بعد تقرير أسود رُفع إلى وزارة الصحة

تأهيل مستشفى الأمراض العقلية بسيدي الشحمي

تأهيل مستشفى الأمراض العقلية بسيدي الشحمي
  • القراءات: 4929
ج. الجيلالي ج. الجيلالي

أعدت لجنة وزارية أوفدتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى مستشفى الأمراض العقلية بسيدي الشحمي بوهران، تقريرا وُصف بـ ”الأسود” عن وضعية هذه المؤسسة الاستشفائية المتخصصة، رُفع إلى المسؤول الأول عن القطاع، حيث خلص إلى تقديم أهم النقائص، وصورة شاملة للمستشفى الذي يعرف تشققات وتصدعات كبيرة على مستوى مختلف الأجنحة، ما جعل الوزير يرسل لجنة أخرى إلى عين المكان لإعداد دراسة تقنية لتحديد حجم الضرر المسجل على مستوى هذا الهيكل الصحي الكبير والفريد من نوعه بالمنطقة.

خلص التقرير النهائي إلى ضرورة إعادة تأهيل هذا المستشفى بالكامل، وتزويده بمعدات طبية جديدة تتماشى وظروف العمل، حيث أقرت اللجنة الوزارية تخصيص غلاف مالي يعادل 80 مليار سنتيم لإعادة تأهيل هذا المستشفى الذي كان إلى وقت قريب، مؤسسة متميزة بالجهة الغربية للبلاد بالنظر إلى مختلف الخدمات الجليلة التي كان يقدمها للمرضى.

ووافقت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على مقترح اللجنة، فيما طالبت الولاية بإيجاد المقاولات المختصة في الترميم، لا سيما أن الطاقم الطبي وحتى المرضى أصبحوا لا يطيقون البقاء فيه بالنظر إلى الظروف المتردية التي يوجد عليها هذا الهيكل، وهي الوضعية التي جعلت أعضاء اللجنة الوزارية يقدمون تقريرا أسود للوزير مرفقا بالصور التي توضح خطورة الأمر لاتخاذ القرارات المناسبة في أسرع وقت ممكن؛ من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا المستشفى الذي يتسع لما لا يقل عن 120 سريرا.

وسجلت اللجنة ظهور تشققات كثيرة وكبيرة على مستوى مختلف الأبنية؛ حتى إنّ الخبرة أكدت ضرورة تهديم العديد منها وإعادة إنجازها من جديد، ما أثر على الأرضيات التي تصدعت هي الأخرى بفعل الزمن. زيادة على ذلك، فدورات المياه غير مهيأة، والمطبخ لم يعد يقدم وجبات صحية بالنظر إلى وضعه؛ حيث إن عتاده غير نظيف وتجاوزه الزمن ولم يعد بالإمكان استغلاله؛ ما جعل العمال يقدمون على حلول ترقيعية.

وأكد مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بولاية وهران في هذا الصدد: ”إن هذه العملية جاءت متأخرة جدا ولكنها مهمة لإعادة تأهيل هذا الصرح الطبي الهام والمهم؛ كونه الوحيد على مستوى وهران والجهة الغربية، الذي يقدم هذا النوع من الخدمات الصحية النفسية للمرضى”، فيما سبق لمدير المستشفى إلى جانب عدد من الأطباء أن أكدوا أن المصحة تعرف ضغطا رهيبا بسبب كثرة الوافدين عليها من المرضى الذين هم في أمسّ الحاجة إلى تكفل أحسن، وهو ما دفع بالوزارة إلى أن تفكر في إنجاز مستشفى آخر للأمراض العقلية بطاقة استيعاب تقدر بـ 300 سرير، حيث تم اختيار الوعاء العقاري الخاص به على مستوى بلدية طفراوي، فيما انتهت الدراسة التقنية الخاصة به في انتظار إطلاق المشروع من طرف الوصاية.