يقصدها مرضى العظام والروماتيزم للعلاج

توافد على حمّامات الرمال بـ"تاغيت" في عز الصيف

توافد على حمّامات الرمال بـ"تاغيت" في عز الصيف
  • القراءات: 474
زهية. ش زهية. ش

تشهد منطقة "تاغيت" ببشار، خلال هذه الأيام، توافدا كبيرا من مرضى الروماتيزم والعظام، الذين يضطرون، على خلاف كثير من المواطنين، لترك الشواطئ والغابات، والتوجه، جنوبا، إلى الصحراء، التي تعرف درجات حرارة مرتفعة، بحثا عن علاج طبيعي يخفف آلام الأمراض المزمنة، وللاستفادة من منافع حمامات الرمال الساخنة طيلة أيام الصيف، خاصة خلال الفترة الممتدة بين شهري جويلية وأوت، التي يزداد فيها التهافت على هذه المناطق الصحراوية السياحية في عز الصيف.

وفي هذا الصدد، ذكر ممثل الجمعية السياحية للترفيه والتبادل والتطور بمنطقة الواحة الحمراء بالساورة التابعة لولاية بشار دالي محمد، لـ "المساء"، أن الكثبان الرملية الذهبية تصبح خلال الفترة الممتدة بين الشهرين المذكورين، وجهة لكثير من مرضى الروماتيزم، من الذين اعتادوا على دفن أجسادهم تحت الرمال الساخنة كل سنة، قصد التداوي بهذه الطريقة التقليدية التي توارثها أبناء المنطقة أبا عن جد، والتي أثبتت فعاليتها.

وحسب المتحدث، فإن الكثير من الوافدين على المنطقة يفضلون دفن أجسادهم في الرمال للتخلص من آلام المفاصل والظهر، من خلال ما يعرف بالسياحة الطبية بالجنوب الغربي، خاصة بالعرق الكبير، غير أن هذه الطريقة تتطلب - حسب المتحدث - دراية بالوضع الصحي للمرضى، قبل ردمهم في حفر تتم تهيئتها على شكل قبور تحت الرمال الساخنة، لتتم عملية الحفر صباحا، وتترك الحفر إلى غاية الزوال حيث تشتد الحرارة، وتنال تلك "القبور" نصيبها من الحرارة اللازمة لعملية الردم التي لا تدوم سوى 10 دقائق أو ربع ساعة، يدفن فيها المريض جسده، ويبقى الرأس والجزء الشمالي من الصدر بارزا باعتبار منطقة القلب. ثم يقوم الشخص المكلف بعملية الردم، بإزالة الرمال، وإخراج المريض، ويلفه ببطانية لوقايته من ضربة البرد، ذلك أن المريض يكون في وضعية تعرّق كبيرة، ثم يدخل إلى الخيمة المنصوبة بجوار حفر الردم، ليتناول، مباشرة، كمية من الحساء المهيأ بالأعشاب الطبية المحلية إلى جانب قليل من الماء، على أن تتكرر عملية الردم من 3 إلى 4 مرات في الأسبوع، حسب طاقة وصبر المريض وتحمّله الرمال الساخنة.

وفي هذا الصدد، ناشد محمد دالي وزير السياحة، اتخاذ إجراءات ملموسة لتطوير السياحة الداخلية، من خلال تسهيل الحصول على التأشيرة لجلب السياح الأجانب، وتخفيض أسعار تذاكر السفر إلى الجنوب، لتشجيع السياحة الطبية بالمناطق الجنوبية، وتنشيطها في هذه المناطق التي تزخر بإمكانيات هامة، خاصة الحمامات الرملية، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار بالفنادق أدى إلى عزوف الكثيرين عن الاستفادة من السياحة الطبية التي لها فوائد كبيرة.

واقترح محدثنا استحداث فروع في الجامعات لتكوين يد عاملة مؤهلة، بهدف تحسين الخدمات وجلب السياح، مشيرا إلى أن عدد السياح الذين يزورون إفريقيا، يصل إلى 58 مليون سائح سنويا، فيما لا تتجاوز حصة الجزائر 3 ملايين سائح في العام، وهو رقم ضعيف مقارنة بالإمكانيات الطبيعية المتاحة، مضيفا أن المنتج السياحي الصحراوي الداخلي الخام، لا يتعدى 2٪، والذي يجب رفعه إلى 10 ٪ على الأقل، من الآن إلى غاية 2024، حسب الخبراء، معتبرا أن نسبة 2 ٪ ضعيفة جدا مقارنة بمداخيل بعض الدول التي اعتمدت على السياحة كمصدر لإدخال العملة الصعبة، واستحداث مناصب شغل.