لنقص وسائل الوقاية من "كورونا"

العيادات الخاصة مغلقة أمام المرضى بجيجل

العيادات الخاصة مغلقة أمام المرضى بجيجل
  • القراءات: 1852
❊نضال بن شريف ❊نضال بن شريف

اضطر معظم الأطباء الخواص في مختلف التخصصات الطبية، كجراحي الأسنان الموزعين عبر إقليم ولاية جيجل، إلى غلق عياداتهم في وجه المرضى، وتأجيل الفحوصات والمواعيد إلى أجل غير مسمى، منذ دخول فيروس "كورونا" إلى الجزائر، وانتشاره عبر مختلف الولايات، ومن بينها جيجل. الأمر الذي انعكس سلبا على صحة المرضى، خاصة المصابين بأمراض مزمنة كأمراض الضغط الدموي، والقلب، والسكري، والربو،...

وجد العديد من المرضى بالولاية، أنفسهم غير قادرين على متابعة العلاج عند أطبائهم بصفة منتظمة، وتغيير المواعيد إلى وقت غير محدد، بسبب فيروس "كورونا"، مما أجبر العديد منهم على البحث عن طبيب في ظروف جد صعبة، بسبب توقف وسائل النقل، وعدم امتلاك الكثير منهم سيارة خاصة بالنسبة لأصحاب الدخل الضعيف والعائلات المعوزة، ناهيك عن القاطنين بالمناطق النائية وانعدام الأطباء الأخصائيين بها، حيث أن أغلبهم متواجدون في عاصمة الولاية جيجل.

ببلدية جيملة الجبلية، يواجه المرضى صعوبات كبيرة في تلقي العلاج، سواء المصابون بأمراض مزمنة، أو بأمراض عادية كالزكام، أو يعانون من مشاكل هضمية... وغيرها، حيث باتت كل العيادات الخاصة مغلقة، ناهيك عن عيادات جراحة الأسنان التي توقف الأطباء المشتغلون بها عن الخدمة، خوفا من تفشي هذا الوباء، في ظل انعدام وسائل الوقاية بعياداتهم.

حسب تصريح جراحة الأسنان "ز.بن عزيزة"، فإنها اضطرت إلى غلق عياداتها أمام مرضاها ومرتاديها الذين يقصدونها سواء لقلع، أو ترميم وزرع الأسنان، خوفا من انتقال عدوى الفيروس، في ظل نقص وسائل الوقاية، كمواد التعقيم والكمامات والقفازات، حيث أكدت أنها كانت تعمل بإمكانيات ضعيفة، وفي كل مرة تحاول الاتصال بالصيادلة لتزويدها بوسائل الوقاية، إلا أن معظم الصيدليات تعرف ندرة في هذه المواد، مما أجبرها على غلق عيادتها إلى حين القضاء على هذا الوباء الخطير سريع الانتشار بين الأشخاص، أو توفير الإمكانيات الضرورية من قبل الجهات الوصية للعمل في ظروف حماية ووقاية أفضل، حتى يتسنى لها ولباقي جراحي الأسنان والأطباء الخواص فتح عيادتهم، خاصة أن هذا المشكل قائم بشكل كبير بالبلديات النائية.

أضافت صاحبة عيادة الطب العام الدكتورة "ح.صوكو"، في تصريح لـ«المساء"، أن عيادتها كانت تستقبل يوميا عشرات المرضى، بسبب الاكتظاظ الذي تعرفه العيادة متعددة الخدمات الوحيدة بدائرة جيملة، وقلة العيادات الخاصة بالمنطقة، إلا أنها أغلقت عيادتها مؤخرا، خوفا من انتشار عدوى هذا الفيروس.

أضافت أن عيادتها عرفت توافدا كبيرا للمرضى خلال شهر فيفري، وبداية شهر مارس، أغلبهم أصيبوا بزكام حاد، سواء في أوساط الكبار أو الأطفال، موضحة أن سبب غلقها للعيادة، يرجع إلى نقص المستلزمات الطبية من أقنعة وقفازات ومطهرات كحولية غابت في الصيدليات، وإن وجد فبكميات قليلة جدا، مما جعل العمل صعبا جدا في ظل غياب وسائل الحماية. كما ناشدت المتحدثة، السلطات الولائية ومدير الصحة بالولاية، باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتدعيم الأطباء الخواص بالمستلزمات الطبية الخاصة بالحماية، لتمكينهم من أداء واجبهم على أكمل وجه، في مواجهة انتشار فيرس "كورونا".

من جهته، أكد مدير الصحة لولاية جيجل، شعبان سيدهم، في تصريح لـ«المساء"، أنه راسل الأطباء الخواص، وكل مهنيي الصحة من أطباء وشبه طبيين، لإعادة فتح عياداتهم، والتخفيف من الضغط المسجل على المستشفيات، والعيادات متعددة الخدمات، خاصة في هذا الظرف الحساس والاستثنائي، الذي يحتاج إلى تكافل وتضامن الجميع من أجل التكفل بالمرضى، إلى جانب دعم مخابر التحاليل الطبية المتواجدة بالولاية، المختصة في أمراض القلب والأمراض الصدرية والتنفسية، وتمكينهم من إعادة عيادتهم لاستقبال المصابين والمرضى.

أشار السيد سيدهم في هذا السياق، إلى أنه قام بتنصيب لجنة تضم جميع الفاعلين في قطاع الصحة، من نقابة الصيادلة، ولجنة تنظيم أخلاقيات المهنة للأطباء، ونقابة الأطباء ولجنة أخلاقيات جراحة الأسنان، بهدف إحصاء احتياجات الولاية من المستلزمات الطبية، والمعدات الضرورية من أقنعة وقفازات ومواد التعقيم  لإحضارها من ولاية عنابة، وتوزيعها على هؤلاء الأطباء الخواص، حيث يقوم كل طبيب خاص بإحصاء احتياجاته من هذه المستلزمات، وتقوم اللجنة بتعيين صيدلي على مستوى كل دائرة للتنقل إلى ولاية عنابة، وتوفير هذه المواد الطبية، حتى يتسنى للأطباء الخواص فتح عيادتهم بصفة عادية، دون توقف عن العمل، بعد توفير وسائل الوقاية لحماية أنفسهم، والمرضى الوافدين على عياداتهم.

للإشارة، تحصي ولاية جيجل أكثر من 500 عيادة، يشتغل بها أطباء عامون وأخصائيون خواص، وأكثر من 300 عيادة لجراحة الأسنان، و352 صيدلية موزعين عبر مختلف بلديات الولاية.