نتيجة صراعات حزبية

بلديات سطيف على صفيح ساخن

بلديات سطيف على صفيح ساخن
  • القراءات: 839
منصور حليتيم منصور حليتيم

تشهد بعض المجالس الشعبية البلدية بولاية سطيف، حالة انسداد بسبب الصراعات الحزبية بين منتخبيها؛ ما انعكس، سلبا، على مصالح المواطن، والمشاريع التنموية بهذه البلدية، كما هي الحال ببلديات عين أزال، وقصر الأبطال، وجميلة، وواد البارد وتيزي نبشار؛ الأمر الذي سيدفع، لا محالة، بالمسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية، إلى التدخل؛ حفاظا على وتيرة التنمية المحلية، خاصة المرتبطة منها بالإطار المعيشي للمواطن.

تُعد بلدية تيزي نبشار الواقعة بالجهة الشمالية للولاية، من البلديات التي لم يشهد مجلسها السكينة والهدوء منذ الأشهر الأولى على انتخابه؛ بسبب حالة التشنج، والصراعات الداخلية بين المنتخبين المحليين؛ ما أدى إلى حالة من الانسداد داخل المجلس، انعكست، سلبا، على مصالح المواطنين ومختلف البرامج التنموية. وقد تدفع بالمسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية، إلى التدخل لتفويض سلطة الحلول، وضمان السير العادي لمصالح البلدية، والتكفل بانشغالات المواطنين، لا سيما ما تعلق منها بتنفيذ البرنامج التنموي.

وانتقلت عدوى الانسداد إلى الجهة الجنوبية، وتحديدا بإحدى أكبر بلديات الولاية، حيث فشل رئيس بلدية عين آزال، الأسبوع الماضي، في فك خيوط الانسداد غير المعلَن، عقب إسقاط معارضيه جدول أعمال الدورة العادية، المتضمن المصادقة على الميزانية الأولية لسنة 2023، والنقاط المتعلقة بها من حجم الاقتطاع، وكشف الاشتراكات، بالإضافة إلى نقاط أخرى، أبرزها تعديل تشكيل اللجان الدائمة بعد استقالة أحد رؤساء اللجان.

ورفض أغلب النواب التصويت والمصادقة على قائمة مشاريع مقترحة في صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية لسنة 2023، ونقاط مختلفة، متعلقة بتجديد الإيجار، ومناقشة دفاتر الشروط، حيث صوّت أغلب الأعضاء وعددهم 11، برفض المقترح، وامتناع المصادقة عليه مقابل 5 أصوات، فيما امتنع عضوان عن التصويت، مع تسجيل غياب عضو واحد؛ الأمر الذي يضع رئيس البلدية المنضوي تحت لواء حزب جبهة التحرير الوطني، أمام خيار واحد، وهو الإسراع في إصلاح ذات البين خلال الدورة الاستثنائية المقبلة، خصوصا أن قائمته تحوز على أغلبية الأعضاء. وفي حال فشله في ذلك، ستدخل بلدية عين أزال، رسميا، حالة انسداد.

وغير بعيد عن بلدية عين أزال، تتواجد بلدية قصر الأبطال، التي رفض غالبية أعضاء مجلسها البلدي، مطلع الأسبوع الجاري، المصادقة على جدول أعمال الدورة الاستثنائية للمرة الثانية على التوالي، بعد رفض 10 أعضاء من أصل 19 عضوا، التصويت على جدول الأعمال.

وتضمّن جدول أعمال الدورة الاستثنائية الذي تم تعطيله من قبل المعارضة، نقاطا تخص المصادقة على المشاريع المتعلقة بصندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية لميزانية 2023، وفتح اعتماد مالي يخص الإطعام المدرسي، إلى جانب نقاط أخرى. وأمام حالة الانسداد ينتظر المراقبون للشأن العام من والي الولاية، تفعيل سلطة الحلول، طبقا لأحكام المواد 100 و102 من قانون البلدية؛ ضمانا لاستمرارية وديمومة المرفق العام، وللحفاظ على السير العادي لمصالح المواطنين، والحفاظ على وتيرة التنمية المحلية، خاصة المرتبطة منها بالإطار المعيشي للمواطن، والتكفل بتحسين ظروف تمدرس التلاميذ، من خلال الحرص على إتمام كل العمليات المرتبطة بالإطعام، والنقل المدرسي، وصيانة ونظافة المرفق العام، مع ضرورة دفع المشاريع المرتبطة بفك العزلة عن المناطق المعزولة.  وببلدية جميلة شمال شرق الولاية، رفض أغلب أعضاء المجلس البلدي، المصادقة على النقاط المدرجة في جدول أعمال الدورة الاستثنائية التي انعقدت بحر الأسبوع الماضي، بعد امتناع 11 عضوا عن التصويت على النقاط المدرجة بجدول الأعمال، المقترحة ضمن صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية في ميزانية 2023، وتأجير محلات تابعة للبلدية. كما هدد أعضاء الهيئة التنفيذية بالاستقالة في حال استمرار تعنّت رئيس البلدية في اتخاذ قرارات فردية بدون إشراك الجميع في الشأن التنموي.