دعماً لاستمرارية النشاط الفلاحي بعنابة
تعويضات للمتضررين من الحرائق والتقلبات الجوية

- 136

شرع الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي بعنابة، هذا الأسبوع، في تعويض الفلاحين المتضررين من الحرائق والتقلبات الجوية التي شهدتها الولاية خلال الأشهر الماضية. حيث نُظم في هذا الصدد لقاءٌ بمقر الصندوق، حضره ممثلون عن مختلف الهيئات الفلاحية.
جاء هذا اللقاء في سياق مواصلة الصندوق جهوده الدؤوبة؛ من أجل ترسيخ ثقافة التأمين الفلاحي في أوساط الفلاحين، والتأكيد على أهمية هذه الآلية؛ كوسيلة فعالة لمواجهة الأخطار الطبيعية التي تهدد النشاط الفلاحي، لا سيما في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، التي أصبحت تضرب المحاصيل، وتؤثر سلبا على استقرار الفلاحين، ومردودهم السنوي.
وعرفت هذه التظاهرة توزيع صكوك التعويض على الفلاحين الذين تضررت ممتلكاتهم ومحاصيلهم الزراعية جراء الحرائق والتقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الماضية. وتم ذلك في أجواء مفعمة بروح التضامن والتقدير، وسط إشادة واسعة من الفلاحين بهذه الخطوة، التي تمثل وفاءً من الصندوق بالتزاماته.
ولم تقتصر المبادرة على صرف التعويضات فقط، بل تم كذلك تكريم عدد من الفلاحين بشهادات شكر وعرفان نظير وفائهم للصندوق، وتمسّكهم بعقود التأمين التي أبرموها معه طيلة السنوات الماضية، وهو ما يعكس وعيهم المتزايد بأهمية هذه التغطية، وحرصهم على تأمين نشاطهم الفلاحي ضد مختلف المخاطر.
وأكد مسؤولو الصندوق خلال مداخلاتهم، أن هذه العملية تأتي ضمن رؤية شاملة لتطوير آليات دعم ومرافقة الفلاحين، مشيرين إلى أن التزام الصندوق بصرف التعويضات في الوقت المناسب، يعزز ثقة الفلاحين في هذه المؤسسة، ويحفّز باقي المنتجين الزراعيين على الانخراط في نظام التأمين الفلاحي؛ باعتباره خيارا استراتيجيا لا مفر منه في ظل التحديات المناخية والاقتصادية المتزايدة. كما شددوا على أن دور التأمين الفلاحي لم يعد يقتصر على التعويض المالي فقط، بل أصبح يشكل دعامة حقيقية لاستمرارية النشاط الفلاحي، خاصة بالنسبة لصغار الفلاحين، الذين قد تتسبب كارثة طبيعية واحدة في تدمير مصدر رزقهم الوحيد، ما يجعل من هذه التغطية عنصرا أساسيا لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في الوسط الريفي.
وفي سياق متصل، عبّر عدد من الفلاحين المكرَّمين عن ارتياحهم الكبير لهذا الدعم المالي والمعنوي. وقالوا إن الصندوق كان دائما في الموعد، سواء من حيث التواصل، أو من حيث سرعة التكفل بالملفات، ومعالجة الأضرار، مؤكدين أن هذه التعويضات جاءت في وقتها المناسب؛ لإعادة بعث نشاطهم، وتغطية الخسائر التي لحقت بهم.
وفي ختام اللقاء دعا مسؤولو الصندوق جميع الفلاحين إلى التحلي بالوعي، والانخراط في أنظمة التأمين، وعدم التردد في اتخاذ هذه الخطوة، التي أثبتت نجاعتها على أرض الواقع في ظل الأزمات المناخية التي أصبحت أكثر تكرارا وحدةً في السنوات الأخيرة.
يُذكر أن هذا النشاط يندرج ضمن البرنامج السنوي للصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي بعنابة، الذي يتضمن سلسلة من المبادرات واللقاءات التوعوية التي تهدف إلى تعزيز ثقافة التأمين الفلاحي، وترسيخ مبادئ التضامن والتكافل بين مختلف الفاعلين في القطاع، بما يخدم في نهاية المطاف، أهداف التنمية الفلاحية المستدامة، ويدعم الأمن الغذائي الوطني؛ باعتباره إحدى أولويات السيادة الوطنية.
ومن خلال هذه المبادرات يثبت التعاون الفلاحي أنه ليس مجرد مؤسسة مالية، بل شريك حقيقي للفلاح في مساره المهني، ومصدر دعم موثوق في وجه الأزمات، بما يعزز مكانة الفلاحة كقطاع حيوي واستراتيجي لا غنى عنها.