في مسعى تربوي واجتماعي

حملة إعادة تدوير الأدوات المدرسية تتواصل

حملة إعادة تدوير الأدوات المدرسية تتواصل
  • 371
سميرة عوام سميرة عوام

تواصل مديرية التربية لولاية عنابة بالتنسيق مع مكتب التنشيط الثقافي والرياضي، الحملة الوطنية لجمع الكتب المدرسية والكراريس المستعملة. وهي حملة تحمل أبعادا متعددة تتجاوز فكرة إعادة التدوير، إلى معالجة ظواهر تربوية وسلوكية أصبحت تؤرق المجتمع التربوي، وتسيء إلى الفضاء العام، وتضعف من قيمة الممارسة التعليمية في أذهان التلاميذ. 

وقد عرفت هذه الحملة انخراطا فعليا لعدد من المؤسسات التعليمية في عنابة، من بينها مدرسة "حربي عمار"، التي ساهمت بفيديو توعوي يبرز أهمية هذه المبادرة، ويعكس مدى استيعاب التلاميذ لأهدافها. ويُعد تمزيق الكراريس ورميها في الشارع بعد نهاية السنة الدراسية، من السلوكات التي استفحلت في السنوات الأخيرة، لتتحول إلى ظاهرة تُرافق نهاية كل موسم دراسي، وكأن الكراس لم يكن أداة للتعلُّم، والعمل، والجد، بل عبءا يود التلميذ التخلص منه بأقرب وسيلة، وأكثرها فوضوية. 

وحسب تصريح مدير التربية لولاية عنابة، نور الدين زينة، فإن هذه الحملة جاءت كردّ تربوي وعملي على هذا السلوك السلبي، ومحاولة لإحلال وعي جديد لدى التلميذ، يربطه بمحيطه المدرسي والاجتماعي على أساس الاحترام والمسؤولية. 

وضمن هذا الإطار لم تكتف المديرية بإصدار التعليمات أو توزيع المناشير، بل دخلت في تنسيق واسع مع مديرية البيئة وعدد من الجهات المحلية، إلى جانب أخصائيين نفسانيين تربويين، حيث نُظّمت لقاءات مباشرة مع التلاميذ داخل المدارس، تم خلالها فتح نقاشات تفاعلية حول أهمية احترام الكراس المدرسي، وعدم رميه أو تمزيقه بالنظر إلى مكانته كجزء من رحلة التعلُّم، التي لا يجب أن تنتهي بفعل فوضوي أو لا مسؤول.

وقد تم التركيز في هذه اللقاءات، على ربط مفهوم الحفاظ على الكراس بالمفاهيم الأوسع للبيئة والسلوك المدني، حيث لا يُنظر إلى الحملة كحركة تقنية لجمع الورق فقط، بل كمشروع تربوي، يهدف إلى تغيير العقليات، وغرس قيم جديدة تجعل من التلميذ عنصرا فاعلًا في بيئته. 

ومن خلال هذا التفاعل المباشر بدأ التلاميذ يلمسون أن لكل سلوك تبعات، وأن عملية التدوير ليست مجرد عملية مادية، بل ثقافية بامتياز، لأنها تحوّل الورق من مادة مستهلكة إلى مورد يمكن الاستفادة منه في دورة جديدة، وتحوّل التلميذ من مستهلك سلبي إلى مساهم إيجابي في مسار بيئي وتربوي أكبر.

وتكمن رمزية هذه الحملة أيضا، في أنها لا تقتصر على إعادة استخدام الكراريس، بل تحمل رسالة ضمنية، مفادها أن كل نهاية دراسية ليست نهاية مطلقة، بل فرصة لبداية جديدة، وفرصة لترسيخ سلوك حضاري، يُترجم ما تعلّمه التلميذ طوال السنة من قيم ومبادئ. فالمعرفة لا تُقاس، فقط، بالدرجات والمعدلات، بل بمدى تجسيدها في سلوك الفرد، وممارساته اليومية، وهذا ما تحاول هذه الحملة تحقيقه عبر إشراك التلميذ في عملية تربوية بيئية شاملة، تُعيد له إحساسه بالقيمة والمسؤولية.

ومع اقتراب نهاية السنة الدراسية ستُجمَع الكراريس المستعملة من المدارس، وتُحوَّل إلى وحدات تدوير مختصة، لتبدأ بذلك رحلة جديدة لهذه المواد التي كانت ستُلقى في الطرقات، لكنها تحوّلت، بفضل هذه الحملة، إلى رموز لوعي جديد، وسلوك ناضج. 

وبهذا المعنى فإن هذه المبادرة تحمل في طياتها بعدا استراتيجيا في بناء جيل جديد من المتعلمين الذين يجمعون بين الوعي البيئي والسلوك التربوي القويم، جيل لا يمزق كرّاسه في نهاية السنة، بل يمنحه حياة جديدة، تماما كما يمنح نفسه بداية أكثر وعيا ونضجا.


لاختبار جاهزية النجدة بشطايبي

مناورة ميدانية لمحاكاة حريق غابة

نفَّذت بلدية شطايبي بولاية عنابة، تمرينا ميدانيا لمحاكاة اندلاع حريق غابة ضمن تفعيل مخطط النجدة البلدي، بمشاركة مصالح الحماية المدنية وعدة جهات محلية. وجسّد هذا التمرين سيناريو اندلاع حريق بمنطقة قرية الزاوية المحاذية للطريق الولائي رقم 107، مع تسجيل حالات اختناق وسط الغابات نتيجة كثافة الدخان، ما استدعى تدخلاً منسقا بين مختلف المتدخلين.

وانطلقت المركبات من مراكزها. وأقامت فرق الحماية نقاط اتصال، وتنقلات دقيقة نحو بؤرة الحريق المفترضة، بينما أمّنت الوحدات الصحية والشرطة الموقع، تحسبا لأي طارئ. كما جهّزت عناصر الحماية تجهيزاتها. ونشرت فرق البحث والإنقاذ في عمق الغابة. وعالجت حالات اختناق افتراضية، في حين فعّلت مصالح البلدية فرق الدعم اللوجستي. وساهمت في تسهيل حركة المركبات، وتأمين الاتصالات.

واختبرت المناورة قدرة الفرق المحلية على التعامل مع حرائق الغابات، التي تهدد المنطقة كل صيف، حيث راقبت اللجنة التقنية كل خطوة ميدانية. وقيّمت مدى الالتزام بالبروتوكولات. وسجلت ملاحظات ستغذّي خطط التدخل المستقبلية. للإشارة، جسّد التمرين روح العمل الجماعي، مع إبراز جدية الفريق في مواجهة الأخطار المحتملة. كما كشف عن نقاط القوة، وبعض النقائص التي تتطلب التحسين.  والتزمت السلطات المحلية في هذا الصدد، بدعم مثل هذه المناورات الدورية. وأكدت أهمية تطوير مهارات الأعوان، وتعزيز التنسيق بين المقاييس؛ لضمان حماية فعالة للمواطنين، والنسيج الغابي.