصحية؟ لتضيف: المواطنون الذين كانوا يتزاحمون على السميد والزلابية والمواد الغذائية، منذ بداية الأزمة، ولا يزالون يخرجون بدون وسائل الوقاية، ويتعمدون اللقاء في المناسبات وبدونها، هم من أوصلونا إلى هذه الحالة، وإذا لم يتم وضع حد بهذه التصرفات فإن الأمور ستتفاقم.

أما الدكتور بوجمعة آيت أوراس رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة لولاية الجزائر، فتساءل هو الآخر قائلا: كيف لا تزيد الإصابات ونحن لا نزال نقيم الأعراس والمآتم، رغم منع ذلك من طرف السلطات العمومية؟ مفيدا أنه لا يوجد حل إلا بالجانب العقابي، عن طريق التغريم، لكون الجانب التحسيسي التوعوي لم يأت بالنتائج المرجوة.

محدثنا أضاف أن الكرة الآن في شباك الولاة، الذين يستطيعون، بفضل الصلاحيات التي منحت لهم، فرض الحجر المنزلي الجزئي أو الكلي على المناطق التي سجلت بها إصابات كثيرة، يولي كانت أحياء، أو بلديات أو دوائر.

كما ذكر لنا الدكتور نور الدين لمجداني، من مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى نفيسة حمود بحسين داي، أن الوضع الوقائي غير المتحكم فيه، بسبب سلوكات المواطنين، لا يزال هو السبب الأول، مفسرا ارتفاع حالات الإصابة، بكون عملية التشخيص تحسنت بالمستشفيات والمصحات. لكن محدثنا يحذر من الأسوأ إذا لم تأخذ الاحتياطات اللازمة، في أقرب وقت، عن طريق دعم الوسائل المادية والبشرية على مستوى المؤسسات العمومية للصحة الحوارية، كي تقوم بالبحث والتحقيق في منابع الإصابة، ومحاصرة انتشار وباء ، وهذا هو العمل الأساسي، والتنسيق بينها وبين المستشفيات، التي يوصلها المصابون في وضعية متقدمة من المرض.