بسبب شح السماء

تخوف من شبح موسم فلاحي جاف

تخوف من شبح موسم فلاحي جاف
  • 848
❊ ج. الجيلالي ❊ ج. الجيلالي

أبدى الكثير من الفلاحين في ولاية وهران، لا سيما على مستوى مختلف البلديات ذات الطابع الفلاحي، استياءهم الكبير جراء الوضع غير المألوف الذي يعيشونه، بسبب انعدام الأمطار وشحها من جهة، وقلة مياه السقي من جهة أخرى.

 

الفلاحون الذين التقينا الكثير منهم في عدد من البلديات الفلاحية، مثل طفراوي ووادي تليلات ومسرغين وبوتليليس وبوفاطيس وغيرها، أبدوا تخوفهم وعبروا عن استيائهم من الوضع الحالي، الذي يتسم بقلة المغياثية، مما جعل الكثير منهم يعتبر هذا الموسم من المواسم الفلاحية الشبيهة بسابقاتها.

في هذا السياق، ومقارنة بالسنوات الماضية، سجلت المصالح المختصة تساقط 154 ملم من الأمطار، في الوقت الذي أن الأمطار المسجلة خلال السنوات الماضية، تصل في نفس الفترة إلى ما لا يقل عن 255 ملم، وهو الأمر الذي بنى عليه الفلاحون، تذمرهم واستياءهم من الوضعية الحالية التي قالوا بشأنها، إنها سنة جافة بامتياز.

يرى الفلاحون المتمرسون أن كمية الأمطار التي تساقطت هذا العام، مقارنة بالسنوات الماضية، غير كافية تماما، وهو الأمر الذي لا يضمن موسما فلاحيا ناجحا، وهو ما يفرض، بل ويحتم اللجوء إلى مختلف عمليات السقي التي لا يمكن لكل الفلاحين اعتمادها، انطلاقا من الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها في هذا المجال، بالإضافة إلى الاستثمار المالي المرتفع الذي يقابل استغلال مياه السقي من مختلف الآبار والأحواض المخصصة لذلك. ولضمان موسم فلاحي ناجح، وجد الفلاحون أنفسهم مضطرين للاستعانة بمختلف قنوات السقي الفلاحي، التي تكلف الكثير، حسب العديد منهم، الأمر الذي سينعكس على مختلف المنتجات الفلاحية بالغلاء، نتيجة الاستعانة بمياه السقي التي تكلف بدورها أموالا طائلة، قد لا يملكها الفلاح، الأمر الذي يضطره إلى التوجه للقرض البنكي أو الاقتراض من الأصدقاء والمعارف إلى غاية موسم الجني.

رغم فتح البنوك والمؤسسات المالية أبوابها أمام الفلاحين، للحصول على القروض، إلا أن الفلاحين لا يريدون التوجه إلى هذه الوسيلة ويرفضون اعتمادها، إلا في حالات الضرورة القصوى، بسبب اقتناعهم بأن الأرباح المحصلة عليهم هي أموال ربوية لا يجوز اعتمادها. من جهتهم، أوضح مسؤولو مديرية الفلاحة بوهران، أن الحديث عن ظاهرة الجفاف أمر سابق لأوانه، بالتالي فإن جود السماء قادم في أي وقت، بما فيه الخير الكثير للبلاد والعباد والقطاع الفلاحي على وجه الخصوص، إلا أن الواقع الحالي يظهر بأن الأمور تسير إلى أسوا الحالات، ما لم يغثنا الله بالأمطار المناسبة، حتى نتفادى موسما فلاحيا فاشلا أو كارثيا.

في هذا السياق، تم خلال هذا العام، تخصيص 53 ألف هكتار من الأراضي لزراعة مختلف المحاصيل الفلاحية واسعة الاستهلاك، مثل القمح اللين والصلب والشعير والفول والحمص والعدس واللوبيا وغيرها، كما تم إحصاء 61 فلاحا قاموا باقتناء البذور من مصالح الديوان الوطني للحبوب والبقوليات الجافة بهدف زرعها.