فيما تشترط السلطات النظافة وعدم إعاقة حركة المرور

انتشار مقلق للأسواق الفوضوية بقسنطينة

انتشار مقلق للأسواق الفوضوية بقسنطينة
  • القراءات: 946
 زبير.ز زبير.ز

انتشرت بولاية قسنطينة، خلال الفترة الأخيرة، العديد من الأسواق الفوضوية، التي باتت تشوه المنظر العام وتساهم في تعطيل حركة المرور، وزادت في معاناة عمال النظافة، في ظل عدم احترام المحيط والبيئة، وترك كل مساء مخلفات الخضر والفواكه على قارعة الطرق، دون اكتراث الباعة المتجولين.

  زاد عدد الأسواق الفوضوية في قسنطينة بشكل معتبر، تزامنا مع إجراءات الحجر التي فرضتها السلطات العليا، بسبب انتشار فيروس "كوفيد-19"، في ظل توقف عدد كبير من العمال عن العمل، حيث ظهرت الكثير من الأسواق على حواف الطرق الكبرى، اختص أصحابها في بيع الخضر والفواكه بشكل واسع، مع وجود بعض الباعة الذين يضعون سلعا أخرى، على غرار الأواني المنزلية أو الألبسة والأحذية.

انتشرت بعض الأسواق الفوضوية بشكل سريع، وباتت محط إقبال عدد كبير من المواطنين، على غرار السوق الفوضوي الذي ظهر على محور الطريق السريع الرابط بين زواغي سليمان وبوالصوف، عبر معبر ماسينيسا، وبالتحديد بمحور الدوران الجديد الذي يربط بين معبر ماسينيسا والمدينة الجديدة علي منجلي عبر حي بلحاج، حيث أصبح هذا الطريق محج عشرات السيارات النفعية والشاحنات، لعرض مختلف المنتوجات من خضر وفواكه موسمية، شأنه شأن الطريق الوطني رقم 20 بمدخل منطقة بونوارة، ببلدية أولاد رحمون، والطريق الوطني رقم 27 على مستوى حي برغلي (الكانطولي)، أو على مستوى طريق جيجل بحي عين بن سبع، في بلدية حامة بوزيان.

إن كان هناك ضبط للأمور من طرف مصالح الأمن والدرك، للباعة المتجولين على محور طريق سيساوي، الرابط بين قسنطينة والخروب على الطريق الوطني رقم 3، بعدما تم إرغامهم على الابتعاد عن الطريق بسبب تعطيل حرمة المرور، إلا أن الأمور تبقى على حالها بمنطقة البعراوية، على الطريق الرابط بين المدينة الجدية علي منجلي والخروب، حيث يصطف عدد كبير من الشاحنات والسيارات النفعية من أجل عرض منتجاتهم، مما خلق أزمة حادة في حركة المرور، خاصة في الفترة المسائية، يضاف إليها اختلاط عدد كبير من المواطنين وزيادة إمكانية انتقال الفيروس.

المقاطعة الإدارية علي منجلي لم تخلو هي الأخرى من هذه الظاهرة، فرغم وجود عدد معتبر من الأسواق الجوارية، التي أنجزتها الدولة وكلفت أموالا كبيرة، إلا أن التجار يعزفون عن هذه الأسواق ويهجرونها، ويفضلون وضع سلعهم على قارعة الطريق، حتى وإن كانت في محيط بعض الأسواق، على غرار السوق الفوضوي بالوحدة الجوارية رقم 4، الواقع بمفترق الطرق المؤدي إلى الوحدة الجوارية رقم 18، أو بمحاذاة جامعة قسنطينة "3"، على قارعة الطريق المؤدي إلى مدخل الطريق السيار شرق ـ غرب.

وإن كانت هذه الأسواق الفوضوية تقدم خدمة للمواطن، من حيث توفير مختلف السلع وبأسعار معقولة، كما تفتح مناصب شغل وتكون مصدر دخل ورزق لعدد معتبر من الشباب، إلا أن سلبيات هذه التجمعات التجارية باتت تفوق على إيجابياتها، بعد أن اشتكى عدد كبير من السكان من الأوساخ وتلوث المحيط، بسبب ما تخلفه هذه الأسواق كل يوم من نفايات، أصبحت تهدد الصحة العمومية، خاصة في هذه الفترة الصيفية التي تتزامن وارتفاع درجة الحرارة.

السكان الذين عبروا عن استيائهم، خاصة الذين يقطنون في محيط هذه الأسواق الفوضوية، أكدوا وجود خطر على صحة المستهلك، بسبب انعدام شروط النظافة، في ظل انتشار الحشرات، وحتى الفئران، موجهين نداء إلى السلطات المعنية للتدخل من أجل تنظيم هذا المجال من التجارة، حتى لا يشكل لهم صداع رأس وينغص عليهم معيشتهم اليومية.

مظاهر الأسواق الفوضوية باتت أمرا مألوفا بعاصمة الشرق الجزائري، في ظل تزايد هذه التجمعات التجارية من يوم لآخر، وهذا لا يعني الإنقاص من المجهودات التي تبذلها السلطات، وعلى رأسها الولاية، التي قامت مؤخرا، بإزالة أحد أكبر التجمعات التجارية الفوضوية بمحاذاة سوق الدقسي (البودروم)، وأكثر من 600 طاولة، مع إحصاء أصحابها، في انتظار توزيعهم على أسواق منظمة.

من جهته، أكد والي قسنطينة، ساسي أحمد عبد الحفيظ، على هامش الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي، المنعقدة الأسبوع الفارط، أنه سجل بانزعاج، الظاهرة السلبية التي باتت تخلقها هذه الأسواق الفوضوية، معتبرا أن تساهل السلطات الرسمية مع هؤلاء الباعة، جاء لمراعاة ظروفهم الاجتماعية والأزمة التي تعيشها البلاد، حيث وجه نداء لهؤلاء التجار من أجل احترام شرطين هما؛ احترام النظافة وجمع مخلفاتهم قبل مغادرة المكان، وعدم وضع السلع في الطريق وتعطيل حركة المرور، مضيفا أن التعامل معهم سيكون بصرامة القانون، في حالة تمادي هؤلاء الباعة في تلويث المحيط وتعطيل حرمة المرور.