المؤتمر الرابع للطب البيطري بالجزائر
خبراء يؤكدون على التصدي للأمراض العابرة للحدود

- 1524

اعتبر مشاركون في المؤتمر الرابع للمجمع التقني البيطري الجزائري حول «الأمراض العابرة للحدود، التحديات ووسائل الكفاح» الذي نظم بباتنة، مؤخرا، أن «التصدي والوقاية من هذه الأمراض مهم الجميع».
أبرز المتدخلون في هذا اللقاء العلمي الذي اختتم أمس، أنّ تكاتف الجهود أصبح «ضرورة ملحّة لمحاربة والحدّ من تنقّل هذه الظاهرة العابرة للحدود والقارات»، والتي تشكل، حسبهم، تهديدا حقيقيا لصحة الحيوان والإنسان على حد سواء؛ في ظل التغيرات المناخية وفي زمن العولمة التجارية.
ويمثل لقاء باتنة، وفقا لما أكد الممثل الإقليمي الفرعي للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية لدول شمال إفريقيا الخمس (الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا) الدكتور رشيد بوقدور، أهمية كبيرة؛ لأنه «يمكّن من التوصل إلى وجهة نظر جهوية حول إشكالية الصحة الحيوانية، والتعرف على المستجدات في هذا الميدان إقليميا ودوليا» .
ويستمد هذا الموضوع أهميته الكبرى - يقول المتحدث - انطلاقا من أن 60 بالمائة من الأمراض التي تصيب الإنسان، تأتي من الحيوان الذي يعد أيضا مصدر 4 من إجمالي 6 أمراض جديدة تظهر كل سنة عند الإنسان. وتحدث، بالمناسبة، عن الرهانات والتحديات التي تواجه دول حوض البحر الأبيض المتوسط بما فيها دول شمال إفريقيا فيما يخص الأمراض العابرة للحدود، معتبرا أن صحة الحيوان والإنسان واحدة ترتبط الواحدة بالأخرى كما ترتبطان معا بالنظام البيئي الذي تعيشان فيه.
من جهته، كشف رئيس المجمع التقني البيطري الجزائري الدكتور بوبكر الصديق بن يحيى، أن هذا اللقاء سيفتح مناقشة عميقة حول كيفية الوقاية من الأمراض العابرة للحدود بصفة عامة؛ من خلال احتكاك ممارسين بياطرة من داخل وخارج الوطن، منهم جزائريون ممارسون بأوروبا وبياطرة آخرون من تونس والمغرب. وأفاد بأن الأطباء البياطرة العاملين في القطاعين العام والخاص مدعوون إلى توحيد الجهود؛ من أجل المحافظة على الثروة الحيوانية وعلى صحة المواطنين.
من جانبه، أشار الطبيب البيطري جون كريستوف ناتورب من فرنسا، إلى أن توعية مربي الحيوانات وتنظيمَهم يلعبان دورا هاما في الكشف عن هذه الأمراض العابرة للحدود، وبالتالي التكفل، حسبه، بالحالات المسجلة والحيلولة دون انتشارها. وأضاف أن التكامل بين الإدارة والبيطريين الممارسين في الميدان يُعد «عاملا رئيسا في مواجهة الظاهرة ككل». وتم التطرق، بالمناسبة، للجهود المبذولة من خلال برامج التلقيح التي تنظم سنويا في الجزائر، وتسخير الإمكانات المادية والبشرية لمكافحة الأمراض الحيوانية ومراقبة الثروة الحيوانية.
وشارك في هذا المؤتمر حوالي 700 طبيب بيطري قدموا من مناطق عديدة من الوطن ومن فرنسا وتونس والمغرب، كما صرح بذلك نائب رئيس الجمعية الوطنية للمجمع البيطري التقني الجزائري الطبيب البيطري في القطاع الخاص مصطفى بن حديد، الذي أكد أن هذه التظاهرة العلمية تخللتها ورشتان الأولى، حول المجترات والثانية حول الدواجن، إلى جانب تنظيم يوم تطبيقي لفائدة الأطباء البيطريين الجدد، لتلقينهم بعض التقنيات الحديثة في الميدان.