إثر انتشار المخدرات في الوسط الجامعي
حملة بعنوان "نشوة مؤقتة لتعاسة أبدية"

- 840

دق المشاركون في القافلة التوعوية المنظمة لفائدة الطلبة الجامعيين، حول "آفة المخدرات والمهلوسات في الوسط الجامعي"، أول أمس، ناقوس الخطر بالنظر للبعد الذي أصبحت تشكله هذه الظاهرة، التي اجتاحت الوسط الجامعي وشملت حتى الطالبات، بعدما كان استهلاك المخدرات يقتصر على الذكور فقط.
استحسن أساتذة وطلبة جامعة "صالح بوبنيدر"، قسنطينة "2"، تنظيم مصالح الأمن للقافلة التوعوية والتحسيسية حول آفة المخدرات بالحرم الجامعي، والتي جاءت تحت شعار "نشوة مؤقتة لتعاسة أبدية"، حيث نبه الأساتذة من خطورة تحول ظاهرة المخدرات بالوسط الجامعي، إلى وباء حقيقي بين الطلبة الجامعيين، وحتى في المدارس، إذا لم تلتفت السلطات العمومية إلى الأمر بجدية وحزم، وإذا لم تتخذ أسباب المكافحة بالطرق العلمية في مواجهته، مؤكدين أن مشكلة إدمان المخدرات ليست مشكلة أمنية فحسب، بل هي اجتماعية واقتصادية، وصحية ونفسية، ودينية وتربوية وثقافية، بالتالي فهي تدخل في نطاق اهتمام معظم أجهزة الدولة ومؤسساتها، وهو ما يستوجب حسب عدد من أساتذة كلية الإعلام والاتصال بالجامعة، التي احتضنت المبادرة، أن يخطط لها مركزيا، وأن يتم علاجها في إطار خطة شاملة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
أضاف بعض الأساتذة لـ"المساء"، على هامش هذه التظاهرة، أنه رغم عمومية مشكلة تعاطي المخدرات ومتغيراتها الاجتماعية في أوساط الشباب، إلا أنها تعدت الشباب ذوي المستوى التعليمي المحدود والبسيط إلى الشباب الجامعي من الجنسين، خاصة الطالبات الجامعيات، حيث قالوا إن خطورة تعاطي المخدرات في أوساط الشباب الجامعي، تكمن في الآثار السلبية الواقعة على المتعاطي، وليس هذا فحسب، بل وعلى المجتمعات نفسها، مؤكدين أن لجوء الطالبات إلى المخدرات له أسباب متشابكة، تختلف حسب الحالات، ولعل أهمها الحياة في الإقامة الجامعية نفسها، والفشل في الدراسة، والوسط العائلي الذي جاءت منه الطالبة.
من جهته، تحدث مسؤول الإعلام والاتصال بمديرية الأمن الولائي الملازم الأول، بن خليفة بلال، عن هذه الظاهرة التي باتت تنخر المجتمع القائم على الشباب، والتي وصلت اليوم إلى الحرم الجامعي، مؤكدا أن مصالحه عالجت العديد من القضايا بجامعات قسنطينة، والتي كان أبطالها طلبة جامعيين، وآخرها القضية التي عالجتها الضبطية القضائية بالأمن الحضري العاشر بأمن دائرة علي منجلي نهاية السنة الماضية، والتي أوقفت على إثرها الشرطة طالبا من جامعة "عبد الحميد مهري" يبلغ من العمر 23 سنة، عن تهمة حيازة مواد صيدلانية ذات خصائص مؤثرة عقليا، لغرض البيع والمتاجرة داخل الحرم الجامعي، حيث تم توقيف الطالب متلبسا بحيازته 17 قرصا مهلوسا، منها 14 قرصا من صنع أجنبي.
دعا المتحدث بخصوص الطلبة المدمنين على هذه السموم، كل الفاعلين، إلى العمل على إقناعهم بالعلاج، خاصة تسجيل العديد من الحوادث التي كان سببها الإدمان، الذي يدفع متعاطيه إلى ارتكاب الجرائم البشعة التي تؤدي إلى الهلاك، معتبرا آفة المخدرات أم الجرائم، مشيرا إلى أن الوسط الجامعي مفتوح وما يستدعي الانتباه أكثر بالنظر للخطر الذي تشكله المخدرات على الطلبة، فضلا عن المغريات الأخرى بالجامعة.
من جهة أخرى، كشفت الاحصائيات المقدمة على هامش القافلة التوعوية، تسجيل مصالح الأمن، ارتفاعا في عدد قضايا المخدرات والمؤثرات العقلية المعالجة طيلة السنة الماضية، مقارنة بسنة 2021، حيث تم خلال العام الماضي، تسجيل 1055 قضية مع حجز أزيد من 42.5 كيلوغرام من الكوكايين، و567418 قرص و48 قنينة من المؤثرات العقلية، تورط فيها 1306 أشخاص، تم إيداع 480 منهم الحبس، مع الافراج عن 287، فيما تم توجيه استدعاء مباشر لـ 317 شخص، وتسجيل فرار 123 شخص.
عرفت سنة 2021 انخفاضا في عدد القضايا المعالجة، حيث بلغ عددها 790 قضية، أسفرت عن حجز أزيد من 76 كيلوغراما من الكوكايين، و274153 قرص و247 قنينة من المؤثرات العقلية، وقد تورط فيها 1037 شخص، تم إيداع 337 منهم الحبس، فيما أفرج عن 131 مع الاستدعاء المباشر لـ 74 شخصا، وتم تسجيل فرار 45 شخصا.
الجدير بالذكر، أن القافلة التي احتضنتها كلية الإعلام والاتصال بجامعة "صالح بوبنيدر"، تهدف حسب مسؤول الإعلام والاتصال بالمديرية العامة للأمن الولائي، الملازم الأول، بن خليفة بلال، إلى لفت انتباه الشباب بصفة خاصة بأخطار المخدرات، وسبل الوقاية منها، فضلا عن الردع، من خلال منع وجود ضحايا جدد ومحاربة البارونات، حيث ضمت أجنحة عرض لبعض المصالح بأمن الولاية، مع بث ومضات توعوية، فضلا عن عرض محاكاة لعمل فرقة الأنياب وتوزيع مطويات تتضمن معلومات ونصائح حول آفة المخدرات، ليضيف المتحدث أن مصالحه ستقوم طيلة الشهر، بتنظيم قوافل مماثلة، ستجوب كل جامعات الولاية، على غرار جامعة "عبد الحميد مهري"، والجامعة الإسلامية وغيرها.