البحر يلفظ جثث حراقة

حالة استنفار بسواحل غرب البلاد

حالة استنفار بسواحل غرب البلاد
  • القراءات: 2368
❊رضوان.ق ❊رضوان.ق

رفعت مصالح حرس السواحل بالواجهة الغربية البحرية الثانية ومصالح الدرك والأمن، حالة تأهب على خلفية ارتفاع لافت في قوافل الهجرة غير الشرعية عبر البحر باستخدام قوارب الموت للوصول إلى الضفة الأخرى، في وقت انتشر فيه، بالتزامن مع ارتفاع القوافل، انخراط النساء مرفقات بأطفالهن ضمن المغامرين، مع تسجيل حالات غرق وجثث لازال البحر يقذف بها إلى سواحل غرب البلاد.

أوقفت فرق حرس السواحل بالواجهة الغربية البحرية الثانية خلال ليلة واحدة، 97 شخصا حاولوا الهجرة السرية عبر البحر باستخدام زوارق مطاطية وخشبية في محاولة المغادرة نحو الضفاف الإسبانية، وهي الظاهرة التي رفعت حالة التأهب وعمليات البحث من طرف مصالح حرس السواحل. وتوزّعت عمليات التوقيف على شواطئ وهران، مستغانم، والغزوات بولاية تلمسان.

وحسب مصادر "المساء"، فإنّ عمليات التوقيف تمت ليلة الأحد إلى الإثنين. وتم خلال عمليات التدخل إنقاذ 43 شخصا كانوا عالقين في عرض البحر على بعد عدة أميال بحرية، بعد توقف قواربهم عن السير بسبب أعطال في المحركات، فيما كان من بين الأشخاص الذين تم إنقاذهم فوج يتكوّن من 14 شخصا علقوا لمدة 4 أيام في البحر، إلى جانب 21 شخصا تعرّض قاربهم للغرق بسواحل منطقة كريشتل بولاية وهران. وتمّ إنقاذهم في آخر لحظة بفضل التدخّل السريع لحرس السواحل، في وقت تم فيه توقيف 54 شخصا بعرض البحر بعد ملاحقات قامت بها فرق التدخل والمراقبة التابعة لحرس السواحل للواجهة البحرية الغربية الثانية.

ارتفاع عدد "النساء الحراقة"

كما عرفت عمليات التوقيف الأخيرة ارتفاعا في عدد النساء المقبلات على الحرقة، واللواتي بلغ عددهن 6 نساء في مقتبل العمر، بينهن أمهات حاولن مغادرة التراب الوطني بحرا رفقة أبنائهن. وكان من بين الموقوفين أيضا 9 قصّر و3 عائلات بكامل أفرادها، فضلا عن تسجيل حالة معوق حاول الهجرة غير الشرعية، في وقت قامت فيه مصالح حرس السواحل منذ يومين فقط، بإنقاذ 32 شخصا بينهم امرأة غرق قاربهم بعرض البحر بمنطقة أرزيو مع تسجيل حالتي وفاة وسط القافلة، حيث تم انتشال الجثتين وتسليمهما لذويهما، فيما تم تحويل الموقوفين إلى مصلحة الاستعجالات الطبية لتلقي العلاج.

وتُعدّ هذه العمليات الضخمة الثانية من نوعها بمنطقة غرب البلاد، حيث سبق لحرس السواحل وقوات الدرك الوطني بوهران، أن قامت يوم 21 سبتمبر الماضي بعمليات توقيف كبيرة لأشخاص حاولوا الهجرة غير الشرعية، بلغ عددهم الإجمالي 83 شخصا بينهم نساء، حيث قامت مصالح حرس السواحل بالواجهة الغربية الثانية، بتوقيف أوّل مجموعة متكونة من 20 شخصا بسواحل شاطئ كاب فالكون ببلدية عين الترك على بعد 6 أميال بحرية، وكان من بين الموقوفين 4 نساء. كما قامت نفس الفرقة بعد ساعات، بتوقيف مجموعة ثانية مكوّنة من 11 شخصا على بعد 13 ميلا بحريا من نفس الشاطئ في وقت أوقفت فرقة أخرى 14 شخصا.

من جانبها، تمكّنت فرقة تابعة للدرك ببلدية بوتليليس في دورية، من توقيف 38 شخصا كانوا بصدد الهجرة غير الشرعية عبر البحر، وكان بحوزتهم قاربان مطاطيان وتجهيزات ومبالغ مالية. وحُوّل الموقوفون للتحقيق، ليصل عدد الأشخاص الموقوفين بسبب محاولة الهجرة غير الشرعية، إلى 83 شخصا في يومين.

مآسٍ في البحر ولا أحد يعتبر...

كما شهد شهر جانفي الماضي حادثة غرق مروعة، كشف عن تفاصيلها شخصان تم إنقاذهما بعرض البحر من طرف باخرة نقل المحروقات "تسالة" التابعة للمجمع الجزائري لنقل البيتروكيماويات "هيبروك" بولاية وهران.

وحسب أحدهما فإنه كان ضمن قافلة مكوّنة من 11 شخصا انطلقت من ولاية مستغانم، فتعرّض زورقهم للغرق. وكان من بين الغرقى زوجته التي كانت حاملا.

كما عاشت منطقة "كاب فالكون" ببلدية عين الترك مطلع شهر جانفي الماضي، حالة استنفار قصوى على خلفية انقلاب قارب كان يحمل مجموعة حراقة من بينهم أطفال ونساء.

وحسب المعلومات المتوفّرة فإنّ القارب المطاطي الذي غرق على بعد 7 أميال بحرية من شاطئ كاب فالكون ببلدية عين الترك، كان أقلع ليلة الإثنين إلى الثلاثاء من نفس الشاطئ وعلى متنه 12 شخصا بينهم 3 أطفال و3 نساء، غير أنّه انقلب بسبب الأمواج، فغرق، وبقي الضحايا في الماء لمدة 3 ساعات إلى غاية العثور عليهم من طرف حرس السواحل للواجهة البحرية الثانية. وتمّ إنقاذ الجميع باستخدام مروحية تابعة لوحدات الجيش الوطني الشعبي، فيما لم يتم العثور على طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات مع تمكّن غطاسي الحماية المدينة من انتشال شقيقها البالغ من العمر 5 سنوات، الذي نجا من الموت بأعجوبة.

واستقبلت المصالح الاستشفائية بولاية وهران، 16 جثة لأشخاص غرقوا في البحر خلال أشهر سبتمبر، أكتوبر ونوفمبر، كان من بينهم 3 نساء وطفل من جنسية إفريقية. وتمّ التعرّف على كامل الجثث التي لفظتها أمواج البحر أو التقطها صيادون في شباكهم، في وقت لازالت الأبحاث جارية عن بعض المفقودين الذين قام أهاليهم بالتبليغ عنهم للمصالح المختصة.

وتشير الأرقام إلى أنّ عدد الموقوفين من الحراقة منذ مطلع السنة الجارية بالواجهة الغربية البحرية، بلغ 1478 شخصا.