تيزي وزو

حقول الكرز مهدَّدة بأمراض طفيلية

حقول الكرز مهدَّدة بأمراض طفيلية
  • القراءات: 696
س.زميحي س.زميحي

تشكل الأمراض الفطرية المنتشرة خلال الأربع سنوات الأخيرة بتيزي وزو، خطرا حقيقيا على ثروة الأشجار المثمرة بالولاية، لاسيما حقول الكرز، التي طالما صنعت شهرة المنطقة خلال سبعينيات القرن الماضي.

ولاحظ مفتش الصحة النباتية لدى مديرية المصالح الفلاحية الولائية بوخالفة قاسي، "تراجعا كبيرا في إنتاج الكرز على المستوى المحلي للسنة الرابعة على التوالي"، وفقا لتصريحه في هذا الصدد، مفسرا هذا الوضع "بالأمراض العديدة التي تسببها الفطريات والطفيليات بسبب التغيرات المناخية، المتميزة بالرطوبة العالية والأمطار الغزيرة، ودرجات الحرارة العالية في الربيع"، كما أضاف، وذكر من بينها "مونيليوز الكرز" التي تُعد، حسبه، من "أخطر الأمراض" التي ظهرت خلال الأربع سنوات الأخيرة بتيزي وزو، وهو المرض الذي يظهر منتصف شهر مارس إلى غاية نهاية أفريل؛أي فترة إزهار أشجار الكرز، حيث تعتبر الظروف المناخية ملائمة لتفشي هذا الطفيلي الذي يتسبب في أضرار جمة للإنتاج؛ كونه يتغذى على أزهار وأوراق الأشجار؛ ما جعل ذات المسؤول يتأسف لـ "المناخ غير المناسب لإنتاج الكرز".

ويشاطره الرأي السيد شريف أحمد علي، مسؤول الفرع الفلاحي بعين الحمام، الذي أكد بدوره أن "مونيليوز الكرز" تسبب في انخفاض حاد" في إنتاج الكرز على مستوى البلديات الأربع التابعة لدائرة عين الحمام (وهي عين الحمام وأقبيل وآيت يحي وأبي يوسف) التي تُعد من بين أهم مناطق زراعة الكرز محليا.

وتراجعت مردودية المنتوج خلال السنوات الأخيرة إلى ما بين أربعة وخمسة قناطير في الهكتار الواحد، مقابل 65 إلى 80 قنطارا في الهكتار سابقا. كما تأسف المسؤول من "تأزم الوضع" بسبب "نقص، بل وغياب، "كما قال"، عامل تلقيح النحل الأزهار؛ "لأن النحل هو "الناقل الوحيد للقاح أشجار الكرز"، حسب توضيح السيد شريف أحمد، الذي أفاد بأن "النحل لا يخرج في فترات الرطوبة العالية والضباب. وإذا ما استمر الوضع ما بين 15 و20 يوما، فإنه لن يتم تلقيح أزهار الكرز".

ضرورة وضع برنامج لحماية النباتات

بحسب مفتش الصحة النباتية بمديرية المصالح الفلاحية السيد قاسي، فإن أشجار الكرز بالولاية قد أضحت "حساسة جدا" بسبب التغيرات المناخية والأمراض الطفيلية المتعددة التي تواجهها، وكذا حشرة "الكابنود" التي تهاجم يرقتها جذور الأشجار، متسببة في ضمورها، ثم هلاكها على المدى الطويل إذا لم يتم الاعتناء بها.

ودعا المسؤول في ظل وجود هذه الأمراض الفتاكة، كما قال، إلى "استفادة أشجار الكرز من مختلف عمليات العناية والرعاية اللازمة لحمايتها"، موازاة مع "وضع برنامج سنوي للحماية النباتية، خاص بهذه الزراعة وكل الزراعات الأخرى المهددة بالأمراض الطفيلية"، كما أضاف، وهو البرنامج الرامي، كما قال، إلى القضاء على كل بقايا الحشرات والبكتيريا والفطريات خلال فترة الشتاء، على أن يُتبع بعمليات أخرى خلال الربيع بغرض حماية الإزهار والإوراق، ثم علاج أخير خلال ظهور الثمار إذا استدعى الأمر ذلك. كما أوصى المسؤول نفسه بانتزاع جذوع الأشجار التي تعتبر بؤرا للفطريات، حسب توضيحه، مع العمل على تجديد ، وتعويض الأشجار القديمة والهرمة التي لم تعد لديها مقاومة للأمراض، مشيرا إلى إطلاق مديرية المصالح الفلاحية في هذا الصدد، عملية تحسيسية وتكوينية لفائدة الفلاحين، حول هذا الإشكال.

أصناف جديدة من الكرز من أجل مقاومة أحسن ضد الأمراض

وبهدف الحصول على أشجار أكثر مقاومة للأمراض وذات مردودية أكبر، عمدت مديرية المصالح الفلاحية بتيزي وزو إلى اقتناء 600 طعم معتمد لـ 17 صنفا جديدا من الكرز لدى المعهد التقني لزراعة الأشجار المثمرة والكروم بتسالة المرجة، من بينها أصناف محلية وأخرى مستوردة من بلدان من الحوض المتوسطي، لاسيما إسبانيا وإيطاليا. وتم تسليم هذه الطعون من بين أصناف الكرز الأسود ونوع الستيلا وريجينا وتيكسراين والكرز العملاق والسمبرست، شهر مارس الفارط لمختلف الفروع الفلاحية، حيث تم تقليمها على أشجار كرز برية بمناطق عين الحمام وإيفرحونان والأربعاء نايت إيراثن وبوزقان وبني دوالة وواضية وآيت يني؛ "حيث نجحت العملية، وهي تنمو بصفة جيدة"، وفقا لما ذكر السيد قاسي. وأكد المتحدث: "إننا سنعمل على تحسين جودة منتوجنا بفاكهة ذات قوام أحسن وأعلى نسبة من السكر. ويبقى هدفنا الحصول على أشجار أكثر مقاومة للأمراض وحشرة الكابنود، موازاة مع جدولة عمليات جني المحصول بالشكل الذي يسمح بالحصول على منتوج مبكر وآخر متأخر، مع السماح للفلاحين باختيار الأصناف وفقا لمقاومتها وإنتاجيتها".

وحسب السيد قاسي، فإن "جدولة الإنتاج تسمح، في حال تسجيل الأمراض الطفيلية، بإنقاذ إحدى فترات الإنتاج على الأقل، سواء المبكرة أو الموسمية أو المتأخرة".