2019 سنة ساخنة بتيزي وزو
حرائق، حوادث وغليان في الشارع

- 801

تميزت 2019 بولاية تيزي وزو بجملة من الأحداث الساخنة التي طبعت يوميات المواطنين منذ مطلع السنة، فمنها ما طبعها الألم والحزن انطلاقا من الحوادث المختلفة التي حصدت أرواح الأبرياء، والحرائق التي أتفلت العديد من الهكتارات، خاصة أشجار الزيتون التي تمثل مصدر دخل مهم لمواطن تيزي وزو، ليأتي "الحراك الشعبي" ليزيد الأوضاع سخونة مع غليان الشارع منذ فيفري المنصرم، محطات تركت بصمتها في ذاكرة المواطنين، تخللتها إنجازات تنموية معتبرة، لاسيما تلك المتعلقة بالصحة.
الحرائق أتت على الأخضر واليابس
شهدت صائفة 2019 بولاية تيزي وزو، نشوب حرائق بكل مكان، حيث عرفت منذ الفاتح جوان إلى غاية أكتوبر المنصرم، نشوب أزيد من 393 حريقا أتت على مساحة تزيد عن 3414 هكتارا، منها 32 ألفا و594 شجرة مثمرة تتوزع على مساحة قدرها 250.87 هكتارا، 78 بالمائة منها تنتج الزيتون؛ أي ما يعادل مساحة قدرها 196 هكتارا. ومن حسن الحظ لم تتسبب في هلاك أرواح بشرية، بينما بلغ عدد المتضررين من حرائق الغابات بتيزي وزو، 417 فلاحا فقدوا مستثمرات فلاحية، في حين قُدرت قيمة الخسائر التي مست الولاية، بـ 14 مليار سنتيم.
وعلى صعيد آخر، أثارت ظاهرة العثور على ثعابين بحقول الزيتون، ضجة كبيرة في أوساط القرويين، الذين أبدوا تخوفا منها، لاسيما أنها ظاهرة جديدة بالنسبة لهم، في الوقت الذي أكد الخبراء أن العوامل المناخية وراء الظاهرة، خاصة ارتفاع الحرارة مؤخرا. كما سجلت الولاية نفوق عدد كبير من الأسماك على حواف سد للسقي الفلاحي، وكذا بسد تاقسبت الموجه للشرب الذي أسال الكثير من الحبر، حيث تم إخضاع المياه للتحاليل بعدما تداولت بعض الأطراف شكوكا حول تلوث المياه بسبب تسرب مياه الصرف التي تصب نحو سد تاقسبت، كذلك ارتفاع نسب الكلور فوق المستوى العادي بالموازاة مع نمو حشائش تمتص الأوكسجين.
صفر قصدير بعاصمة الولاية
تمكنت مدينة تيزي وزو من رفع التحدي؛ بالقضاء على 12 موقعا قصديريا منذ بداية العملية في 2012، حيث مست عملية الترحيل 130 عائلة كانت تقطن بالحي القصديري "رحاحلية" بواد عيسي ببلدية تيزي وزو في سنة 2019؛ إذ كانت آخر عملية لتبلغ بذلك عاصمة الولاية هدف "صفر قصدير".
وواجهت السلطات المحلية سنة 2019، ظاهرة اقتحام 6730 مسكنا بدون وجه حق بعد كسر الأبواب واستغلالها؛ ما تطلّب تدخّل القوات الأمنية. وبدعم من المواطنين تم إخلاؤها بدون مشاكل، في حين يتزايد الإقبال على السكن الريفي، الذي كان وراء المطالبة بحصة إضافية تقدر بـ 5 آلاف مساعدة، حيث تم منح شطر منها هذه السنة في انتظار الشطر الثاني، فيما اتخذت مصالح الولاية قرارا يقضي بهدم 5 عمارات بمدينة عين الحمام مهددة بخطر انزلاق التربة، في انتظار إجراءات أخرى تخص مدنا أخرى، على غرار اعزازاقة وأزفون وتيقزيرت، وغيرها من المناطق التي تشهد ظاهرة انزلاق التربة.
متحف لحفظ ذاكرة معطوب الوناس
تميزت الحياة الثقافية بولاية تيزي وزو في سنة 2019، بالإعلان عن إنجاز متحف يحفظ أعمال ومسيرة الفنان الراحل معطوب الوناس، وهي المبادرة التي لقيت ترحيبا كبيرا من طرف محبي الفنان والجمعية التي تحمل اسمه، والتي كُللت بتنظيم ملتقى تطرق لمسيرته، ودعا إلى تدريس أعماله الفنية.
وخاض الباحثون في الثقافة والأدب في عمق أعمال الفيلسوف محمد أركون، لإبراز عدة جوانب في مسيرته. كما أعطيت إشارة انطلاق تصوير فيلم "سي محند أومحند" الذي يخلد تاريخ ومسيرة أحد رموز الثقافة الجزائرية والأمازيغية، الذي ترك وراءه إرثا ثقافيا متميزا.
