فيما يعاني الفلاحون من تكاليف الإنتاج

توقع جني 20 ألف طن من البطاطا بعين الدفلى

توقع جني 20 ألف طن من البطاطا بعين الدفلى
  • القراءات: 1095
❊ م.حدوش ❊ م.حدوش

تعرف أسعار البطاطا هذه الأيام انخفاضا محسوسا، أدى إلى بروز ارتياح لدى الكثير من العائلات التي تعتبر البطاطا من بين المواد الأساسية المستهلكة، حيث يعد سعرها مقبولا للغاية، مقارنة مع ما كانت عليه خلال الأشهر الماضية، وقد تدحرجت إلى حدود 25 دينار للكيلوغرام الواحد عبر الأسواق المحلية بولاية عين الدفلى، الأمر الذي خلف امتعاضا كبيرا لدى الفلاحين، تبعا للتكاليف المالية التي يدفعونها لبلوغ مرحلة الإنتاج، بينما يكون الوسطاء والسماسرة أكبر المستفيدين في العملية. 

حسب المعاينة الميدانية لمختلف أسواق التجزئة بولاية عين الدفلى، فإن الأسعار كانت في متناول الجميع، حيث تتراوح بين 25 و30 دينارا فقط، بعد أن تراجعت إلى 15 و20 دينارا في أسواق الجملة، فيما انطلقت عملية الجني خلال منتصف نوفمبر الأخير، لتشمل 6 آلاف هكتار من البطاطا ما بعد الموسمية، حيث بلغت عملية الجني 1500 هكتار، وهو ما يرجح بلوغ 20 ألف طن مع نهاية الموسم الجاري.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الدرنة، التي تعد غذاء واسع الانتشار في الجزائر، لم تزرع منذ بضع سنوات بشكل كبير في ولاية عين الدفلى، رغم أنها بقيت إلى حد كبير على رأس الكميات المنتجة والغلة وكذا المساحة المخصصة لها، وقد ساهمت عدة عوامل في تحقيق تلك النتيجة، منها الظروف المناخية المواتية للمنطقة، والأراضي الصالحة في السهول (الشلف العالي والأوسط والمنخفض)، ووفرة مياه الري التي توفرها خمسة سدود كبيرة وعشرات الخزانات، إضافة إلى الخبرة الميدانية للفلاحين منذ عقود.  من جهة أخرى، يعاني المنتجون الآخرون من تكاليف الإنتاج، التي تندرج ضمنها تكلفة تأجير المساحات الزراعية، والأسعار المرتفعة لبذور البطاطا،  كونها تتراوح بين 80 و200 دينار، ناهيك عن ارتفاع أسعار الأسمدة التي بلغت سقف مليون سنتيم، بينما لا يتعدى سعرها الرسمي 7 آلاف دينار إن وجدت، ناهيك عن غياب اليد العاملة، مما يؤدي إلى ارتفاع التكلفة، إلى جانب تكاليف مالية أخرى تتعلق بالتخزين، حيث لاتزال طاقة الولاية تسجل عجزا كبيرا يقدر بأكثر من 300 ألف متر مكعب.

لتحسين المنطقة الحضرية ... خميس مليانة تستفيد من مشاريع هامة

استفادت مدينة خميس مليانة، الواقعة بولاية عين الدفلى، من مشاريع تنموية تهدف إلى تحسين المحيط على مستوى العديد من الأحياء المشكلة للنسيج الحضري، وقد وصلت نسبة إنجاز تلك المشاريع 99٪، بقيمة مالية إجمالية قدرتها المصالح المعنية بأكثر من 40 مليار سنتيم، فيما أكدت نفس الجهة، أنه يبقى دور المواطن ضروريا في الحفاظ على المكتسبات العمومية التي أنجزت في سبيل تحسين ظروفه وإطاره المعيشي بشكل عام.

ذكر مدير التعمير والهندسة المعمارية والبناء بولاية عين الدفلى، السيد موسى عبادة، أن مصالحه تشرف على تجسيد جملة من المشاريع بمدينة خميس مليانة، أهمها مشروع حي السلام الذي خصص له غلاف مالي بلغ 7 ملايين دينار، حيث وصلت نسبة إنجازه في الوقت الراهن إلى 85٪ بالنسبة للتهيئة، بينما لا زال إنجاز شبكة الماء الصالح للشرب متواصلا، لتؤجل أشغال الإنارة العمومية لاحقا، في حين استفاد حي 8 ماي بدوره من مشروع قيمته مليوني دينار، ينطلق من أمام ثانوية حمزة بن عبد المطلب إلى غاية المحطة البرية، غير أنه عرف، حسب نفس المصدر، تعطلات بسبب صفائح الزنك الخاصة بالوكالة العقارية، الأمر الذي جعل نسبة الأشغال به لا تتعدى 60٪.

بينما عرف حي ”20 أوت انتهاء أشغال الربط بالإنارة على مسافة 500 متر، فيما بلغت نسبة أشغال التهيئة التي تخص الأرصفة والإنارة 40٪، لتشمل الجهتين إلى غاية محطة نقل المسافرين، بالضاحية الجنوبية، بقيمة 18 مليون دينار، علما أن ثمة تخوفا من عدم إنهائه في التوقيت المحدد، بسبب عراقيل تحول دون ذلك، على غرار حركة المرور الكثيفة بالمنطقة وصعوبة الأشغال، نتيجة حركة الراجلين والمركبات.

في حين عرف حي سوفاي الجنوبي، بالجهة الشرقية للمدينة، انطلاق مشروع بقيمة 30 مليون دينار، على امتداد الطريق الوطني رقم 18، المؤدي إلى ولاية المدية المجاورة إلى غاية حي عاجة، على محورين يتوسطهما موقع الجامعة، وبلغت نسبة أشغاله 90٪، حيث لم يتبق سوى أشغال التسطيح وتركيب البالوعات. كما استفاد سكان حيي النجمة و«الأمير عبد القادر من مشروع قيمته 55 مليون دينار، يخص تهيئة الشوارع وإنارتها، وقد انطلقت أشغاله مؤخرا، وبلغت نسبتها 15٪.

من جهة أخرى، استفاد حي الكاليتوس بالجهة الشرقية الشمالية للمدينة، من مشروع قيمته 45 مليون دينار، كما أنه من المنتظر أن تتم إعادة تهيئة محور وادي الريحان، بعد أن تم اختيار مقاولة الإنجاز بقيمة مالية قدرها 12 مليون دينار. يلاحظ من خلال هذه الأرقام، أن مدينة خميس مليانة كان لها نصيب أكبر من المخصصات المالية للتهيئة، حيث بلغت 40 مليار سنتيم في المجموع، بينما استفادت مدن كبرى بالولاية، من أغلفة أقل، على غرار عين الدفلى بـ25 مليار سنتيم، 20 مليار سنتيم لمدينة العطاف، 10 ملايير سنتيم لمدينة جندل و11 مليار سنتيم لمدينة مليانة، وكانت مدينة العبادية قد استفادت من غلاف مالي هام قدره 40 مليار سنتيم بين سنتي 2016 و2018، بينما استفادت خلال نفس الفترة، مدينة بومدفع من غلاف مالي قدره 15 مليار سنتيم، لتبرز الجهود التي تبذلها المصالح العمومية من أجل تحسين الإطار المعيشي العام للسكان بتلك المناطق الحضرية، فيما يجب أن يلعب المواطنون دورهم في الحفاظ على تلك المكاسب، حسب تأكيد مسؤولي القطاع.