بالنظر إلى تنوع الغطاء النباتي والطبيعي
باحث مصري يؤكد ريادة الجزائر في إنتاج العسل

- 2374

أكد الدكتور نصر كمال بسيوني الباحث في قسم بحوث النحل بمركز البحوث المصري، أن نوعية العسل بالجزائر باتت ممتازة، وأن الجزائر أضحت رائدة على المستوى العربي في إنتاج العسل، والذي بات ينتج أنواعا مثيرة ومختلفة بسبب تنوع غذاء النحل داخل الحياة البرية وتنوع البيئة في هذه المنطقة.
كشف الباحث المصري في دردشة مع "المساء" على هامش إشرافه على دورة تكوينية في تربية النحل بقسنطينة على مدار 3 أيام من تنظيم المعهد التقني لتربية الحيوانات التابع لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية ومديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، كشف عن أن عسل السدر العربي أصبح يتفوق على جميع أنواع العسل العالمية في الجودة والكفاءة، وأن الجزائر باتت من أهم الدول المنتجة لهذا النوع من العسل، المستعمَل خاصة في التداوي.
وحسب الدكتور بسيوني فإن مصر تُعد من الدول المتقدمة والرائدة في تصدير طرود النحل وفي الإنتاج، يقابله استهلاك داخلي كبير، مضيفا أن قدومه إلى الجزائر جاء في إطار تبادل الخبرة، ونقل أحدث التقنيات للعلاج، والتطرق لأهم الأمراض التي باتت تهدد النحل وإنتاج العسل، مثنيا على أهمية مثل هذه الأيام التقنية من أجل الاحتكاك أكثر بالنحالين، والوقوف على أمهات المشاكل، وتحويلها إلى مراكز البحوث من أجل إيجاد الحلول لها. وتطرق المختص لأهم الأمراض التي تصيب النحل على المستوى العالمي، وقال إن مرض "الفاروا" يُعد من أهم هذه الأمراض "حتى إنه يطلق عليه اسم شيطان النحل". يضاف إليه مرض "النوزيما" الذي يوصف بإيدز النحل، معتبرا أن هذه الأمراض تؤثر على كمية الإنتاج، وتتسبب في تلف خلايا النحل، ولكنها لا تصيب نوعية العسل، ولا يمكن أن تنتقل إلى الإنسان.
وحسب الدكتور بسيوني، ففي كل 20 سنة يظهر مرض جديد يصيب النحل، وأغلب الأمراض المنتشرة في العالم تنقسم إلى أمراض فطرية على غرار الحضنة الطباشيري، ومتحجرة جرثومية على غرار تعفن الحضنة الأمريكي والأوروبي، وفيروسية على غرار أمراض شلل الأطراف الخلفية للنحلة، وأمراض ناتجة عن كائنات حية دقيقة على غرار "الأيمبما"، مضيفا أن هناك سعيا لاستعمال علاجات طبيعية بعيدا على المواد الكيمائية؛ من أجل ضمان نوعية العسل، والتركيز على استعمال مواد طبيعية مثل الشيح والقرفة في تغذية النحل. ويرى الباحث المصري أن جميع منتجات النحل تصلح للعلاج. وقال: "في مصر أخرج الدكتور زغلول النجار، رئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، تفسيرا علميا جديدا لآية "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه"؛ إذ فسر ألوانه بالنوع وليس اللون، مضيفا أن من أنواع السوائل التي تخرج من بطن النحل السم، الذي بات يُستعمل في علاج العديد من الأمراض. وأضاف أن العالم كله أصبح يتجه نحو استعمال السوائل التي تخرج من بطن النحل، وعلى رأسها الدول المتطورة على غرار الصين، التي تضم 60 ألف مصحة للعلاج بمنتجات النحل، وأمريكا التي تضم جمعية مختصة في العلاج بمنتجات النحل تتبع وزارة الصحة. كما أن ألمانيا هي الأخرى باتت تضم مصحات معتمدة للعلاج بمنتجات النحل.
واعتبر مدير المصالح الفلاحية بقسنطينة ياسين غديري، أن مثل هذه المبادرات تدخل في إطار سياسة القطاع من أجل تطوير هذه الشعبة الاستراتيجية، التي باتت تحقق أرقاما مشجعة بعاصمة الشرق، مضيفا أن قسنطينة تريد الاستثمار في شعبة تربية النحل وإنتاج العسل وتحقيق الريادة، على غرار ما حققته في شعب أخرى كإنتاج الحبوب، حيث تمكنت الولاية من إنتاج أكثر من 1500 قنطار من العسل في السنة الفارطة.
ومن جهته، اعتبر السيد بشوعة لعبيدي رئيس جمعية النحلة المباركة، أن تنظيم هذه الدورة جاء من أجل إيجاد الأسباب والمسببات لتطوير هذه الشعبة، والاستفادة من الخبرات التي من شأنها المساهمة في تطوير الشعبة، والعمل على الحد من مضاعفات استعمال المبيدات الزراعية التي باتت تشكل تهديدا لهذه الثروة.