فيما رفع السكان «ظلم» الأميار لهم لوالي بومرداس

حوش «المخفي» بأولاد هداج اسم على مسمى

حوش «المخفي» بأولاد هداج اسم على مسمى
  • القراءات: 5127
حنان.س حنان.س

رفع سكان حي حوش المخفي التابع لبلدية أولاد هداج العديد من المطالب بشأن تحسين إطارهم المعيشي، لاسيما الربط بالغاز وتزويدهم بالماء الصالح للشرب وتهيئة قنوات الصرف الصحي وتهيئة الطرق والمسالك ودعم النقل،لاسيما باتجاه بودواو وبومرداس، إلى جانب فتح وحدة للأمن بسبب استفحال الاعتداءات على الأشخاص والممتلكات، حسب حديثهم إلى «المساء».

يناشد سكان حي حوش المخفي الوالي عبد الرحمان مدني فواتيح، النظر بعين الاعتبار لمطالبهم الرامية إلى تحسين إطارهم المعيشي بعدما أخفق، حسبهم، كل «الأميار» المنتخبين في تحقيقه، مؤكدين أنه لا يغيبون عن حيّهم في المواعيد الانتخابية فقط وبعدها «لا أثر لهم».

فتح وحدة أمن لحماية الأشخاص والممتلكات

من المطالب الحيوية التي لا تكاد تخرج عن الإطار التنموي كونه عامل مهم في الحفاظ على الأمن، التعجيل بفتح وحدة للأمن الوطني أو فرقة للدرك الوطني بالحي الذي يحصي حوالي 50 ألف نسمة، «بسبب ارتفاع عدد السرقات المسجلة يوميا وحوادث الاعتداء على الأشخاص واستفحال تجارة السموم على مرأى الأطفال وشباب الحي»، يقول أحد المواطنين. هذا المطلب تعهد الوالي فواتيح بأخذه على محمل الجد، وطالب الجهات المعنية بدراسته والمسارعة في حله. ومن جملة المطالب المرفوعة كذلك، توصيلهم بغاز المدينة، حيث أكد مواطنون أن برامج ربط حوش المخفي «تعود إلى أكثر من عشر سنوات، وفي عام 2011 تم إخبارنا بأن حصة الحي استُكملت.. وإلى غاية اليوم لم يتجسد أي شيء».

الوالي: «المطالب مشروعة  ونرفض الفوضى»

حول هذا الإشكال تحديدا، جاء رد الوالي بمناسبة زيارته التفقدية لحي حوش المخفي، حينما أكد على مسامع جموع السكان الذين تجمهروا حوله، محاولين إيصال أصواتهم ومطالبهم «أنه بنهاية جانفي 2017، سيتم تزويد كامل الحي بهذه المادة الحيوية».

اغتنم السكان فرصة تواجد الوالي في حيهم لطرح كل المشاكل التي يعرفها حيهم، مرددين شعار «سئمنا التسويف»، محاولين لفت انتباهه لإنصافهم في مشاكل يومية، لاسيما تهيئة الطريق والتزود بالماء الشروب، إلا أن الوالي الذي اعتبر المطالب المرفوعة «مشروعة ومن حق المواطن المطالبة بها»، قد تمكّن من تهدئة الأمور، لما قال بأنه سبق وزار حوش المخفي دون بروتوكول، وهو على علم مسبق بكل النقائص، لكنه في المقابل بقي متمسكا بسياسته الرافضة لفرض النفس على السلطة، وأفهم المواطنين المتجمهرين بأن حقهم في التهيئة والتنمية مبرمج والموعد في بداية السنة القادمة للانتهاء من ربط الحي كلية بالغاز، وبعدها تبرمج أشغال تهيئة أخرى.

تهيئة الطرق وتوفير الإنارة العمومية

مطلب تهيئة الطريق الرئيسي والمسالك تردّد على ألسن السكان، حيث يؤكد مواطن أن السكان رفعوا العديد من الشكاوى للمجالس البلدية المنتخبة بهدف تهيئة الطرق، لاسيما الطريق الرئيسي «لكن أعتقد أنهم ‘يعافون’ حوش المخفي رغم أنه يقع بمحاذاة الطريق الوطني وعلى بعد 20 كلم فقط من عاصمة الولاية بومرداس، هذه عزلة مقصودة من طرف السلطات المحلية»، فيما يضيف آخر: «من طريق حي النخيل وهو المدخل الرئيسي لحوش المخفي من الطريق الوطني رقم 5 إلى الحدود الغربية باتجاه بلدية أولاد موسى أو الحدود الشرقية باتجاه بودواو، فإن الطرق كلها حفر، والوضع يزداد سوء في الموسم الشتوي، حين يتعذر سلك الطرق لاقتناء أبسط الحاجيات بسبب الطمي والأوحال في ظل تجاهل السلطات المحلية التام»، يلفت المتحدث أيضا إلى غياب الإنارة العمومية، مما يغرق الحي في الظلام ويزيد من الاعتداءات على الأشخاص والممتلكات.

مشكل التزود بالماء الشروب حدثنا عنه شيخ قال «كلانا العطش.. إننا نشرب ماء مخلط بالصديد بسبب قدم الشبكات، كما أننا نعاني من الانقطاعات المتكررة للماء تصل أحيانا إلى ثلاثة أيام متتالية»، ويضيف المواطن: «مللننا من الشكاوى، لم يقم الأميار بواجباتهم، نريد ملحقا بلديا.. نحن بحي يتوسط ثلاث بلديات: أولاد هداج وأولاد موسى وبودواو، نعاني كثيرا من أجل استخراج أوراق الحالة المدنية أو سحب أموالنا، ومع 50 ألف ساكن، من حقنا أن تفتح بلدية لها ملاحق للخدمات العمومية».

مصالح البلدية ترد

حول هذه النقائص التنموية في حي حوش المخفي، يتحدث السيد عبد الرحمان صالحي، نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لأولاد هداج، مكلف بالبيئة لـ«لمساء، عن أن مشاريع تهيئة الطرق بالحي انتهت دراساتها وهي مبرمجة «بالنسبة لأشغال تهيئة الطرق تم اختيار 10 مقاولات إنجاز لتعبيد مختلف الطرق بالحي، خمسة منها انطلقت وخمسة أخرى لم تنطلق بعد كونها مرتبطة بانتهاء أشغال الإمداد بغاز المدينة، أما بالنسبة للماء الشروب، فإن البلدية بالتنسيق مع المصالح المختصة انطلقت في ست مشاريع كبرى لإعادة تجديد شبكات المياه، حيث تم تجديد تقريبا 95% من الشبكة القديمة، بقيت فقط بعض التوصيلات إلى المساكن الفردية، والأشغال جارية»، يقول المسؤول ملفتا كذلك إلى مشروع الربط بالغاز الطبيعي الذي انطلق في عام 2015 «، لكن نسبة الربط تبقى قليلة ومصالح «سونلغاز» أكدت أن الأشغال ستنتهي في جانفي 2017، بالتالي ربط كامل حوش المخفي بغاز المدينة»، يضيف نفس المسؤول.