أسواق ومحلات باش جراح

تزاحم وحركة مرور كثيفة ليلا أمام المراكز التجارية

تزاحم وحركة مرور كثيفة ليلا أمام المراكز التجارية
  • القراءات: 847
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تسبب فتح المحلات والمراكز التجارية ليلا في باش جراح بالعاصمة، في عرقلة حركة المرور، وتزاحم المواطنين في الأيام الأخيرة من رمضان، وخروجهم الكثيف بعد تخفيف إجراءات الحظر، حيث لم يتمكن أعوان الأمن من السيطرة على الطوابير الكبيرة التي ترتاد هذه المحلات، سواء لاقتناء ملابس العيد، أو الحلويات كـ"قلب اللوز" و"البريوش" وغيرها.

شكلت ظاهرة التزاحم واللهفة على الأسواق والمحلات التجارية، لاسيما الخاصة ببيع الملابس والأحذية، منذ تخفيف إجراءات الحجر، فرصة لكثير من المواطنين، الذين كانوا مقيدين بإجراءات الحجر المنزلي ليلا، حيث هرعوا نحو المحلات لدرجة تسجيل حالات تدافع في بعض المحلات، من أجل اقتناء الملابس والحلويات والمرطبات دون مراعاة أدنى شروط الوقاية والسلامة من فيروس "كورونا"، ضاربين عرض الحائط بتدابير البروتوكول الصحي المعتمد، مما يجعل الملاحظ يتساءل؛ هل يستحق شراء كسوة العيد كل هذه المخاطرة بحياة العائلات وأفرادها؟. يشهد أحد المحلات المعروف ببيع "قلب اللوز" بقلب باش جراح، تدافعا رهيبا للمواطنين، منذ تخفيف إجراءات الحجر، في ظل غياب أدنى تدابير الوقاية من المواطنين، مما اضطر الشرطة إلى التدخل ومطالبة صاحب المحل بتنظيم الحشود، وإلا سيتم غلق المحل.

أما محلات بيع الملابس والأحذية ولوزام الحلويات، فتشهد تدافعا رهيبا من قبل النسوة المصطحبات لأولادهن، وحتى الرضع منهم، ومن شدة إقبال النسوة، وعدم قدرة أصحاب المحلات على تنظيمهن وإدخالهن على دفعات، اضطر التجار إلى غلق محلاتهم وإخراج الزبائن في الكثير من الحالات، نفس الشيء عرفه المركز التجاري للملابس المعروف بـ"بازار حمزة"، حيث اضطر التجار المشتغلون به إلى غلق محلاتهم لفشلهم في السيطرة على الوافدين الذين رفضوا الخروج. نفس المشكل تم تسجيله بمركز "الشاوي"، بسبب التوافد الكبير للعائلات، حيث يتوافد المواطنون من الولايات المجاورة لاقتناء حاجياتهم. ولا تختلف الصورة بمركز "طيبة" التجاري، الذي شهد بعد فتحه، كثرة الوافدين عليه، ومنهم القادمون من ولايات مختلفة، حسبما لوحظ على لوحات ترقيم السيارات، على غرار بومرداس وتيبازة والبليدة.

فوضى كبيرة

ما أثار دهشة سكان بلدية باش جراح أمام هذا الوضع؛ سماح السلطات للباعة الفوضويين بعرض سلعهم بعد صلاة العشاء، خلال الأيام الأخيرة من هذا الشهر، وما زاد من تشجيعهم؛ الأيام القليلة التي تفصلنا عن عيد الفطر، الذي تحضر له العائلات الجزائرية باقتناء الملابس ومستلزمات صنع الحلويات.

لم يفوت الباعة الفوضويون فرصة اقتراب مناسبة عيد الفطر، لفرض منطق الفوضى وسط أحياء باش جراح، حيث يعرضون سلعهم إلى غاية منتصف الليل، الأمر الذي نتج عنه حركة تنقل كبيرة. وما يشجع العائلات على الخروج ليلا والاقتراب من هذه الأسواق الشعبية؛ كثرة وتنوع المراكز التجارية عبر إقليم البلدية، والتي تم إنجازها منذ فترة، كالمركز التجاري "حمزة"، "طيبة سنتر"، ومراكز أخرى توفر للعائلات والزبائن كل المستلزمات "لكن بأسعار باهضة"، تجبر متوسطي الدخل على الهروب باتجاه الأسواق الشعبية الأقل سعرا. وما زاد من دهشة مواطنين السوق الفوضوي لبلدية باش جراح، الذي بات مقصدا للعديد من العائلات العاصمية ومن مختلف البلديات القريبة منها، وحتى الولايات الأخرى، الأمر الذي زاد من الحركة الكثيفة داخل الأسواق وفي الشوارع والأحياء.

