التحذير من الدودة الخيطية بقسنطينة

تنويع المحاصيل أحسن حل لمجابهة الأمراض الفطرية

تنويع المحاصيل أحسن حل لمجابهة الأمراض الفطرية
  • 830
❊   زبير.ز ❊ زبير.ز

حذر مختصون في الفلاحة، مع انطلاق الموسم الزراعي، كافة الفلاحين بعاصمة الشرق، من أضرار الأمراض الطفيلية، سواء ذات المصدر الحيواني أو النباتي، التي تؤثر على المحصول في نهاية السنة، وتكبد الفلاحين أضرارا وخيمة إذا لم يتم أخذ الاحتياطات اللازمة في سبيل محاربة هذه الأمراض الخطيرة، على الفلاحة والاقتصاد الوطني، على غرار البروم، الدودة البيضاء والدودة الخيطية.

يصنف المختصون في الفلاحة من المحطة الجهوية للمعهد الوطني لوقاية النباتات، دودة النيماتودا أو الدودة الخيطية، التي تعرف أيضا بالدودة الثعبانية، من أهم الأمراض الطفيلية التي تصيب المنتوج الفلاحي، فرغم أن الدودة الخيطية تصيب الحيوان والإنسان، إلا أن هناك دودة خيطية طفيلية تضر كثيرا النبات، وتشكل حوالي 10٪ من المجموع العام لأنواع الدود الخيطي النباتي.

وبسبب انتشارها الكبير بين المحاصيل، فإنه قد لا ينجو أي نبات من إمكانية إصابته بنوع أو أكثر من هذه المجموعة، التي تعيش في مناطق جغرافية مختلفة وفي بيئات نباتية متباينة، حيث توجد في الغابات والمناطق الصحراوية، وفي أعالي الجبال وضفاف الأنهار والبحيرات، وتعتمد جميعها على إجبارية التطفل، وهي إما أن تتطفل على أنسجة الجذور خارجيا أو داخليا، أو تتطفل داخليا على المجموع الخضري.

حسب المختصين في عالم الفلاحية، فإن المزارعين يجدون صعوبة في التصدي للدودة الخيطية، بسبب عدم اكتشافها بسهولة، نظرا لصغر حجمها وصعوبة التعرف عليها، إلى جانب مكان وجودها وطرق استخلاصها، وكذا صعوبة ملاحظة أعراض الإصابة، بالموازاة مع غياب أدوات الفحص، والعمل الخفي لهذه الديدان، وقلة المعلومات المتعلقة بها وسط الفلاحين. 

من أهم الأضرار التي تسببها الدودة الخيطية للنباتات، بالإضافة إلى الخسارة المحسوسة في المحصول، فهي تؤدي إلى موت النباتات الحولية، قلع أو إزالة النباتات المعمرة في وقت مبكر، نقص المحصول وخفض النوع والرتبة، اضطرار المزارع إلى زراعة بعض المحاصيل على فترات متباعدة، زيادة تكاليف نفقات العمليات الزراعية، انتشار بعض الأمراض الأخرى وإحداث أمراض مركبة، زيادة على تكاليف المقاومة الكيماوية.

تسبب الدودة الخيطية ظهور عقد وتقرحات على المجموع الجذري، كالعفن والإضرار بالقمم النامية للجذور، وظهور شعيرات كثيفة على مستوى الجذور التي يتوقف نموها، بسبب الإنزيمات التي تفرزها هذه الديدان، والتي تؤثر على جدران الخلايا والأغشية الموجودة بين هذه الخلايا، وتمنع الانقسام الخلوي أو تعيقه.

يرى المختصون في الفلاحة، أن أهم العلاجات لهذه الديدان التي ظهرت مؤخرا، في محاصيل البطاطا بولاية وادي سوف، ولجوء بعض الفلاحين منهم إلى قسنطينة من أجل الحصول على بذور القمح لتنويع المحاصيل، هي العودة إلى الدورة الزراعية التي من شأنها القضاء على العديد من الأمراض الفطرية، وتنويع المحاصيل بين حبوب، بقوليات أو بذنجانيات، مع ضرورة حرص الفلاح على الالتزام بالمسار التقني المقترح من طرف مديرية الفلاحة، أو المحطة الجهوية للمعهد الوطني لوقاية النباتات.