وفقدت الساحة الفنية القبائلية صاحبة الحنجرة الذهبية الفنانة القديرة جوهر باشن المعروفة فنيا بـ "نا جميلة" عن عمر يناهر 93 سنة، ابنة آث بوهيني بعزازقة، التي عاشت حياتها كنجمة، وصوتها يدوي بأغاني "ابحري" و«ثامورث نالجزاير أيا عساس نالجامع".
وأعلنت مديرية التشغيل بولاية تيزي وزو عن ترسيم 1500 شاب في مناصبهم سنة 2019 كشطر أول، على أن تتواصل العملية لتمس 3930 ملفا تنتظر الترسيم.
مصنع للمحولات الكهربائية وربط البلديات المتبقية بالغاز
استفادت ولاية تيزي وزو من مشروع إنجاز مصنع لإنتاج محولات التوتر العالي بالشراكة مع متعامل هندي معروف عالميا في هذه التكنولوجيا، حيث أشرفت وزيرة الصناعة والمناجم جميلة تمازيرت ووزير الطاقة محمد عرقاب ومؤسسة "فيجاي الكتريكال الجزائر"، على وضع حجر الأساس لإنجاز المصنع بعزازقة، الذي ينتظر دخوله حيز الاستغلال في مارس 2021 لإنتاج 115 محولا كهربائيا سنويا، وتلبية احتياجات السوق الوطنية ووضع حد للاستيراد، في حين واصلت إنجازات الولاية لسنة 2019 بتحقيق حلم سكان بلديات أقرو وآيت شافع وزكري الواقعة شمال وشرق الولاية؛ من خلال وضع حجر الأساس لربطها بشبكة الغاز الطبيعي انطلاقا من مشروع غازوديك "16 بوس". ويسمح هذا المشروع ببلوغ الطاقة 67 بلدية تضمها الولاية، للرفع من نسبة التغطية التي تجاوزت 85 بالمائة.
مركز لمكافحة السرطان وعدة مستشفيات
في القطاع الصحي، شهدت تيزي وزو سنة 2019، تسلّم مركز لمكافحة السرطان الذي فتح أبوابه لاستقبال المرضى، إذ تم تسخير كل الإمكانيات والظروف لضمان حسن استغلاله، حيث يتسع المركز الذي أنجز بمنطقة ذراع بن خدة بقيمة مالية قدرها 9.7 مليار دج، لـ 140 سريرا، يضم عدة مصالح؛ منها مصلحة المعالجة بالإشعاع، ومستشفى يومي للعلاج بالإشعاع للكبار والصغار، ومصلحة الفحوصات التي تضم أكثر من 20 مكتبا مجهزا والصيدلة وغيرها، يسيّرها فريق طبي مختص في علم الأورام، ومكون في المجال، مع توفير كل التجهيزات ذات التكنولوجيا الحديثة والعالية.
وتم تعيين مجموعة مؤسسات للانطلاق في أشغال إنجاز مستشفيات، منها عين الحمام وبوزقان ومعاتقة وغيرها؛ لضمان استغلالها من طرف المواطنين القاطنين بها، ورفع الضغط عن المستشفى الجامعي "نذير محمد".
2019.. عام الغرق والهلاك والألم
توالت حوادث الغرق والسقوط في الوديان والفيضانات خلال سنة 2019، مخلفة وراءها عدة قتلى، حيث أخذت حصيلة تدخلات مصالح الحماية المدنية ترتفع مع مرور الأشهر؛ بانتشال جثث من عدة مناطق، منها جثة مواطن جرفته مياه الوادي في حالة فيضان كان داخل مركبة علقت بالطريق الولائي رقم 128 الرابط بين ذراع بن خدة وبوغني، ثم انتشال جثة شاب من واد الثلاثاء ببلدية تادميت الواقعة غرب الولاية، لتأتي حادثة سقوط مركبة بسد تاقسبت، خلفت وفاة شابين.
كما تم انتشال جثة شاب لقي حتفه غرقا بشاطئ غير محروس ببلدية تيقزيرت الواقعة على بعد 30 كلم شمال ولاية تيزي وزو، ليكون رابع ضحية توفيت غرقا بشواطئ أزفون وتيقزيرت منذ بداية موسم الاصطياف لسنة 2019.
واستمر مسلسل انتشال الجثث مع انتشال جثة شاب يبلغ من العمر 28 سنة، لقي حتفه بعدما جرفته مياه الوادي الفائض ببوزقان، لتأتي فاجعة أخرى إثر انحراف حافلة وانقلابها في طريق العودة من رحلة سياحية بولاية بجاية باتجاه العاصمة. فعند وصولها إلى تيزي وزو انحرفت عن الطريق بمنعرج واد فالي، مخلّفة مقتل 5 أشخاص وإصابة 35 جريحا.