العائلات تتسوق لساعات متأخرة من الليل رغم الحجر

أكدت العديد من العائلات أنها تفضل التواجد بسوق باش جراح، عوض الأسواق البلدية الأخرى، نظرا لتواجد رجال الأمن على مستوى السوق الفوضوي بمحاذاة مركز "حمزة" للتجارة، ليلا، الأمر الذي شجع العائلات أكثر على الخروج لاقتناء ما تحتاج إليه. أضافت أن وجود الأمن شجعها على الخروج والتسوق بروية، خاصة بعدما منع التجار من البيع في وضح النهار، الأمر الذي تسبب في انعدام المتسكعين الذين اعتادوا ترصد المستهلكين لتجريدهم من ممتلكاتهم نهارا. 

وصارت العائلات تتسوق لساعات متأخرة من الليل، كما ساعدت هذه الوضعية على إحداث حركية تجارية لا مثيل لها، لم يكن يشهدها السوق في الفترات الصباحية. استحسن التجار الفوضويون بدورهم، الإقبال المتواصل للعائلات والزبائن ليلا على السوق، أياما قليلة من عيد الفطر المبارك، وفي أواخر أيام الشهر الكريم، مما صار يصعب على تجار السوق، حسب شهاداتهم، العمل نهارا، لاسيما أنهم يضطرون إلى الوقوف لساعات طويلة تحت أشعة الشمس، من أجل عرض سلعهم، مؤكدين في السياق نفسه، أن أرباح البيع التي يسجلونها في الليل أفضل بكثير من المسجلة خلال النهار، بسبب الإقبال الكبير ومنقطع النظير للزبائن على السوق محل الحديث، بعدما بات الزبائن يفضلون الخروج ليلا للتسوق في ظل توفر الأمن.

 


 

ولاية الجزائر.. حملة للحد من تبذير الخبز

أطلقت ولاية الجزائر عدة حملات وطنية، بالتنسيق مع المجتمع المدني وممثلي الأسلاك الأمنية، بهدف توعية المواطنين بالآثار السلبية الناجمة عن التبذير في مختلف المواد الاستهلاكية، لاسيما مادة الخبز.

تضمنت هذه الحملة، تقديم جملة من النصائح والإرشادات، تنصب حول طرق ترشيد الاستهلاك في شهر رمضان، خاصة ما تعلق بمادة الخبز. وتم في هذا الإطار، تقديم توجيهات للخبازين من أجل تقليص كميات الخبز المنتج في رمضان، في وقت تقوم العديد من ربات البيوت، بتحضير الخبز في المنازل، مما يدعو إلى مراجعة دعم الدولة الموجه لهذه المادة. علما أن سعر الرغيف المنخفض جعل المواطن يقتنيه بكميات تفوق حاجاته اليومية. كما أطلق أئمة المساجد بالعاصمة، حملات تحسيس في المنابر، تحث المصلين على ترشيد اقتناء واستهلاك مادة الخبز، لتفادي انتشار هذه الظاهرة "المنبوذة دينيا وأخلاقيا واجتماعيا"، داعين إلى استعمال بقايا الخبز في إعداد أطباق اقتصادية، لاسيما أن شريعتنا الغراء تحرم ظاهرة التبذير عموما، لاسيما مادة الخبز، ناصحين المواطنين بالتصدق بالكميات الفائضة من هذه المادة على المحتاجين، بدلا من رميها وترشيد النفقات الموجهة لاقتناء هذه المادة. خلال جولة قامت بها "المساء" في شوارع العاصمة، لاحظت تواجد العديد من أكياس الخبز المرمية بطريقة عشوائية، إلى جانب الحلويات وبقايا الأكل، كـ"البيتزا" و"الزلابية" و"قلب اللوز".. إلخ، في مظهر تشمئز له النفوس.