تعرف مختلف المؤسّسات التربوية بولاية وهران عجزا غير مسبوق في التاطير الإداري، لاسيما في المناصب المتعلقة بالنظار والمستشارين التربويين وكذا المديرين وحتى المقتصدين، حتى أن هناك الكثير من المؤسّسات التربوية من مختلف الأطوار تفتقر إلى مديرين أو مستشارين يشرفون على تسيير شؤونها.

من أجل سد هذا العجز الذي دام عدة سنوات، فتحت مصالح مديرية التربية إمكانية حصول إطارات القطاع على مناصب مناسبة في مجال تخصصهن في هذا المجالات، في حين أوضحت إحصائيات نفس المصالح أن العجز المسجل شمل 430 منصب شغل ما بين نظّار ومستشارين ومقتصدين وكذا مديري مؤسسات تربوية، حيث تم في هذا الصدد فتح مسابقة مهنية للأسلاك الإدارية الخاصة بسنة 2019. وشرع في استقبال ملفات المترشحين للمسابقة، حيث ينتهي آخر أجل لهذه العملية في الفاتح جويلية المقبل شريطة توفر المترشح على شروط المطلوبة للحصول على المنصب المرغوب فيه.

وحسب رئيس مصلحة استقبال ملفات المترشحين، فإن عملية توظيف إطارات مسيرين في القطاع سترفع الكثير من الغبن عن مختلف المؤسسات التربوية المعنية التي تفتقر لحد الآن للتأطير المناسب. كون الكثير منها تسير بالتفويض الذي طال أمده على مستوى الكثير من المؤسسات التربوية.

يذكر أن مشكل نقص التأطير على مستوى مختلف المؤسسات التربوية نقلته الكثير من النقابات المعنية إلى الإدارة المركزية منذ عدة مواسم دراسية إلا أن الأمور بقيت تراوح مكانها إلى غاية هذا العام الذي تقرر فيه فتح هذا الكم من المناصب المالية، ليتم بذلك تحرير الكثير من الكفاءات وتمكين الكثير من الإطارات من الحصول على المنصب المنتظر.

ولعل أكبر المشاكل التي كانت تعترض التسيير الفعلي للمؤسسات التربوية من دون مدير فعلي هو تداخل الصلاحيات لا سيما عندما يتم تكليف الناظر بتسيير المؤسسة التربوية مكان المدير (غير الموجود بسبب عدم تعيينه لتتداخل المهام والصلاحيات بسبب العجز في التأطير الإداري).

في هذا السياق، تكشف الإحصائيات المستقاة من مصالح مديرية التربية، عن وجود أزيد من 30 مؤسسة تربوية لا سيما الثانويات من دون مدير والكثير منها تعاني من عجز كلي في التأطير الإداري سواء تعلق الأمر بانعدام منصب المدير أو الناظر أو حتى المستشارين التربويين وكذا المقتصدين وغيرها من المناصب الأخرى، حيث أصبح اللجوء إلى مديرية التشغيل من اجل الحصول على إطارات في إطار تشغيل الشباب وهو ما عبرت عن رفضه النقابات المستقلة النشطة في قطاع التربوية.

للإشارة، تشمل المسابقة هذا العام 430 منصبا ماليا بولاية وهران موزعة ما بين رتب مديري الثانويات والمتوسطات ومفتشو التربية للطور الابتدائي ونظار ثانويات ومستشارون رئيسيون ومستشارو التربية والتوجيه والإرشاد المدرسي والمهني ومساعدين رئيسيين للمصالح الاقتصادية ومفتشون وغيرها من المناصب الإدارية الأخرى.