سطيف
"بارك مول" وحديقة التسلية مقصد للزوار والعائلات

- 949

لم تعد عين الفوارة، ذلك المعلم التاريخي الذي يعود تاريخه إلى نهاية القرن التاسع عشر، الوجهة الوحيدة المفضلة لزوار مدينة سطيف والتبرك بمياهها، فدخول "الترامواي" حيز الخدمة بمروره على وسط المدينة، أفقد هذه التحفة ميزتها، وأصبح الكثير من زوار سطيف، وحتى أبناء المدينة، يفضلون وجهات أخرى للراحة، لاسيما في فصل الصيف، على غرار حديقة التسلية و"بارك مول". يعد "بارك مول" وحديقة التسلية وسط مدينة سطيف، الفضاءين الوحيدين اللذين يستهويان العائلات السطايفية خلال موسم الصيف، حيث يجد المواطن راحته، لاسيما خلال الفترة المسائية من فصل الصيف، لما يوفران من خصائص ومميزات يجد فيها المواطن راحته بعد يوم شاق من العمل.
فلمن لا يعرف مدينة سطيف، فإن بها صرحا سياحيا كبيرا، يتمثل في حديقة التسلية التي تتربع على مساحة تفوق الأربعين هكتارا وسط مدينة سطيف، أصبحت في ظرف وجيز بعد إعادة تهيئتها، قبلة للفارين من حرارة المنازل، ومتنفسا لمن يبحث عن الراحة والطمأنينة والاستمتاع بخضورة مساحاتها والألعاب المتنوعة للكبار والصغار، فلا بديل للعائلات السطايفية ما تكسر به ملل وروتين نهارها، وإيجاد مستقر ينسيها كلل يومياتها، وصيفها الحار، سوى قلعة التسلية التي ارتطمت بها إبداعات الطبيعة وآلات اللهو والترويح، وهو ما يطبع مختلف أجنحة الحديقة من إقبال كبير للعائلات، خصوصا الباب الرئيسي بالقرب من فندق الهضاب، الذي ارتدى جانبيه بساطا أخضرا، أتحفته زهور وورود غير معهودة، وحديقة أضحت المكان الأكثر إقبالا للزوار، جهزت خصيصا للعائلات التي تفضل الاستمتاع بأعشابها ورودها ونافورتها.
وغير بعيد عن حديقة التسلية، يتواجد فضاء سياحي ترفيهي عملاق، وهو مشروع "بارك مول"، هذا الانجاز الضخم زاد في جمال هذه المدينة وغير من وجهها إلى الأحسن، بفضل أجنحته المتنوعة، منها قاعة ألعاب حديثة باتت هي الأخرى تستقطب الزوار من داخل وخارج الولاية، إلى جانب مركزه التجاري الضخم الذي يعد من أكبر الفضاءات التجارية بالولاية، بالإضافة إلى مركز للأعمال وفندق من خمس نجوم. وإذا كانت العائلات السطايفية هي من تصنع حركية المدينة ليلا، هروبا من حرارة البيوت، فإن ضيوفها هم من يصنع انتعاشها نهارا، باستقطابها يوميا، لأعداد كبيرة من زوار يحجون لها من مختلف الولايات المجاورة، سواء عبر رحلات منظمة أو عائلية، وكلهم شغف لجولة بعاصمة الهضاب العليا، وشربة ماء من عين الفوارة، التي غالبا ما تكون الوجهة المباشرة، حيث تشهد حركة مكثفة، هكذا هي مدينة سطيف خلال هذه الصائفة، تعيش على وقع أعراس وأفراح من مختلف الطبوع، يصنع نشاطها وحركتها ضيوفها الذين ما إن يغادروها، تركن للهدوء وتستعيد سكينتها.