بسبب عدم احترام معايير السلامة
تزايد في حالات احتراق العدادات الكهربائية بقسنطينة

- 1142

باتت ظاهرة احتراق العدادات الكهربائية بقسنطينة، تثير مخاوف سكان العمارات بالدرجة الأولى وحتى المؤسسة المعنية ”امتياز توزيع الكهرباء والغاز”؛ لما تخلفه من آثار سلبية على أمن وسلامة المواطنين من جهة، وحتى الخسائر المعتبرة التي تتكبدها المؤسسة من جهة أخرى، خاصة بعدما عرفت الظاهرة ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة.
لعل ما يعكس خطر الظاهرة التي تفاقمت مؤخرا، الأرقام التي قدمتها مصالح الحماية المدنية والخسائر المعتبرة التي باتت تتكبدها مؤسسة امتياز توزيع الكهرباء والغاز بسبب احتراق هذه التجهيزات، حيث سُجل خلال الأشهر الفارطة من سنة 2019، احتراق أزيد من 67 عدادا كهربائيا بعد تسجيل 20 حادثا متفرقا بعدد من البلديات، على غرار بلدية الخروب والمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي وبلدية عين السمارة، تم على إثرها إسعاف 28 مواطنا بسبب تعرضهم لاختناقات وصعوبة في التنفس وغيرها.
وأكدت مصالح الحماية المدنية أن جل الاحتراقات كانت على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي وعين السمارة، مشيرة في السياق، إلى أن المديرية تمكنت من حماية عدد معتبر من العدادات.
ومن جهتها، أرجعت مسؤولة الإعلام والاتصال بمديرية امتياز توزيع الكهرباء والغاز وهيبة بوحوش، أسباب احتراق العدادات الكهربائية، إلى تصرفات سلبية من قاطني العمارات، تؤدي إلى انقطاعات فردية متكررة للتيار الكهربائي عبر مختلف التجمعات السكنية، وسوء تصرف المواطنين مع خزائن تجميع العدادات، خاصة ما تعلق بالتسبب في تسرب المياه إليها، والتي غالبا ما تكون السبب الرئيس. وأضافت المسؤولة أن بسبب تصرفات المواطنين وتحويلهم الخزائن التي توضع بها العدادات إلى ممتلكات خاصة لتخزين ما يريدونه أو حتى قيامهم بإغلاق الخزائن بالمفاتيح إلى درجة اضطرار أعوان سونلغاز أحيانا للدق على الأبواب بغية الكشف عن عدادات الكهرباء مما صعّب مهمتهم أثناء نقل مؤشرات الاستهلاك، فكرت المؤسسة المعنية في تجميع كل العدادات بالطابق الأرضي للعمارات؛ بغرض تسهيل مهمة الأعوان بالدرجة الأولى، غير أن الفكرة، كما أضافت المتحدثة، أثرت سلبا على المديرية، التي باتت تتكبد خسائر معتبرة بسبب الاحتراق الكلي للعدادات المجمعة من جهة، واهتراء الشبكة بسبب الصيانة الدورية من جهة أخرى. وأضافت المتحدثة أن مؤسسة امتيار توزيع الكهرباء والغاز قصد احتواء مشكل الانقطاعات الكهربائية سواء الفردية أو الجماعية عبر التجمعات السكانية، خصصت برنامجا وقائيا استعجاليا طيلة السنة الفارطة؛ من خلال مخطط تدعيم وتطوير الشبكة الكهربائية عبر مختلف بلديات الولاية، حيث قام أعوان المديرية بحوالي 16 عملية صيانة لمحولات الطاقة الكهربائية. كما خصصت المؤسسة فرق عمل ميدانية للتدخل الفوري والسريع وإصلاح هذه الأعطاب بربوع ولاية قسنطينة؛ عملا منها على ضمان خدمة تزويد السكان بالتيار الكهربائي.
وعبّر عدد من المواطنين ممن التقت بهم ”المساء” بحي 900 مسكن ببلدية الخروب والذين تعرّضت عدادات منازلهم، مؤخرا، للاحتراق، عن تخوفهم من حدوث كوارث في حال احتراق هذه التجهيزات، على اعتبار أنها مجمعة بالطابق الأرضي؛ ما يجعل خطر الهروب صعبا للغاية؛ كون الدخان والحريق يمنعانهم من الخروج من باب العمارات، مشيرين إلى حالات الهلع والإغماءات التي يتعرض لها المواطنون خاصة الأطفال وكبار السن، الذين يجدون أنفسهم محاصَرين بين ألسنة اللهب والدخان الكثيف، وهو ما حصل معهم بعد أن تسبب احتراق عدادات كهربائية بعمارتهم في إصابة سيدة على مستوى الساق، وأغمي على عجوز، نُقلتا إلى المستشفى، فضلا عن حالة الهلع التي عاشتها العائلات القاطنة في البناية بعد نشوب النيران التي منعتهم من مغادرة الشقق.
وطالب المواطنون المصالح المعنية بإيجاد حل لتفادي الكوارث المحتملة، خاصة أن تجميع العدادات بالطابق الأرضي يشكل خطرا حقيقيا على أمنهم وسلامتهم، فضلا عن المياه المتسربة إلى العدادات، والتي تكون سبب الشرارات الكهربائية التي تحصل.